ضياء محسن الأسدي
بعدما اختلطت الأوراق السياسية على الساحة العربية وهذه الفوضى العارمة التي اجتاحت المناطق العربية بجحيمها المرعب والتي ما زالت بعض الدول العربية تعاني من ويلاتها بفعل فاعل ولاعب متمرس في لعبة الحروب والدمار وخاصة المنطقة العربية والإسلامية منها لتبقى تحت سيطرة نفوذه يصطاد منها ما يشاء من نفائس وثروات بعدما فتحت له الأبواب مشرعة على مصراعيها بجهد متقن لجعل المنطقة العربية تموج بحروب مع بعضها البعض.
الشعب العربي هو الضحية لها من خلال استغلال ضعف بصره وبصيرته الذي أخذ يطفوا على غثاء الأعداء وما رسموه له من مخططات أضعفت قدراته ودمرت مكوناته المجتمعية في الصميم عبر عدت فتاوى دينية اُلتُقطت من التاريخ العربي الإسلامي في فتراته المظلمة وأفكارا دينية متطرفة مضى عليها الدهر وشرب في القدم نفضوا عنها غبار الزمن ليسوقوها ثانية في هذا العصر القلق المضطرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ليزرعوا بين الشعب العربي الفتنة والفرقة والتناحر وخاصة بين الأوساط الشبابية المتحمسة ذات الطاقة الاستقبالية لهذه الأفكار عبر وسائل وطرق لها مكانتها في نفوس الشعب العربي منها وسائل الأعلام المظلل والمؤسسات الدينية المسيسة ذات البعد الطائفي .
لذا علينا ترتيب الأوراق ثانية خدمة للمجتمع العربي المنكوب بالحروب ونصرت للدين الإسلامي الحنيف الصحيح باستئصال الأورام الخبيثة المثقلة بهذه الفتاوى التكفيرية وزرع الفتنة بين الطوائف والمذاهب الإسلامية والتي لا تتعدى الخمسين من المختلف عليها بين المذاهب الإسلامية ووضع قواعد جديدة مدروسة ومناهج لنبذ العنف والكراهية الدينية للمجتمعات الإسلامية والعربية والتصدي لهذه الأفكار المنحرفة الدخيلة على عالمنا الإسلامي وتعاليمه الدينية السمحة والعودة بدين نبينا محمد بن عبدالله ( صل الله عليه وعلى اله وسلم ) إلى مساره الصحيح وأعادت كتابة سنته بعيدا عن التطرف والتكفير والعنف عبر مؤسساته الدينية التي لها التأثير المباشر على العالم الإسلامي والعربي ولها الحل والعقد ألا وهي مؤسسات الإفتاء من منبع الإسلام ( المملكة العربية السعودية ) ورجال الدين ومفتيها الذي تقع عليهم المسؤولية الكبرى أمام الله تعالى أولا والناس وكذلك مؤسسات الأزهر الشريف بأعادة كتابة السنة النبوية الشريفة وتطهيرها وتشذيبها من كثير ما شابها من أفكار متطرفة على يد أعداء الإسلام والمحسوبين عليه حتى أصبحنا أحزابا وكل حزب بما ليهم فرحون ينهش بعضنا البعض فأصبحنا شيعا يقتل أحدنا الآخر على فتوى ضالة مختلف عليها فنحن بحاجة إلى ربيع أسلامي فكري منهجي صحيح ينهض بهذه الأمة من جديد برجال دين يحملون الفكر المعتدل العلمي لأعادت مسار الدين الإسلامي وتبني فكرة تقبل الآخر من المذاهب الأخرى بعيدا عن الصراع الدموي حقنا لدماء المسلمين والحفاظ على بيضة الإسلام المحمدي النقي الإنساني.
Comments