الرئيسية

مقالات وآراء

ورقـــــــة الأسئلة

10/22/2020 - 20:55 PM

المحامي احمد علام

لماذا وكيف لا تخلو بنات أفكاره منهم أبداً، ربما تنفتح بها مغاليق الذهن وتستثير الخلايا النائمة في دهاليز العقل، فيصحو من غفلته يبحث عن السبب لكل ما تقع عيناه، عليه ليطرق أبواب الوعي لإشباع الرغبة في الفهم؛ حيث لا تنتهي اللحظات التى تمر مر السحاب إلى لا شئ، وبقايا العدم ولا يجد الإنسان نفسه معلقاً على جناح طائر جريح، تتساقط دموعه في الهواء حسرة على فقدانه إتجاه حركة السرب، حتى ضل الطريق ووجد نفسه وحيداً بعالم غريب موحش؛ يبحث عن لحظة إفتراسه ونزعه من الوجود حال إرتعاشه الشديد للخوف من نفسه والظلام والجهل .

تتزاحم التساؤلات بين ثنايا خلجات نفسه، وتتحد لتعصف بما تبقى له من إدراك على قارعة مفترق الطرق الجانبية، التى ينتهي بها الحال إلى دوائر متداخلة من الأسئلة الحائرة في متاهة الإجابات، الغير مرئية فمن أنا ؟ وأين أكون؟ ومتى أصبحت ولماذا أنا؟ وكيف بدأت ؟ وهل لا بد أن أفعل وماذا لو حدث كذا وإلى أين أتجه ؟ وكيف سأبدو لو وماذا ينتهي بي الحال ومتى سأستيقظ ؟ وهل أنا أنا وربما كنت هكذا إذا حدث ذلك وماذا أعمل، ولماذا فعلت ذلك ولم أندم وهل لو عاد بي الزمن لفعلت نفس الشئ، وأرتكبت نفس الخطأ وما تبقى لي حتى أقف على قدمي، وكم تبقى لي من العمر وهل أكتفيت بما قدمت أم ما زال في جعبتي أشياء أخرى.

تتهاوى الإجابات أمام عينيه، وهو يبحث عن مقياس التفكير والوحدات التى سيستخدمها في إيجاد الحلول الصحيحة لتلك الأسئلة المتناثرة هنا وهناك، كالنجوم في السماء فلا يعلم أين ينظر وبمن يبدأ وهل سيحتكم لهواه أم عقله أم العادات، أم نصائح الأصدقاء أم التفكير العلماني البحث أو الديني المفرط، أو سيتناول الموضوعات بكفة الدنيا تارة، والدين تارة ومن سيبحث عن رضاه وبمن سيقتدى، ويتبع خطاه فى الطريق وكيف سيختار خاتمته فى هذه الحياة؛ وما هي أفضل نسخة بشرية منه يمكن أن يقدمها إلى نفسه، وكيف ستتوالى الأيام وتنزلق بين يديه وإلى من يبر ويُخضع له جناح كبرياءه، وما هي الطريقة التى سيتابع بها أعماله ويضع نفسه في ميزان العدل، ليُقوم به أعوجاجها وتظل الأسئلة تتسائل وتتطاير حوله ولا ممسك لها حتى يدرك الجميع أننا هنا إلا لنجيب كل من عن ورقة أسئلة.