بقلم : صالح الطراونه
في إحدى الأمسيات الجميلة في عمان كان روائي لا يقل جمالاً وأناقه يدعى " فيصل " جالساً في الصف الثاني من الحضور , يحدق من خلال نظارته الطبية على أولئك الذين يقرأون القصص والشعر وفجأة
تجعد وجهه ...
واختفت عيناة ...
وتوقفت أنفاسة ...
لم يكن " فيصل " مرتبكاً ذات يوم على الإطلاق فقد مسح وجهه بمنديلة ونظر حولة مثل أي رجل مهذب ليرى ما إذا كان قد أزعج أحداً بسبب ما حدث إلية , فقد رأى رجلاً عجوز يجلس أمامة في الصف الأول من الحضور وقد كان يمسح بعناية رأسة الأصلع وعنقة , أرتبك فيصل معتقداً بأنة رئيس قسمة .
حاول فيصل الوصول إلية وهمس في إذن هذا العجوز .
عفواً سعادتكم لقد حدث معي أمر أربكني ..
العجوز : ولا يهمك لا يهمك من فضلك أجلس ودعني أستمع .
كان فيصل محرجاً وقد أبتسم بغباء وسقط مجدداً بالتحديق بالمسرح , كان يحدق وهو متعب فلم يعد يشعر بالفرحة التي تلقي أضواءها على المسرح .
وعند عودته الى المنزل اخبر فيصل زوجته بما حدث ...
وعن فضولة بالمسرح وسقوطه المتعب ..
وقد صدمه : فيصل " عندما أخذت زوجته نظرة تافهه لما حدث معه .
فقالت مع ذلك كان عليك أن تعتذر للحضور بالمسرح أو كان عليك أن لا تذهب هناك أصلاً ...
فقال لها أعتذرت ممن كان بجواري وأمامي بالصف الأول بالمسرح .....
فقالت هذا لا يكفي .
باليوم التالي أرتدى " فيصل " زياً جديداً وقص شعرة وذهب الى المسرح ليشرح أمره , دخل الى غرفة إنتظار الأدباء ورأى هناك عدداً كبير من مقدمي الألتماسات ومن بينهم العجوز الذي كان بالصف الأول للمسرح , نظر اليه مدير المسرح يا له من هراء أن تعود مجدداً لتعكر صفو المسرح .
فيصل سأشرح لك ماحدث .
لم يكن مقصوداً ما حدث معي ووجهه مليء بالدموع ولوح بيده لمدير المسرح قائلاً له وهو يغلق الباب في وجهه ...
لماذا انت ببساطه تسخر مني يا سيدي .
رد مدير المسرح لا يوجد شيء من هذا القبيل .
لكنني مشغول بما هو أهم ...
عاد فيصل الى منزله وتحول فجأه الى اللون الأرجواني وأرتجف فيه كل شيء ترنح نحو الباب واستلقى على الأريكة وتوفي
Comments