09/02/2020 - 20:39 PM
بـقلم مـنـى حـسـن
صلة الرحم دي حاجة ما بتتوصفش ومابتتكتبش ومالهاش وزن وتصنيف ولا حدود..
هي صلة، صلة كده في المطلق، روحانيات ماتعرفش بدايتها من نهايتها ايه، مابتكونش علشان زَراعتها في اللي قدامك وتقوله إنت ابني.. اخويا.. وده خالي.. عمي.. وجدي! وهيه ما بتتزرعش كده، هي كلها احاسيس هات وخد، واحساسيس مالهاش مصلحة، هي كده ذبذبات في الهوا رايحة جاية من غير ما تكون بجد، كأنه حبل شفاف موجود رابط ناس كتيرة ببعضها مهما إن اختلفوا مهما زعلوا مهما تباعدوا ومهما الدنيا حطتهم وشالتهم وفرقتهم وجابتهم، الحبل الشفاف ده موجود واصلهم ببعض، الصلة دي مابتتقطعش، بالظبط بتشبهني بالمية بالبحر و بالمحيط نقط ميه جنب بعض بتكون موجه واحده.. او هي نقط صغيرة كانها في الهوا، فى الدم ماعرفش، فى كيانك ماعرفش، قلبك ممكن بيلعب دور مهم لان عواطفك بتتفاعل مع حواسك كلها..
الصلة دى بتكوينها بيكون صعب إنه حاجة تقطعه.. دايما جواك فيه ارتباط فيه التزام، حاجه مالهاش وصف..
الصلة دي على قد ما هي بتبقى من قريب، وقريب لصاحب، وصاحب لحبيب، الاحساس بالصلة دي ساعات بيبقى مش إنه بس دم، لأن الدم واضح صلته تلقائيه بتبقى صلة مترابطة ومتتالية وحامله اسم ولقب، ولكن مش شرط يكون فيه تقارب او حب وحتى ساعات تعاملات بتكون اكتر مجاملات.. الصلة دي بتكون موجودة اكتر بتعاملاتك وتفاعلاتك مع الرابط اللي حواليك، اللي معاك ، اللي قريب منك، بدايه باهلك اللي بعديه قرايبك وبعدين أصحابك وبعدها المجتمع وممكن مع ناس ماتتوقعش وجودها اصلا تكتسبهم مع الوقت.
الصله دى أنواع منها الحب والانتماء والولاء ال لا نهائي في عطاءه ومنه صله الانتفاع وصله التعايش والعادى صله طبيعيه بترابطتها تمر بكل مراحل رحله الحياه
صله الرحم كلمه واسعه المدى، والانس من اصل رحم واحد ولكن الاجناس والنفوس تختلف، وبما ان دوره الحياه تمر على الانسان بكل مافيها وتشكله وتثقله وان كانت بطرق مختلفه، ولكن الانطباعات والرواسب والخبرات في الاخر حصيلتها واحده، بس بتختلف من واحد لتانى على حسب قدره تحمله واستيعابه وفهمه وتقديره لاحداث رحله حياته التي شكلته وبلورت فكره وشخصيته..
صله الرحم لها دور قوى في حياه البنى ادم لانها هي نوع من أنواع السند والامان هي راحة نفسية داخلية مش مرئية عارف ان في حد ليك في فرحك ووقت شددتك..
ده ممكن يكون اهلك، قريبك، صاحبك او قلبك.. المهم انه يكون متبادل لان الرابط الشفاف طرفين، نقاء ذبذباته متبادله تتغلل وتدوب في دمك ودهاليز قلبك، اذا تعكر بغشاوه يمرض شفافيه الرباط، وتتاثر موازين فكر وحياه البنى ادم،
وان انانيه الانسان أحيانا تضعه في ما يراه لنفسه ويتناسى تواجده وتعاملاته مع الاخر وهي في الاخر حسابات ودرجه أهميه وجوده في حياته، ودى لها ترجمات كتير للأسف!
اما نقاء التعامل فهو مش محتاج مجهود لانه هو التعامل الطبيعى بكل اشكاله وتفاعلاته بردود الافعال مع دوره الحياه.
التعايش بصله الرحم المباشر او غير مباشر هي الحياه اللى اخترت وجود من يدخلها ويتعايش فيها وبيها ويقدر معناها.. ان كتير من الناس تفتقر المعنى ده وتتناسي واخرين يتعاملوا بيه كحق مكتسب مع لاغى التقدير وغيرهم تنعدم الرحمه من قلوبهم..
احنا بنمر بوقت صعب تظهر فيه المعادن لانه وقت شده ووباء لعين منه من يعرف بالمرض ولا يسال ومنه من يترك اهله فى الشارع لخوفه من العدوى ومنه ينكر نفسه لخوفه ان يطلب منه المساعده ومنه من يتواجد لخدمه المريض ومنه من لاينام حتى يتاكد من سلامه من يحتاج مسانده ومساعده ومنه من لايفرق معاه مرض وملازم ولا يفارق ليراعى ويتم شفاه من يهمه ومنه من يمد بالاحتياجات بدون طلب ومنهم من يقفل ويدارى هروبه تحت مسمى قله الحيله وهى كلها حجج وافعال وتصرفات تظهر بواطن فكر الناس ومعادنهم سواء وحش او حلوه وان يظهر لك ناس مافكرتش انك مهم لهم ويتفانوا ويتابعوا الى ان تتعافى، واللى فاكر انك المهم لهم تلاقى ضهرهم وكلام وبس ومنسي بعد المكالمه، وناس مكالمه للفضول ومشكورين للسؤال وناس جميله مليانه روحانيات تسال وتدعى،، اشكال كتير عن بعد من كل الانواع تمر عليك بسماعها تستعجب لها النفس منها ما يبكى القلب ومنها ما يفرحه!
الخوف على نفسك ضرورى بس كمان خوفك على الاخر ضرورى برضه!! والتباعد اللى حاصل غيير ناس وخلى كل واحد ملهى فى حاله زى يوم القيامه همك نفسك وخلاصك متناسي من حولك واحنا لسه فى الدنيا!! احزن وخساره على زمن من مصدق نفسه انه صادق و تحيه لمن الصدق طبيعته ويتعامل بيه بعطاء وحب يداوى وجع النفس والمرض والزمن..
الزمن ده غريب وبتغير الناس ونفوسهم بقى زمن اغرب بس احلى مافيه نفوس الناس اللى ماتغيرتش ولا متاثره بتغير اللى حواليها ولسه جميله بعطاءهم،
وهم من يستاهلوا كلمه صله الرحم فى زمن الرحمه امتزجت بالانانيه، ومن قريب ومن بعيد!
واللى فى القلب فى القلب المليان عطاء بصدق..
مصريه
Comments