bah إنتبه يا أديب! وإلاّ أضحى طينك أكثر بلة من سلفك... - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

إنتبه يا أديب! وإلاّ أضحى طينك أكثر بلة من سلفك...

09/10/2020 - 00:36 AM

Bt adv

 

خاص بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم*

 

“فالج لا تعالج”.

هو داء سياسي مزمن.

ترى هل ينجح الرئيس المكلف مصطفى أديب بمعالجته؟.

نخشى أن تخدعه التسهيلات، التي أغدقت عليه أثناء الإستشارات النيابية غير الملزمة، والتي تؤكد التجارب، أنها هي أيضاً غير ملزمة لمغدقيها.

بالآذان الصاغية لتصريحات معظم القيادات السياسية، تأكد اللبنانيون من عودة “الفالج” إلى سيرته الأولى. وبذلك يعود تشكيل الحكومة إلى عُقدِه القديمة، بعد أن ظهرت إلى العلن الشروط المضادة للتسهيلات المتبخرة.

شروط تتنقل عدواها من حركة إلى تيار إلى حزب.

وهكذا يؤدي تمسّك هذا بحقيبة المال، إلى تمسّك ذلك بالطاقة والخارجية، فإلى تمسك ذاك بالأشغال، فإلى تمسّك الآخر بالداخلية والاتصالات، فإلى تمسّك الرئيس القوي بالدفاع والعدل، فإلى تمسّك الأقوى منه بالصحة.

كل هذا يعني أن الحقائب الوزارية، التي استملكت سابقاً بوضع اليد، ستبقى في اليد… إلا إذا نأى الدكتور أديب بنفسه عن تلبية المطالب، التي إذا استجاب لها، فسيحظى بسمعة سلفه حسان دياب، وربما كان طينه أكثر بلة.

يجب ألاّ ينسى الرئيس المكلف أنه فُرض عليهم. وهذا يعطيه الحق في أن يفرض هو عليهم الحكومة التي تعينه على الإنقاذ.

أيها الآتي لرئاسة مجلس الوزراء في زمان مختلف… قاوم ولا تساوم.

استعجل تشكيل حكومتك. ففي الحالة اللبنانية الراهنة، تنقلب الحكمة، وتصبح “في العجلة السلامة، وفي التأني الندامة”… فلا تقود نفسك بنفسك إلى الندم.

أي تأخير سيضعف مناعتك، ويقوي “ممانعتهم”.

اللبنانيون، أيها الآتي من المجهول، يجهلونك ولا يعرفون شيئاً عنك… وهذا من فضل الله عليك.

أنت اليوم تستطيع أن تشكل صورتك التي تريد.

هل تريد أن تكون صورة عن حسان دياب، فتنجز في الهواء إنجازات هوائية؟.

أم تريد أن تكون صورة عن رفيق الحريري، فتنجز على الأرض بناء المدمّر، وإنماء المنهار؟.

قرر.

لا ترتعش بما يهوّلون.

إختر الوزير الصالح… لا تخضع لهم باختيار وزراء المصالح.

لا تبحث عن الأمان بمسايرتهم، وبالتالي، القبول بسرعة السلحفاة، وأنت تنطلق إلى تشكيل الحكومة.

أنظر إلى ما قبلك وتعلّم… فانتظارهم نصر، وانتظارك فشل.

هل تدرك يا دولة الرئيس أن أيام قوتك معدودة؟.

يقال أن العقوبات الأميركية على شخصيات لبنانية ستعلن خلال أيام.

معنى ذلك أن العصا قد سحبت من يد “الشاطر ماكرون”… وأن “الشاطر حسن” وحلفاءه، الغارقون في العقوبات الأميركية، لن يخافوا من “البلل الفرنسي”.

لقد هبت رياحك فاغتنمها، قبل أن تتحول أنت إلى غنيمة بيدهم.
شكل حكومتك الآن وليس غداً… فإن قوة ماكرون لا تدوم، خصوصاً إذا خالفت الرغبات الأميركية، التي يبدو أنها لن تقبل بتفاهمات فرنسا وحزب الله.

كن منقذاً لا منفذاً… يا دولة المكلف...

 

*صحافية لبنانية

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment