الهام سعبد فريحة
" ظريفٌ " مجلس الوزراء!
يطالبهُ الناسُ بالكهرباء فيؤمن لهم مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان.
يطالبهُ الناس بتنظيم التقنين فيؤمن لهم هيئة تنظيم قطاع الكهرباء .
سيُصبح في لبنان هيئاتٌ ومجالسُ إدارةٍ ولكن للاشيء، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى إدارة سكك الحديد، لدينا إدارة سكك الحديد ولكن ليس لدينا قطار.
هناك هيئاتٌ لا يعرفُ إلا الله ماذا تفعل،ومنها :
المشروع الأخضر،على سبيل المثالِ لا الحصرِ .
ونعود إلى المعزوفةِ ذاتها ، كلما نطرح اقتراحاً يأتي الجواب: "سوف وسوف"! إنه زمنُ" التسويفِ والسولفةِ " ....
ولكن حبذا لو أن الحكومة تهتم بالشؤون الصغيرة طالما أنها غير قادرةٍ على الامور الكبيرة :
هل يُعقَل، على سبيل المثال لا الحصر أن مستشفى بيروت المعروف بمستشفى رفيق الحريري، الــ" AC" معطَّل فيه لأن لا موازنة لتصليحه؟
هذا المستشفى الذي أصبح ذائعَ الصيتِ بعد وباء كورونا ، هل يُعقَل ألا تكون هناك امكانية لأصلاح اجهزة التبريد فيه؟ لم يكتفِ المستشفى بذلك بل عمد إلى تأجيل بعض العمليات وذلك بسبب انقطاع الكهرباء وفقدان مادة المازوت.
***
هناك ما هو اسوا:
فلقد طُلِب من اساتذة الجامعة اللبنانية وضع الاسئلة على ورقة واحدة بحجم A4 لأن ليست هناك إمكانية لنسخ الاوراق لأن لا صيانة للفوتوكوبي في كل قسم!
وجاء في المذكرة: "حضرة الأساتذة ... بسبب النقص الحاد وعدم توفر عدد كافٍ لأوراق التصوير،يُطلب منكم تحضير الامتحانات على ورقة واحدة" ...
نعم "وصلنا لهون"! لا أحد يسأل بعد:متى نصل إلى القعرِ؟ نحنُ في القعرِ .
تريدون اسوأَ؟
بعض محطات الخليوي في المناطق ستتوقف لأن ليس هناك مازوت للمولدات الموجودة في كل محطة .
يا سلطاتُ،اولاً السابقة، والحاضرة العظماء أين هي الأموال التي كانت تُعطى بسخاء لزوجات المسؤولين لصرفها على المهرجانات؟ ألم تفكروا بالمازوت لمولدات المحطات حين "بعزقتم" الأموال؟
أين ملايين العمولات في طباعة الهويات؟ لماذا لا يُقتطَع جزء من هذه العمولات لتأمين عدد من ماكينات "الفوتوكوبي" للجامعة اللبنانية؟
أين واكثر،فالترف في موازنات سفر الوزراء والبعثات والوفود الفضفاضة منذ سنوات طوال دون نيل إدنى فعاليةٍ الى لبنان.
أصحابُ الملياراتِ التي تم جنيها بالتنفيعات والعقود الرضائية، مازالوا في لبنان، إسألوهم، إسألوا عنهم، هُم أثروا لكن الشعبَ يئنُ .
هل تعرفون يا سادة ما هي أمنية اللبناني اليوم؟ سأخبركم ما هي أمنيتهُ :
أمنيتهُ الاّ تُصيبهُ وعكةٌ لأنه لن يكون قادراً على زيارة طبيب خصوصًا إذا احتاج إلى أي مستلزم من المستلزمات الطبية، تصوروا مثلاً أن يكون أي مواطن بحاجة إلى مستلزمٍ بسيطٍ لأسنانه،وهو غير متوفر، فماذا يفعل؟
هذا إذا لم نصل إلى مستلزمات أمراض القلب!
نعم وصلنا إلى هذا الدَرْكِ!
***
أعذرونا، نخجلُ أن نكلمكم في القضايا الإستراتيجية والجيوسياسية، فكيف تُكلِّم جائعاً عن براءات اختراع فيما هو يحلمُ بربطةِ خبزٍ .
أعذرونا، من الآن فصاعداً ستكون الكتابةُ صرخةً في وجه مَن اصمُّوا آذانهم سابقاً وحاضراً، فلا بد ان يأتي يوماً مَن يسمعُ .
Comments