نيروز الطنبولي
من أجمل ماعرض على الشاشة برمضان ٢٠٢٠ بل الأجمل والأقيم على الإطلاق والأمر مرجعيته ليس لكونه مسلسل عبر عن أحداث حقيقية بطريقة لافتة وجذابة فحسب بل لأن كل الظروف تضافرت لكي يكون الأفضل على الإطلاق هذا العام.. ولكوننا في حاجة ماسة لندرك ما يحدث وراء الكواليس ونحن نجلس على أريكة أمام شاشات المحمول نهمش ما يقوم به أناس يبذلون كل نفيس وننقد ما يحدث ونحقر من كل الانجازات ونبشر باضمحلال مقبل في كل شيء ونحن حتى لسنا على علم بمجريات الأمور وما حجب عنا كي نحيا في سلام وأمان.
أطفالنا في حاجة لرؤية أبطال حقيقين لا غزاة البابجي والفورتنايت صحيح كم هو مؤلم رؤية أوجاع أهالي الشهداء وهم يتخيلون ما حصل وغيرهم يتوقعون ما هو ممكن أن يحدث لمن هم تحت خط النار هذه الأيام ولكن هي الحقيقة.
عندما كنا صغارا كنا على موعد مع بعض الأفلام المحددة التي تعرض في التلفزيون في المناسبات الوطنية ولكن مع زخم الفضائيات والأجيال التي همشت التلفزيون وتوجهت لليوتيوب لا تعي عنها شيء ولا تدرك ما بذل لاستعادة المغتصب من الأرض والحفاظ عليها إلى أن طرح فيلم الممر في السنيمات واصطحبناهم إليه كفرض عين ساعتها تفاجأنا بمشاعرهم الجياشة وبكائهم تأثرا وأدركنا روحهم الغضة بحب الأوطان والانتماء إليها ليس فقط لانفعالهم المصاحب للفيلم بل لما عقبه من مناقشات وأطروحات جعلتهم يشعرون بالامتنان لتراب الأرض وقيمة التضحية من أجله.
نحن في حاجة للمزيد وحاشاكم أن تقولوا اعلام موجه حاشاكم أن تحبطوا أي محاولة لايقاظ روح الوطنية والمحبة لحماة الوطن ولما يقدمون واذا خيرتم دوما لا تختاروا سوى ما يبقينا على وحدة وانتماء وجلد في الحفاظ على أرواحنا من الشتات وحقن الدماء.
Comments