بقلم : صالح الطراونه
إنهم يشيعون رفات شهيد أردني بعد 53 عام على إستشهادة فأي مسافة تفصلنا عن أهلنا هناك إنما هي مسافة تحدثها العقول الآيله للسقوط فقد كانت " بلدة بيتا جنوبيّ نابلس على موعد مع مراسم مهيبة لتنقل رفات جندي اردني مجهول الهويه الى مقبرة البلدة استشهد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي إبان حرب عام 1967 حيث دفنت آنذاك أسفل شجرة بمنطقة زعترة والتي تقع جنوبيّ غربيّ بيتا , حيث تم إستخراج الرفات من القبر القديم ونقله الى مقبرة بيتا ليوارى الثرى بمراسم عسكرية مهيبة هناك .
إنها تجسيد خالص لوحدة الدم الفلسطيني الأردني في كل ما يصيب الطرفين من مصاب ومعنى عميق لرسالة الشعبين في تجسيد مفاهيم الوحدة التي لن تبدلها عقول بعض المارقين بقيم الولاء للأمه وبأن فلسطين دربنا وملاذ كل الأحرار من الأمه .
إنه يوم تاريخي سيسجل في التاريخ الطويل للعلاقه التي تربط الشعبين فقد أثبت الفلسطينيون أنهم يصنعون التاريخ وأن أي مشاريع لتصفية العلاقة بين الشعبين لن تمر وإنه مهما بلغ التخاذل العربي والإسلامي والدولي لقضية فلسطين سيكون الشعب الاردني أول الصفوف القادره على رسم صورة الولاء لفلسطين في كل وقت .
ففي يوم دفن رفات الشهيد مجهول الهوية قد إنتصر الفلسطينيون لثوابتهم المقدسة لكل منظومة الوفاء للعروبة عبر إمتداد رائحة الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب فلسطين الزكي , وعمقوا توابت العلاقة بين الشعبين من كل حاقد .
في يوم دفن رفات الشهيد مجهول الهوية هناك بفلسطين نودعِكم الثرى وأودعنا معكم أمانينا وذهبنا لفلسطين لنقسم إننا لن نحيد عن الوفاء لها الى يوم الدين
Comments