bah مذكرات حب على أجراس الكنائس - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

مذكرات حب على أجراس الكنائس

05/01/2020 - 17:29 PM

Bt adv

 

 

بقلم : ضياء محسن الاسدي

ذكريات بقية عالقة على ذرات غبار الزمن معفرة دفتر ذكرياتي الصغير بالطيب والعطر الفواح تغفو بين ثنايا صفحاته في دور سبات تتأمل من يقلبها بين الحين والأخر ذكريات طالما كانت أيام جميلة تترجم كل الأفعال والأقوال إلى حقيقة تتراقص كفراشة الربيع تحمل على أجنحتها عبير الأزهار لتنثره بين الحقول الخضراء، وحين تشتد بي الأيام قسوة يزداد الحنين إلى الماضي حينها يكون الملجأ الوحيد إلى الذكريات أتصفح أوراقه الصفراء القديمة لأفتش ما بين السطور عسى وأن أجد ضالتي.

وأنا أقلب فيه وإذ يقع بصري على صفحات لا تشبه الأخريات شدتني إليها بشذاها العذب وهرب العقل مني وليقفز البصر إلى الصليب المسيحي المعدني وهو يتوسد كلمات الحب الجميلة التي تحملها أجنحة الفراشات الملونة المرسومة على الورق كالنقوش الآشورية السريانية التي تزين أجراس الكنائس القديمة بعبقها التاريخي لتأخذني إلى الأيام الجميلة التي عشتها ما أحلاها من أيام وبالخصوص عندما تكون لوحة معلقة على جدار القلب يعلوها صدأ الماضي لا يسعك إلا أن تزيل عنها الصدأ لتعيش أيامها.

أياما ارتبطت بين عاشقين تجاوزا الحدود الدينية والاجتماعية ليسافرا معا على مركب الحب الذي لا يعرف وطن ولا حدود ولا زمن فكل شيْ يتوقف عنده ألا اللحظات السعيدة التي نعيشها والكلمات التي ترتسم على الشفاه الذابلة من العشق والأفكار البريئة تداعبها لنجعل حياتنا المستقبلية أجمل وأحلى.

ما زلت أذكر الصليب المعدني المتدلي على صفحة عنقها الأبيض الطويل ولكنتها المسيحية السريانية التي تزيدها جمالا وهي تحفر كلماتها على جدار مخيلتي حيث يزداد الحنين لبعضنا مع كل ترنيمة أطفال الكنائس بنشيدهم وبراءتهم ومع كل دقة ناقوس على سطح الكنائس كأنها معزوفة تسافر معها إلى عالم آخر من الجمال والحب.

فكانت العلاقة التي تربطنا هي الحب المتشح بالإنسانية والديانة السماوية الواحدة التي لا تفرق بين حبيبين لكن الأيام مرت سريعا جدا لتضع السنوات الدراسية أوزارها على أعتاب التخرج ليفترق أحدنا عن الأخر على أمل الملتقى لكن الظروف لن تمهلنا لتأخذنا أمواج الحياة العاتية بعيدا عن بعضنا لتبقى الذكريات فقط والصليب المعدني الذي أحتضنه كفي وهي تضعه فيه بحرقة وعبرة مودعة فاليوم لن يبقى لنا ألا الصليب ليكون شاهدا نزيها كلما أحتاج إليه ليعيد الأيام الجميلة إلى سابق عهدها.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment