bah الرؤيا الجدية في حب الوطن والمذهبية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الرؤيا الجدية في حب الوطن والمذهبية

06/12/2020 - 18:42 PM

Atlas New

 

ضياء محسن الاسدي

 

عندما ابصرت عيناي الدنيا وعرفت ما يدور من حولي رأيت والداي (رحمهما الله) كيف يخوضا غمار هذه الحياة بالصلاة والصوم والعبادات الأخرى ليس لي دخلا بها كوني أعيش بداية طفولتي سوى أني أتكلم العربية وأعيش في كنف أبواي في بيت أسرة صغيرة مع أخواني وأخواتي وأول شيء تعلمته منهما هي الصلاة والصوم على طريقتهما الخاصة بهم وأنا على خطاهم فطريا بدون نقاش ولا سؤال كيف أو لماذا والشيء الثاني عندما حصلت على الهوية الشخصية مكتوب عليها ولد في جمهورية العراق حينها عرفت أني أنتمي إلى شيء أسمه وطن يقال له (العراق) احتضنني منذ الطفولة كما أحتضن آبائي وأجدادي من قبل وهو الامتداد الطبيعي للوطن الصغير البيت الأسري فكلما كبرت كبر انتمائي إلى هذا البيت الكبير (الوطن) الذي أتغنى باسمه وأقرأ عنه كل ما هو جميل من حضارة وأصالة ولهذا كبر معي حبي لهما الوطن والمذهب والدين في آن واحد لا فرق بينهما والقاسم المشترك بينهما هو الدفاع عنهما.

أن الانتماء للمذهب خصوصية الفرد الذي ينتمي له انتماءا ذاتيا فطريا تربويا عائليا وله حرية الاختيار في القبول أو الرفض بشرط الحفاظ على الهوية الإسلامية وتطبيقاتها الصحيحة كشريعة سماوية فالمذهب واعتناقه حرية شخصية للفرد لا أحد يفرض عليه سلطته في ممارسته وأيمانه والدفاع عنه بالطرق العلمية والحوارية البعيدة عن التعصب له وعدم فرضه على الآخرين.

أما ألانتماء إلى الوطن فهو انتماء عام لكل العراقيين الذي استوطنوا هذه البقعة كشعب واحد خط خارطته الجغرافية ودافع عنه على مر العصور من كل الهزات التي عصفت به كونه جامع لكل المذاهب الإسلامية والديانات الأخرى التي تشكل منه هذه الجمالية المتفرد بها.

أن الوطن هو الجامع المشترك لكل المذاهب والمعتقدات فبقوة تماسك هذه المكونات يفرض الوطن شخصيته وقوته على الآخرين وفي ضعفه يتشظى حيث يؤثر سلبا على كل المعتقدات المنضوية تحته وعندما يفقد الوطن وحدته يكون عرضة للتمزيق وتتأثر بدورها الأديان والمذاهب  فالمذهب بلا وطن كإنسان بدون غطاء في ليلة شتاء قارصة البرد تعرضه للهلاك .علما أن فقدان الوطن ونعمة العيش فيه قد يكون عرضة للضغط على معتقدات المذهب وتؤثر عليه سلبا وكذلك الدين والعقيدة وحينما يصبح الشعب بلا وطن وخارج أسواره تتلاقفه الأيادي الخفية البغيضة التي تريد به شرا بأسلوب ممنهج ومدروس في أضعافه من خلال المغريات التي تقدم لأبنائه لان كل المذاهب والمعتقدات الدينية تجمع في بودقة الوطن الواحد القوي المتماسك وبدونه تكون عرضة لتصدع والضعف ويكون مكبلا بشروط لا تخدمه لأنها بإملاء غيره.

لهذا علينا الحفاظ على الوطن وحمايته من كل التداعيات المحيطة به والدفاع عنه بكل الوسائل متجاوزين الصعاب والعراقيل والوقوف أمام كل الهجمات البربرية للمساس به ولتدميره وتمزيق أطيافه الذين عاشوا طويلا فيه لديمومة الحياة للأجيال القادمة المسئولون عنها مستقبلا.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment