bah جرثومة الموت والحب الإلهي - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

جرثومة الموت والحب الإلهي

05/11/2020 - 00:05 AM

Prestige Jewelry

 

 

الاب الدكتور نبيل مؤنس*


كلنا نرفض الموت ليس فقط لأننا نحب الحياة او أن النفس عزيزة انما ايضا لأننا فعليّا ووجودّيا، من سفر التكوين خلقنا لنحيا لا لنموت .

من التراب جُبلنا، من النفس الإلهي خرجت أرواحنا، اننا اولاد الحب الإلهي، أولاد الأنوار السماويّة وتلاميعها واشعاعاتها الخارقة غير القاتلة، انما الصاهرة المبلورة بنار لهب الحب الإلهي.
ماذا حصل؟

لا نفهم. تفاسير كثيرة علوم تتغالب تناقض بعضها البعض الآخر ....

ماذا يحصل الآن؟

غريب دوران الإنسان في الارض والزمن في التاريخ والاذهان.

إلى أين؟

الصراع هو هو، منذ البدء سقط العقل، لان القلب خُدع، سمّم له ، من العين والكلمة البراقة الكاذبة الهادئة التي تبخّ بالمبيدات المميتة في قوالب منطقيّة لا تخطئ في القتل، في الأسر وفي تحطيم صورة الحياة وهي اننا خُلقنا على صورة الله لا على صور الثعالب والذئاب أو من أحشاء ثعبان او حيتان.

جرثومة الموت

كُتب الكثير حتى الآن عن هذه الجرثومة القاتلة التي هددت النظام العالمي والنظام الصحّي الداخلي لحياة كل انسان. خرجت عن إرادة ايّ انسان، انتشرت في كل البلدان، زرعت الموت وسجنت كل انسان دون تفرقة بالألوان والأحزاب والأديان، هكذا فعلت بنا الخطيئة الأصلية.

بعد ألفي عام تُعيد إلى ذهني والى عالمي الوجودّي المعاصر الرافض، المعاند المتعنّت حتى في ضوئيّاته وأنواره حقيقة الحقائق، ألا وهي، أن في قلب الطبيعة البشريّة وفي صميم التكوّن والتوجدّن والانسنة معضلة، مطوبية جذريّة، خرّقت، شقّت وشرخّت بالخلل الوجودّي بالخطيئة الأصليّة.
اليوم أمام العالم أجمع لكي نفهم ما قاله الجبّار العملاق في علم الله والكتاب والإنسان القديس أوغسطينوس، ليس لنا إلاّ أن نتأمل سرّ هذه الجرثومة المميتة، لندرك المعنى الحقيقي في الخطيئة الاصليّة.

تكلّم القديس أوغسطينوس عن توارث هذه الخطيئة الأصلية المميتة المتشابهة إلى حد بعيد بعدوى جرثومة الموت كورونا هذه، وفضح سبب الشر والشرير في الخطيئة الأصليّة وتفاعلاتها في مصير الإنسان والبشرية؛ وكم هو محق ولم يزل وسيبقى طالما الكون باق والدنيا لم تتحوّل إلى نهيويّاتها بعد.


الحب الإلهي وخلاص العالم
بالحب وحده يخلص الإنسان، الحب وإن طُعن أو نُحر أو سجن او اخترق ليقطّع إرباً، إرباً، انه يقهر الموت بالموت ويقيم القيامة على حارسي القبور وحفاريها، ألى متى يقرأ الإنسان في الوجود سرّ الحّب الإلهي ويرفض الحب والوجود لله.

ألى متى يرى ابن البشر الجمال والخير في الخلق والخليقة فيدير رأسه او يغمض عينيه فيأخذ بالتخبط ضمن الشبكات الليفيّة التي يلقيها في دائريّة وعيّه وأرضيّة دماغه وتقيؤآته فيزيد العقدة الأصليّة إلى عقد ألفيّة خانقة للحب المحرر وقاتلة للضمير والاحساس مع القريب والغريب والحبيب.
الحب الإلهي لم يتركنا لحظة. وفي المسيح يسوع صار خبزا يُطحن تحت الاضراس ليتذوق الإنسان طعم الحب الحقيقي. صار دما مخلصا فاديا يسقي أصغر الخلايا الحيويّة بقوة المناعة الإلهية حتى الموت فيقهر الموت بالحب الذي بذل بنفسه وطعن قلبه بحربة في ملء الزمن وعلى مرأى من كل انسان الى نهاية الازمان ليحيا قلب الإنسان من طعم الحب الإلهي ...
 

*خادم رعية سيدة لبنان المارونية، اوكلاهوما

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment