bah السنكري الذي فجّر بيروت... - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

السنكري الذي فجّر بيروت...

08/11/2020 - 21:53 PM

Prestige Jewelry

 

خاص بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم*

 

في يوم الإنفجار “الهيروشيمي” تأكد موت الدولة اللبنانية.

لم تدفن جثتها.

حزب الله لم يسمح بذلك. فالحكم عبر الموتى يوفر له الصلاحيات المطلقة.

مع ذلك يطالب الشعب الساذج باستقالة أصحاب الفخامة والدولة والسعادة والمعالي.

إستقالة من ماذا؟.

من منهم يحكم؟.

إنهم مجموعة جثث متحركة. ومكاتبهم، رغم فخامتها، ليست سوى أضرحة، يسودها صمت من سلموا الروح، واستسلموا لموت القرار والدستور والسيادة.

ينادي اللبناني باسقاط النظام.

لكن لا حياة لمن تنادي.

أيها “الشعب العظيم”… لا يمكنك مطالبة الميت بدفن نفسه. ولا المستقيل بالاستقالة.

أما أدركت، بحواسك الخمس، أن الرئيس استقال مبكراً من قسمه الرئاسي. فلم يعد حامياً للدستور، ولا ملزماً بأمن البلاد. ولا حافظاً للسيادة والإستقلال؟.

أما شاهدت بأم العين، أن رئيس الوزراء استقال من بيانه الوزاري، وتحول من سلطة تنفيذية إلى سلطة منفذة.

يا ثوار لبنان توقفوا عن مهاجمة “العبد المأمور”. واعلموا أن الضرب في الميت حرام.

دعوهم يرقدون بسلام… وإذا لم يكن لموتى العهد من حسنات تتذكرونها، فإن الشتم ليس من شيم المؤمنين.

اللعنات ليست هي الحل.

ابحثوا عن وسائل تخرج البلاد من قعر النكبات.

انتزعوا من الدستور جملة واحدة: الشعب مصدر السلطات.

واستردوا من المحاكم أيضاً جملة واحدة: باسم الشعب.

إذاً أنتم السلطة وأنتم القضاء.

لا تسمحوا لهم أن يكونوا الخصم الحكم.

إن اغتيال بيروت “ ستّ الدنيا”، بإجماع المؤرخين، جريمة تعد من أبشع جرائم التاريخ.

ولأنها كذلك، فمن أفظع المساخر أن تتولاها لجنة تحقيقات، تتفوق في خبرتها على خبرات “بدري أبو كلبشة” في مسلسل “غوار الطوشة”، الذي دوّخ هتلر وموسوليني. فمع محاولات ردم الحقيقة، لا تستغربوا، ولن نستغرب، أن يدان “السنكري” بقتل عاصمتكم وتدميرها.

هو، بالأدلة، والاعترافات، من قام بلحم الفجوة المفتوحة في جدار “عنبر الجحيم”.

هو، من أشعل بلحامه ناراً أشعلت “مفرقعات”… ففرقعت في ست الدنيا نصف قنبلة نووية.

وبثانية، تحوّلت بيروت إلى هيروشيما ثانية.

كما لا تستغربوا، ولن نستغرب، تغييب إسرائيل عن جريمة “أمونيا بيروت”. لأن ذلك يستوجب استحضار الوعد بتفجير “أمونيا حيفا”.

لا بد من احترام ثوابت حزب الله برفض أن يفرض العدو عليه زمان ومكان الرد. 

ولا بد كذلك من تفهم حرص إسرائيل على أن لا تتهم بارتكاب أقذر جريمة ضد الإنسانية. لهذا أنكرت واستنكرت، وتعاطفت مع اللبنانيين، وشاركتهم أحزانهم بإضاءة مبنى بلدية تل أبيب بالعلم اللبناني… كما لو أنها لم ترتكب من قبل مجازر قانا، ولم تجتاح أميرة العواصم العربية، ولم تدمر الضاحية وبنى لبنان التحتية.

لقد توافق “العدوّان” على استبعاد إسرائيل من المشهد الكارثي.

لم يبق في الميدان سوى هذا “السنكري” الذي زلزل بيروت.

إلاّ أن اكتشاف الفاعل، لا يعفي لجنة التحقيق، من اقتناص فرصة التشفي ونصب المكائد.

وعلى ضوء ذلك فإن البحث جار ومستمر عن المحرض والمموّل والمخطط…

وهؤلاء لا يعرفهم سوى جبران باسيل وأولي أمره.

 

*صحافية  لبنانية

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment