bah كوفيد 19 مرض أم مؤامرة ؟! - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

كوفيد 19 مرض أم مؤامرة ؟!

04/02/2020 - 17:38 PM

Bt adv

 

 

بقلم: وفا أحمد

يواظب العلم على الاكتشاف ليعطي البشرية، فتأتي السياسة وتضع سرجها على صهوته وتمتطيها، وتتربع على إنجازاته كي تقود العالم وتسيطر على ما تصل إليه أذرعها، وكل ذلك في سبيل الاقتصاد والمقدرات - ضرورات القوة والاستمرار- وهذا لا يبرئ قيادات العالم، لكنه قد يدين العلم    ويجعل أخلاقياته موضع شك يتطلب معها الإسراع بوضع حد لاستغلال مجالات العلم واستخدامها بما لا يطابق مقامه.

يعيد فيروس كورونا المنتشر بشكل مفزع الحديث حول نظرية التطور التي وضعها "داروين" في القرن التاسع عشر، وطرح فيها الارتقائية القائمة على الانتخاب الطبيعي السبب في تطور الكائنات الحية، مفسراً تبدلاتها وتغيراتها الشكلية والبنيوية وصولاً إلى ماهي عليه الآن، والتي أوجزها بفرضية "الصراع على البقاء" وذيلها بنتيجة مهمة وهي " البقاء للأقوى".

وكان داروين يريد أن يصل رسالة إلى البشرية بأن القوي هو من ينتصر في الصراع مع البيئة، والأضعف من تحكم عليه قلة مناعته بالاندثار.
ويؤكد "داروين" في نظريته أن الكائن الحي الذي يتكيف مع البيئة ويهزم قسوتها، من المرجح ليس فقط أن ينجو ويبقى، بل وربما أن ينتج سلالة قوية، وهذا الكلام كان في وقت لم تكن الظروف حينها قد سمحت بعد بالسيطرة وترويض الطبيعة وإخضاعها لمشيئة الإنسان.
وأعتبر صاحب نظرية الارتقاء، أن القوي من تمكن من المقاومة والصمود وهزيمة الظروف وأقلمتها بكل ما تحمله من صعوبات والتكيف معها ومع المحيط، ثم جاء بعده "هربرت سبنسر" ليعدل المصطلح إلى "البقاء للأصلح"، وحدد فيه أن امكانيات الإنسان الجسدية والمناعية هي من تضمن أحقيته في البقاء واستمرار سلالته من عدمها وسط مجتمع ديناميكي نفعي ينظر للبشر بما يمكن الاستفادة منهم.

أما التحول الكبير الذي جرى على أعتاب الألفية الثالثة في عصر المعرفة والاكتشافات، والذي ساهم فيه تطور الرفاهية الطبية، وارتفاع مستويات الرعاية الصحية ليس فقط في جعل فكرة الانتخاب الطبيعي أمر نادر الحصول، بل وزاد من احتمالية إنجاب أجيال مريضة معتلة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل عبء ثقيل، لن تستوعبه البشرية ولا المقدرات الأرضية المهددة بالنفاذ بالمستقبل القريب، بعد الزيادة الهائلة في أعداد سكان الكرة الأرضية.
كل ذلك جعل إمكانية تحقق عناصر نظرية المؤامرة أمر وارد، واحتمالية أن يكون فيروس "كوفيد ١٩" الذي أصاب العالم بأسره بالرعب، مسألة مدبرة أمر ممكن جدا، والذي يمكن حصره بأنه خطوات منظمة ومدروسة لتجديد عملية " الانتخاب" وتسريعها، وهو الشيء الذي بددت حدوثه وأبطأته التطورات الصحية في العالم، ما يجعل داعمي نظرية التدبير المسبق للفيروس السفاح، قابلين للتصديق، وتدعم رأيهم حالات الوفاة بالفيروس والتي شملت بمعظمها المسنين، وذوي المناعات الضعيفة الذين يشكلون عبء كبير في مجتمعات ذات توجهات نفعية ميكافيلية.

لكن وعلى رغم، تبقى مسألة إثبات نظرية إنقاص أعداد البشرية ب "انتخاب إجباري" مرهون بما تحمله الأيام القادمة من فضائح وتسريبات لوسط بشري يبرر تصرفاته بشعار "الغاية تبرر الوسيلة".

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment