bah زيارة قبل الجائحة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

زيارة قبل الجائحة

05/04/2020 - 19:29 PM

Prestige Jewelry

 

بقلم ريم معروف


أصبح لدي رجل شجاع لأتحدث معك وصار بإمكاني التنزه برفقتك في الحدائق الخضراء، تماما كما كنا نحلم معاً منذ أن كنت على لساني حنانٍ وفي قلمي خربشةً طموحة.

لم تخذلني يوما في لجوئي إليك، انتشلتني بجرأة من لجة الأخطاء لم تعطِ لعثَمتي أيَّ اهتمامٍ، ومنحت لقلبي الشجاعةَ الكافية ليثق رغم ارتجافِ الوجنتين ورهبةِ الجسد
كنت وسيلتي إلى الله، قرأت عنك في كتابه فشعّت من المعان يحلم بالتصاق روح وجسد وحين دعوتُهُ بك في الألم استجاب وأعطاني وحماني، وألهمني المزيد منك لتكون الرزق والعونَ والسّند والموهبة.

بك أترجم كل أحاسيسي الغامضة، فتنقشع غيوم الالتباس وأفهمُني أكثر، كدرعِ حمايةٍ في وجه نصالِ لغط الحياة الهوجاء.

لحنانك طعمُ درسٍ لن أنساه، أحتفي به كلّما ضيعني التنويع في متاهات كل يوم وأنت لصيق القلب واللسان، تغيب في أوطان الفكر، وتعيديني إلى عرينك كأنَّك الرقيب والحسيب.

كأنك الحبيب الأول أو كأنك وطن لا يغادرني حين الغربة تشظيني بين أشواقي المتهافتة على عتبات حنيني الأزلي.

أبحثُ عنك، في أقاصيص حبٍ سالفة جعلَها دفْقُك خالدة، في لوحاتِ وجوهٍ باهتة علقتها على جدران الذاكرة؛ لكنك تمعن في القسوة وتتعزز أهيء لك طقوس استحضار، أتشبث بالقلم، أثبته على الورق أو أضغط باستماتة على مفاتيح الحروف وأحدّق منتظرة بعطش رضيع علّك ترسل إشارات استجابة، ثدياً دافئاً ممتلئاً بالعبارات أو ديمةَ رؤوس أقلام. تغيب، فتشحُّ الكتابةُ ويصيب الهزالُ الكلام، فأنطوي بحزنِ يتيم، وبصمتِ ناسكٍ أعيدُ قراءة الأدعية القديمة رغم أنني أعاني من مشكلة عويصة تجعلني أتجهم وأغمض عيني كلما ومض الفلاش. وأحتاج في استوديو التصوير إلى عشر لقطات لتخرج من بينها لقطة واحدة بابتسامة طبيعية.

إلا أنّ أروع الصور الحميمية في ألبوماتي تلك التي التُقِطَت لي في البيت وانت تنظر الي وانا فجأة وبدون ماكياج، أو أعانقك على شاطئ البحر الأبيض المتوسّط وروح الإجازة تطلّ بفرح طفولي من عيني.

عندها أدخل إلى الصورة وأطلق خيالي داخل حدودها الضيقة، وأتحول إلى عصفورةٍ في قفص الذكريات، لا تريدُ أن تتحرر أبداً، وأنا أخطو اليوم بجرأة نحو عمر نبيٍّ ساعة نزول الرسالة، ويصبح الجهر بالدعوة أكثر خطورة وتكلفة. أستعد بخوف الدقائق الأخيرة قبل الصعود إلى المسرح للولوج إلى عالمك لأتواصل مع إنسان لا تحده جغرافيا وعالمٍ من الحرائق شجره أبراج ومداه معادن، و لنا وطنا في كتاب نتبادلُ فيه المرايا.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment