خاص بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم*
إذا واصل العهد وحكومته الديابية، معالجة الكوارث بـ “طق الحنك”، إننا واصلون حتماً إلى “العصر الحجري”، فمسيرة الألف ميل لم تعد تبدأ بخطوة… بل هي الآن تنتهي بخطوة واحدة، بالكاد تفصلنا اليوم عن “العصر الحجري”، الذي تمناه لنا وتوعدنا به، قبل ست سنوات، وزير الإستخبارات الإسرائيلية “يسرائيل كاتس”.
لا نحتاج، لتحقيق أمنية إسرائيل، إلى صواريخها وغاراتها.
ها نحن نمضي سريعاً نحو عصر “حجر الصوان” لتوليد الطاقة.
وها نحن نعد أنفسنا لمشاركة الأغنام والأبقار الرعي في المراعي، بعد أن حرّم الغلاء علينا لحومهما.
يبدو أننا نحن اللبنانيين ارتكبنا كماً هائلاً من الخطايا، حتى ابتلانا الله بهذا العهد وهذه الحكومة. وكأنهما، أي العهد والحكومة، لم يكتفيا بالعقاب الإلهي الذي حلّ بنا بحلولهما بيننا، فعمدا إلى حفر قعر المآسي، الذي دفعانا إليه، ليزداد عمقاً وليزداد اللبناني فقراً وتعتيراً.
وسط هذا المشهد الكارثي، نسأل الرئيس حسان دياب:
متى يستقيل المسؤول؟
قبل أن يغيب الضمير الوطني، وقبل أن تنقرض المشاعر الإنسانية، أجاب خمسة رؤساء سابقين على هذا السؤال.
أولهم، كان الرئيس رشيد كرامي الراحل الذي استقال في العام 1969 تحت ضغط شعبي، كان من الممكن تجاهله، لكونه صوتاً عابراً بلا أثر وبلا تأثير.
المستقيل الثاني كان الرئيس تقي الدين الصلح إذ استقال في العام 1974 بعد أن رأى في تظاهرات، جرت احتجاجاً على إرتفاع أسعار بعض السلع، سبباً كافياً للإستقالة.
المستقيل الثالث كان العميد نور الدين الرفاعي، وكان قدم استقالته في العام 1975، بعد أيام قليلة من دخوله السرايا. بعدما اختاره الرئيس سليمان فرنجية لترؤس حكومة عسكرية، مهمتها تطويق بدايات الحرب الأهلية. لكنه استقال لأن الشعب رفض الحكم العسكر.
المستقيل الرابع كان الرئيس عمر كرامي. وفعلها مرتين:
- الأولى في العام 1992 عندما تهاوت الليرة اللبنانية.
- الثانية في العام 2005 على إثر إغتيال الشهيد رفيق الحريري.
أما المستقيل الخامس فكان الرئيس سعد الحريري. وكان قد استقال في نهايات العام 2019، وذلك استجابة لغضب شعبي عارم بلغ ذروته.
أما بعد،
ألا ترى الحكومة الديابية أن أسباب استقالتها هي أولى وألح من استقالات الرؤساء الخمسة؟.
-كرامي الأول”، استقال وكانت شعلة الغضب آخذة بالإنطفاء. لا كما اليوم تزداد إشتعالاً، ونيرانها بدأت تحرق كل البلد.
-الصلح”، إستقال لأن اللبناني تذمر من غلاء خجول، لا غلاء فاحشاً حرم اللبنانيين من المأكل، ومنع عن الرضيع جرعة الحليب.
-الرفاعي”، إستقال لينأى بالعسكر عن حكم الشعب. في حين أن حكومة “مواجهة التحديات”، تواجه الشعب وتتحداه بالعسكر.
-كرامي الثاني”، إستقال مرة لأن الليرة خسرت بعض احترامها، ولم تتحول، كما اليوم، إلى عبء لا تعبأ به الأسواق.
واستقال ثانية بعد اغتيال رفيق الحريري، الرجل الذي أنقذ وطناً، بينما لا يتأثر الرئيس دياب باغتيال الوطن نفسه.
-“الحريري”، إستقال كي لا يذهب لبنان إلى المجهول. فجاء المجهول ليذهب بلبنان إلى نهايات لا يعلم مخاطرها غير الله.
إذاً، الرؤساء الخمسة “لبطوا” الكرسي في لحظة شعبية… فماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟.
هل تعلم أن الكرسي الذي تلتصق به “إن لم تلبطه لبطك”؟… فأنقذ نفسك، وابحث معنا عن آخر ينقذ لبنان… وقبل فوات الأوان.
*صحافية لبنانية
Comments