بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم
قبل أن يعثر “العهد القوي” على حكومته الاولى، افتقد الرئيس ميشال عون في حكومتي سعد الحريري تلكالآذان الصاغية. لكنها توافرت له في العشرين وزيراً، فكانت الحكومة الصاغية والصاغرة.
كل جلسات مجالسها الوزارية، تجري كما يشتهي فخامة قبطان سفينة الوطن.
وكل ما يشتهيه فخامته، يجري كما يشتهي حزب الله.
وكل ما يشتهيه حزب الله، يجري كما تشتهيه إيران.
قد يقول أصحاب النيات السيئات، أن هذه الإشتهاءات تخرق الدستور بداية… والسيادة نهاية.
لن نسمح لأنفسنا بالانسياق وراء هذه الفرضيات، ونتهم بالتالي الحكومة الديابية بالخيانة العظمى. لكننا سننساق وراء تلميحات حسان دياب ونتهم سعد الحريري بهذه التهمة المشينة.
عندما أشار “عالم الأسرار والماورائيات” الدكتور دياب إلى أن سياسياً لبنانياً قام بتحريض الدول الشقيقة والصديقة على عدم مساعدة لبنان، وبالتالي تركه للانهيار والمجاعة، يكون قد قصد حصراً سعد الحريري.
ونسألك يا دولة الرئيس المصون:
لماذا التلميح بخيانة الحريري، وأنت الذي صارحتنا بإنجازاتك، وبلا خوف على السمعة والمصداقية؟.
لا نحتاج إلى لبيب لنفهم إشارتك المفضوحة. فمن هناك غير سعد الحريري يستطيع الوصول إلى قصور القرار في العالمين العربي والغربي؟.
معك كل الحق يا دولة الرئيس. فعلاقاته العربية والدولية تدل عليه وتدينه.
وأنت يا شيخ سعد… لا يكفينا نفيك لتنتفي عنك صفة الخائن.
نريد منك أفعالاً لا أقوالاً.
امسك هاتفك واتصل بالرئيس ترامب.
ناشده باسم الصداقة أن يسمح للدولار باجتياح أسواق لبنان.
ولأنك تعرف مكانتك في قلبه… فاطلب وتدلّل.
طالبه برفع اسم حزب الله من قوائم الإرهاب.
طالبه باستثناء لبنان من قانون قيصر.
إن فعلت فَعلْ… فافعلها وأثبت لحسان دياب أنك لست خائناً.
ولأن التهمة كبيرة فأنت مطالب بالمزيد.
بادر بالذهاب إلى الملك سلمان وولي عهده. وهما مثل ترامب لن يرفضا لك طلباً.
أطلب وتمنى. وستجدهما يغدقان على لبنان الودائع والهبات.
وكي لا تضع نفسك في موضع الشبهة، استدع سفير العراق إلى بيت الوسط. وأخبره أن حبل الود بينك وبين بغداد سينقطع إذا لم يأكل العراقيون ما نزرع… ويلبسوا ما نصنع.
لا بد من نهاية لهذه المسرحية الهزلية، التي تؤديها الحكومة الديابية، ولا بد للجمهور أن يغادر القاعة إلى الشارع. وهناك لا يصح إلا الصحيح.
والصحيح أن المحرّض على الحكومة منها وفيها… تماماً كدود الخل.
والمستغرب، أن يستثني العهد وحكومته، الكورونا من إلقاء مسؤوليتها على الحريرية وماضي السنين الثلاثين.
لتكن جدياً ذات مرة يا دولة الرئيس.
وإذا نظرت إلى ما بعد سوريا، وصولاً إلى العراق واليمن، ستعلم، إذا كنت فعلاً من أهل العلم، من نأى بنفسه عن النأي بالنفس… ومن حوّل لبنان من مقر للتوفيق بين العرب، إلى مصدر للاختلاف والتفرقة.
بحكومتك يا دولة الرئيس اكتملت أعراض الشلل النصفي، الذي أصاب علاقاتنا الدولية.
وأخيراً نذكر لك ما ذكره التاريخ عن سقوط غرناطه، عندما أعطي الحكم فيها لملك لم يحافظ عليها كالرجال.
هكذا ضاعت الأندلس… وعلى ما يبدو أن التاريخ يكرر نفسه في لبنان.
*صحافية لبنانية
Comments