bah فرق شاسع بين من ضحى لانقاذ وطنه ومن يضحي لانقاذ أوطان الآخرين - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

فرق شاسع بين من ضحى لانقاذ وطنه ومن يضحي لانقاذ أوطان الآخرين

10/10/2020 - 00:11 AM

بيروت

 

خاص بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم*

 

لبنانيون يكذبون على لبنانيين.

يقولون أن ثورة شعبية قد اندلعت في 17 تشرين ويتخيلون أن عملتهم الوطنية أحيلت إلى مأوى العجزة.

يتهيأ لهم أن انفجاراً نووياً دمّر نصف بيروت ويدّعون أن الفقر عمّ وانتشر.

يزعمون أن النحس ظاهرة رئاسية.

يتوهمون أن الموت قريباً جداً سيكون الدواء الوحيد المتوفر في لبنان للشفاء من جميع الأمراض.

كل هذا الهراء تكذبه التصرفات الرسمية والتصريحات السياسية.

للبنان عهد يحميه.

لو صدقت هذه الأكاذيب، لكانت البلاد، بمؤسساتها وأحزابها وقياداتها، قد تحولت إلى خلية مستنفرة لا تنام ولا تهدأ.

لو صدقت هذه الأكاذيب، لوصل المجلس النيابي ليله بنهاره، مستبقاً شروط الصناديق الدولية المقرضة والدول المانحة، بإصدار القوانين الإصلاحية الواضحة والحاسمة، والتي لا يمكن أن تكون حمّالة أوجه، كما في قانون الإثراء غير المشروع، ولا تلجأ إلى اللف والبلف، كما في قانون الدولار الطالبي.

لو صدقت هذه الأكاذيب، لأُسقطت حكومة حسان دياب قبل أن ترتكب مجزرة الإنجازات التي لا تغتفر.

لو صدقت هذه الأكاذيب، لما واجه مصطفى أديب العراقيل، ولكان شكّل حكومته قبل صياح الديك.

لو صدقت هذه الأكاذيب، لما تأخر رئيس الجمهورية والنواب عن تقديم استقالتهم، علّ وعسى يأتي من إذا قال فعل.

لو صدقت هذه الأكاذيب، لجرت فوراً انتخابات نيابية، تصلح ما أفسده دهر انتخابات قانون الستين، وصولاً إلى القانون التفضيلي، الذي بفضله ذهبت البلاد في ستين داهية.

لكن،

وبما أن سيد العهد و الزعماء الكرام يعرفون ما لا تعرفه العامة، فهم يؤكدون بتصرفاتهم، أن كل ما يجري في لبنان من وقائع كارثية، هو مجرد أكاذيب تروّج لها حقائق لا يعتدّ بها.

وهذا يعني، أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا زعماءهم.

إذاً، لبنان أسير التقصيريْن.

تقصير الدولة وتقصير الشعب.

إذاً ثانية،

لا مخارج محلية للخروج من كارثة عدم الإكتراث.

إذاً ثالثة،

ما الحل؟.

لا مفر من فرض عقوبات دولية، على طبقة سياسية حكمت وتحكمت بثروات البلد.

إن طبقة أصدرت قانون “من أين لك هذا”… وطبقته بعد أن فسرته “لماذا ليس لك هذا”… لا يمكن التساهل مع خبثها، وبالتالي، تبرئتها مما حل بلبنان؟

يتوجب على أميركا والاتحاد الأوروبي وكل الدول التوقف عن مد الجزرة، والإكتفاء برفع العصا لتأديب من يرفض تأنيب الضمير.

لا رادع لأهل الهيمنة واحتكار النفوذ سوى المس بمصالحهم… فاردعوهم… فبردعهم نفتح الطريق إلى إنقاذ لبنان.

لا شك أن سيف العقوبات يخيف ويخفف من القدرة على تعطيل الحلول.

إن استهداف بعض رؤوس الممانعين، سيدفع برؤوس التابعين إلى التخلي عن تبعيتهم.

من غير تفكيك جبهة المعطلين عبثاً تحاول المبادرات.

لهذا لا بد من ذهبية بديلة لذهبية “جيش وشعب ومقاومة”، بالعودة إلى ذهبية زمن التوافق والتلاقي.

لا غالب ولا مغلوب.

ولا تصح هذه “الذهبية” إلا بغلبة الاعتدال على التشدد.

وفي لبنان رجالات دولة أدمنوا الاعتدال… وقدموا تسويات وصلت إلى درجة التضحيات.

والفرق كبير وشاسع بين من ضحى لانقاذ وطنه، ومن يضحي لانقاذ أوطان الآخرين.

               

*صحافية لبنانية

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment