الاب الدكتور نبيل مؤنس*
- المعطوبية الوجودية
انه تعبير انثروبولوجيّ فلسفيّ لاهوتيّ وهو عنوان كتاب الاب البروفسور يوسف مؤنس، انه لخير تعبير عن الحالة الانسانيّة في العالم اليوم، كل البشريّة في حُجر صحيّ... كل انسان مهدد اينما كان دون تمييز في الالوان او في الاحوال.
شبح الموت يرفرف فوق البلدان ونعيق الغربان يصرخ في الاذهان من أين أتى هذا الوباء، أمن الثعبان أم من جنون الوطواط، ام هو نوع من انواع الفئران؟. هل نحن حقا في معركة ضد خيالات وخلايا خبيثة أو جرثومة مخفيّة أفلتت من مختبرات القتل والتدمير العابثة بحقوق الانسان؟.
- عمليّة عالميّة لأنقاذ البشريّة
جرثومة مميتة خبيثة قاتلة خطفت البشرية كلها الى الحجّر... او اذا قاربناها بتعبير آخر، فإنها جذبته من جديد نحو حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون. اننا امام حقيقة واقعيّة مريرة، الا وهي الخطأ العلمي الذي سبب بتهديد الحياة الانسانية الفرديّة والجماعيّة، إنه المثل الواضح الفاضح منذ نشأة العالم، إن القاتل للبشر هو الذي اوقع فيها بالخطأ الاصلّي الاولّي، فالقاتل والجرثومة في تخف دائم، والانسان يبحث عن المذنب ويقاتل الاشباح ويلصقها بالقريب او الغريب ويشك بالصديق والقريب ويقتل ويقاتل الاخ والذات من وعي، من دون رحمة لأنه خائف لا يعرف ذاته ولا يجد راحة لا في سلطة مطلقة او ديموقراطية، ولا في غنى ماديّ او انسانيّ، ولا في معرفة سماويّة، نبويّة او علميّة...
الحق الحق، اقول لكم ان الدواء والطعم وجد وهو على المائدة النازلة من السماء لخلاص البشر.. انها أكبر عملية خلاص حلّت فوق كوكبنا، جاءنا الله بابنه يسوع ليخلصنا من الجرثومة الاصلّية التي منها تخرج حتى اليوم كل جراثيم الموت والقتل والدمار والحسد والإلحاد والانانية والبخل والجوع والقحط والنميمة والغدر والكذب والسّم والخدع والتكفير والاعدام والحرق والطعن.
الدواء انكشف لنا فوق الجلجلة من القلب المفتوح بحربة فخرج منه دم وماء لفداء البشر. انه رُفع فوق الحجر لنرى ونسمع ونشرب فنقلب كل حجر وحُجر ينقلب فوق قلب الانسان. الله حيّ، المسيح قام، والرجاء الصالح لبني البشر...
* خادم رعية سيدة لبنان، نورمن اوكلاهوما
Comments