bah سلمى مزناكي أمرأة شرقية في فرنسا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

سلمى مزناكي أمرأة شرقية في فرنسا

06/22/2020 - 17:14 PM

absolute collision

 

 

بقلم اميرة العسلي

 

تعرفت الى الدكتورة سلمى مزناكي اثناء وجودي في باريس منذ فترة وجيزة. وهي فرنسية من اصل مغربي تقيم في باريس. كان لقائي بها مثمر نتج عنه التحضير لكثير من النشاطات الفكرية والأدبية في مجالات مختلفة. فهي انسانة في غاية البساطة يغلب عليها طابع الانوثة والخجل العفوي. قد يخطر في فكرك عندما تلتقي بها للوهلة الأولى انها فتاة اجتماعية تحيط بها الصديقات وكثرة المعارف ولعلها كثيراُ ما تنهمك بتلبية المناسبات الاجتماعية او بعض النشاطات الخيرية، لكن المفاجأة تدركك حين تتعرف اليها عن كثب وتغوص في اعماق افكارها فتجد انك أمام انسانة عميقة التفكير، فيلسوفة في تحليلاتها المنطقية في أمور السياسة والديانات، المختلفة. فهي تتمتع بثقافة عالية في شتى مجالات الفكر والعلم، وتعتبر من الاشخاص الذين لهم وقع مؤثر وفعّال على بناء هيكلية المجتمع، وهم يتوارون عن الأنظار غير آبهين بالشهرة وضجيج الإعلام، إنهم قدوة نفتخر بهم.

كان لا بد من هذا اللقاء الممتع مع الدكتورة سلمى مزناكي

 

تحت شعار المرأة والطفل وتحديات العولمة أكاديمية علاء الدين الدولية ...

س

لو سمحتي عرفي نفسك من الجانب الثقافي

 

ج:

بالنسبة الى الجانب الثقافي انا سلمى مزناكي دكتورة في العلوم الانسانية تخصص (اثيولوجيا وبيداغوجيا)، حاصلة على ماجستير في الشريعة الاسلامية وكذلك ماجيستير في اللغة والأدب العبري وأيضا تخصص في علوم الأديان، دراسة مقارنة بين التصور اليهودي والإسلامي في رسالة الانبياء عليهم السلام اجميعن.كذلك مجازة في الادب العربي ومهتمة في الحراك الثقافي الانساني. رسالتي هي رسالة انسانية بالدرجة الأولى لأن كل انسان يملك دخر من الكنوز لذلك نريد ان نستخرج تلك الكنوز من الانسان لأن الله تعالى لم يخلق الانسان عبثا ولم يخلقه من فراغ أنما خلقه وخلق له وخلق معه، وكانت دراستي في جامعة السوربون وجامعة باريس ثمانية.

لذلك كل انسان لدية رسالة انسانية فيها الرحمة في التواصل والتآخي الانساني وعدم التمييز والتفرقة بين اللون والعرق والشكل او الحالة الاجتماعية او المادية.

أما بالنسبة للجانب المهني، عملت كمدرسة للغة العربية وأيضا مديرة عامة بعدة مدارس في فرنسا. وأيضا مديرة لعدة مؤسسات، كما أنني أسست جامعة وأسست مركز استشارات وتدريب بالإضافة الى أني حاليا سفيرة لإكاديمية علاء الدين الدولية في اوروبا كذلك رئيسة ديوان مؤتمرات عدة، ورئيسة مؤتمرات بيها.. وحاليا نشتغل على مؤتمر تونس، كما اننا في السنة الماضية اشتغلنا على مؤتمر اسطنبول والحمد لله استطعنا ان نمضي بنجاح

س

ما هو مجال عملك كمترجمة عربية في المؤتمرات العالمية؟

 

ج : بالنسبة لعملي كمترجمة لنخب سياسية اترجم لها في مؤتمر كوو في سويسرا للمبادرة والتغيير، كذلك اعمل مترجمة خاصة لمستشار امير قطر محمد المسفر.. ترجمت لهم عبر الجزيرة مباشرة باللغة العربية للفرنسية، ومن الفرنسية للعربية. وكما تعرفين ان الترجمة لديها حقول وفنون، وكما اقول دائما هي لغة السياسة، لغة الفن، لغة التاريخ، ولغة الدين. هنا على المترجم الن يتمكن من هذه اللغات حتى يستطيع ان يعطي الايتمولوجية كما نقول في الفرنسية او كما يسمى بالتعريف الاصطلاحي لكل علم. وكما نعرف ان الساسة دائما يستخدمون جلّ العلوم عندما يتحدثون الى الجمهور فتكون مداخلاتهم غنية جدا في جميع التخصصات، وطبعا على المترجم ان يعي ويدرك تماما ماهية هذه العلوم حتى يستطيع ان يترجم وان يوصل الفكرة الصحيحة دون تحوير المعنى للمستمعين الذين لا يعرفون لغة السياسي الذي يقوم بالمحاضرة او بإلقاء كلمة او نقاش حول موضوع معين او غير ذلك..

س

هل تعتقدين ان كل مترجم يستطيع ان يتجنب عدم تحوير المعنى ؟

إذ انه من المحتمل ان يكون هناك التباس في توصيل الفكرة او معنى الموضوع الذي يتكلم به الدبلوماسي او السياسي، فكيف يقف المترجم حيال هذا الموقف المحرج اذا التبس عليه الأمر؟

 

ج

احب ان اذكر هنا ان على المترجم ان يعرف التوجه الفكري والاديولوجي شخصية السياسي الذي يترجم له, وان يدرك افكاره وآرائه، كذلك علينا ان ندرك التوجه الديني والعقائدي له كي نفهم ماذا يقصد وما هي الفكرة التي يريد يوصيلها الى الجمهور دون تحريف او تزييف المعنى. وهذا ما يسهل علينا انجاز مهمة الترجمة متتبعين كامل النص او الكلمة التي نترجمها اثناء المؤتمرات والمحاضرات السياسية بدقة ووضوح.

الدكتورة سلمى مزناكي تتفاعل مع تقرير منظمة اليونسكو في اليوم ...

س

حسب معلوماتي انك لقبت بأميرة الترجمة للغة العربية اثناء مؤتمر حيث كنت تقومين بالترجمة من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية، فمن قام بهذه المبادرة بالنسبة لهذا اللقب الذي تستحقينه بجدراة، ولماذا ؟

ج

فعلا لقبت La princess de la long Arab او اميرة اللغة العربية وكان هذا في قصر كوو في سويسرا وأنا كنت اترجم لأحد الساسة من التشاد، فكنت اترجم ما يقوله للجمهور باللغة العربية، واترجم ما يقوله الجمهور له باللغة الفرنسية، لاحظنا اثنا ذلك ان الجمهور كانوا يحذفون السماعات ليستمعوا الى ترجمتي باللغة العربية مباشرة على الرغم من انهم كانوا من المتكلمين باللغة الفرنسية حيث انهم استساغوا سماع نطقي باللغة العربية على الرغم من انهم لم يفهموا المعنى لكنهم عرفوا ان هذه اللغة العربية هي لغة جميلة جدا ولغة راقية.

كانت هذه الطفرة التي جعلت رئيس المؤتمر والقيمين عليه ان يعطوني هذا اللقب المشرّف لي ”اميرة اللغة العربية“.. ودائما اقول ان اللغة العربية لو لم يكن لديها سلطان ما انزل بها القرآن.

 

س

كان لك محاضرة خاصة حول المرأة الشرقية، الى ايّ مدى تسعين للوصول الى احاطة المرأة الشرقية بدعم دولي من اجل رفع مكانتها، ومن اجل توصيل المرأة الشرقية الى حريتها كامرأة لها شخصيتها الخاصة ولها كيانها وحريتها بالتصرف. لا اعني الحريّة بالمظاهر والخلاعة هنا، إنما الحريّة الفكرية، والحرية لمواقفها وقرارتها المصيرية. حتى حريتها في اختيار شريك حياتها الزوجية وكذلك حريتها في مواضيع الطلاق ومجال العمل. هنا اريد ان المح الى ان هناك الكثير من النساء المطلقات في المجتمع الشرقي.وأن المرأة الشرقية المطلقة تعاني كثيرا من طليقها او زوجها السابق الذي يسعى لتدمير حياتها بحقده عليها خاصة اذا كان اختيار الطلاق من طرف الزوجة، مهما كانت الاسباب. هذا امر واقع وأعرف الكثيرات يعانين من مشاكل كثيرة بعد الطلاق. ونرى المرأة المطلقة تدفع الثمن مرتين، المرة الأولي معاناتها في حياتها الزوجية مع زوجها، والثانية معاناتها بعد الطلاق. ذلك لما يتأتي عليها من طرف طليقها بغية تحطيم مستقبلها والتدخل في حياتها الشخصية والمهنية وقد يحول الزوج السابق دون تمكنها من الزواج برجل آخر والمرأة لا حول لها ولا قوة في هذا المجال وليس من يقف بجانبها.

والغريب في الأمر ان العالم الذكوري في الشرق لا يمانع ولا يعترض على تصرف الرجل السيء تجاه طليقته معتبرين وكأنها اصبحت ملكا له، خاصة اذا كان لديهما اطفال. نراه يصب نقمته عليها وكأنها اصبحت محور تفكيره للهيمنة عليها معتبرا ان حصولها على الطلاق بناء لرغبتها انتقاصا لرجولته وكيانه. وهذه عقده مركب نقص بنظري. والمؤسف انه في بعض الاحيان يحاول ان يسيء الى سمعتها وتلفيق الاكاذيب. وانا اعرف الكثيرات تعانين من هذه المشكلة والصمت هو سلاحها الوحيد والصبر كفاحها. كذلك الأمر ان المرأة المطلقة في المجتمع العربي تدفع ثمنا ثالثا في بعض الاحيان الا وهو نقمة الاهل تجاهها معتبرين ان طلاق المرأة في المجتمع الشرقي تابو او خط احمر على المرأة ان لا تتجاوزه. كذلك نجد محور حياتها بدا اكثر صعوبة من المجتمع المحيط بها حيث ان الكثير من الاهل يرفضون الموافقة على زواج ابنهم من امرأة مطلقة خاصة اذا كان لها اولاد.

س

ماذا تنظرين الى هذه النقطة بالظبط وهل لك رؤيا للوصول الى علاج هذه المشكلة او الظاهرة؟

 

ج

فعلا المرأة الشرقية تعاني ما تعانيه بسبب جهل المجتمع الشرقي، وكذلك جهل الوسط الذي تعيش فيه المرأة، بالطبع انا اتحدث ان المجتمعات الشرقية وهي مجتمعات ذكورية بالنهاية مجتمع يتسلط به الرجل على المرأة.

 والمرأة ماذا فعلت؟ المرأة قامت بثورة عنيفة جدا (الزاما) كما نقول واستعملت كل الطرق والاساليب بغية ان تأخذ حريتها، اي نعم معها حق، ولكن عليها ان تعرف ان هناك ثوابت وقيم. ولكن بالنسبة لمعاملة الرجل المتسلط بكل شيء حول هؤلاء النساء فأرادت المرأة ان تتحرر من كل شيء. حتى انها وصلت الى درجة التحرر من الدين والعادات والتقاليد، ظنا منها انها تستعيد حريتها بذلك. لكننا نجد هنا نقص بالوعي بالنسبة للتحرر والتجرد من كل القيود الاجتماعية والدينية. المرأة العربية عليها ان تعي كيف تمسك زمام الامور وتتحكم بحريتها. المرأة العربية قد تربت منذ الصغر انها للزواج وللإنجاب يعني كيف يمكن ان تحرر عقلية هذه المرأة التي عاشب وتربت في هذه العقلية. فلم يكن لها خيار ثالث. فهي إما ان تختار لنفسها طريق الحرية المبالغ بها وتنكب على الرذيلة وتنحرف، او انها تنكب على نفسها ولا تستطيع ان تخطو اي خطوة نحو الحرية المباحة. المشكلة هنا مشكلة مجتمع. حيث ان الفرد ينظر ويرى في عقلية الآخر، اي انه لا يقوم بما يريده هو انما ما يريده الآخرون.

 

س

دكتورة سلمي ما الفرق بين المرأة الفرنسية والمرأة الشرقية، وهل المجتمع الفرنسي المنبثق من العائلات المنحدرة من الريف الفرنسي يشبه المجتمع الشرقي؟ وما هي اوجه التشابه بينهما؟.

 

ج

بالحقيقة هناك اختلاف بين المرأة الشرقية والمرأة الغربية لأن الغرب غير الشرق. بالنسبة للمرأة الفرنسية هي امرأة عاملة، حركية ديناميكية ودائمة الحركة متواصلة الكفاح من اجل اثبات ذاتها لكونها امرأة كذلك ان بعدها الحركي هو الذي يسمح لها ان تشتغل في جميع المجالات. اما بالنسبة للفرق بين المرأة العربية والمرأة الفرنسية بالحقيقة المرأة العربية ليست حركية بل هي ثقيلة نوعا ما، يعني ربما البنية الجسمية او بنيتها هي التي تؤثر عليها، هناك فرق شاسع بين المرأة العربية والمرأة الفرنسية طبعا.

بالنسبة للمرأة العربية الموجودة هنا في فرنسا او باريس بالطبع هي فاعلة ولكن فاعلية المرأة الفرنسية هي اكثر، خصوصا انها تحب الحياة وتستغل كل الفرص وكل العطل والايام التي يشتغلون بها حيث ان المرأة الفرنسية تحب الحياة وتحب ان تكسر من الروتين وان تنوع نشاطاتها. اما المرأة العربية على العكس فهي دائما مزاجية، حتى التي لديها اسرة وعائلة تبقى ضمن روتين يومي حتى وهي تشتغل يغلب عليها طابع الروتين لربما بنيتها الجينية هي هكذا. اما بالنسبة للمجتمع الريفي الفرنسي تقريبا لا يوجد فرق كبير بين المجتمع الريفي الفرنسي ومجتمع المدينة. هناك تقاليد وعادات ريفية لكنها لا تشبه المجتمع الشرقي كثيرا.

س

هل الرجل الشرقي يمارس ذكوريته في فرنسا تماما كما يحدث في البلاد العربية ام انه اندمج بالمجتمع الفرنسي وتخلى عن ذكوريته الشرقية ؟

ج

اما بالنسبة للرجل الشرقي إذا كان يريد أن يمارس ذكوريته في فرنسا فهو لا يستطيع ذلك، وهو يعاني في اسلوب حياته في فرنسا كما ان المرأة العربية تعاني هنا كذلك. هناك البعض من العرب على انطباع بالعادات الفرنسية التي تخالف التعاليم الدينية والعادات الشرقية التي تعودنا ونشأنا عليها. الزوجان الشرقيان يمارسان بعض العادات الفرنسية البعيدة عن مجتمعاتنا وعاداتنا الشرقية فالمرأة تخون زوجها، والزوج يخون زوجته ولكل منهما حياته الخاصة المليئة بالصخب الليلي. اما إذا اراد الرجل ان يمارس ذكوريته كأن يصيح بالمرأة فهو لا يستطيع ذلك لأنها سرعان ما تطلب الشرطة، لأن القانون هنا في فرنسا يحمي المرأة لصالحها.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment