bah إحسبها صح يا حريري! نيات باسيل لا توحي بالثقة! - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

إحسبها صح يا حريري! نيات باسيل لا توحي بالثقة!

11/02/2020 - 22:45 PM

Bt adv

 

خاص بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم*

 

يقول المثل اللبناني الشعبي: “وإنما الأعمال بالنيات”. ونيات جبران باسيل لا تبشر بالخير، ولا توحي بالثقة. إذ كلما وقع لبنان في أزمة حكومية، يتبجح باسيل بتقديم تسهيلات يسهل عليه التراجع عنها.

لقد فعلها مع كل الرؤساء المكلفين بلا استثناء. وهو إذا لم يكشف عن تسهيلاته اليوم مباشرة للرئيس سعد الحريري، فقد أكثر من إعلانها في تصريحاته، وعلى لسان “ملائكته”، الذين علينا أن نذكّرهم بأن إبليس يعتبر من الملائكة.

لكن الظرف الذي تتخبط به البلاد يختلف عن كل الظروف التي سبقت. فلبنان الآن في حالة احتضار، ورائحة الموت المجتمعي تتفوق على روائح الفساد والنفايات… مما يجعل دس السم السياسي في الكلام المعسول، جريمة وطنية وإثماً يتجاوز كل الآثام التي ارتكبت بحق الوطن، منذ أن منحنا الفرنسيون وطناً محقوناً بالطائفية ورذيلتها.

ومن السموم التي تطبخ دائماً وأبداً في مطابخ “ميرنا شالوحي” الحرص اليوم على تمثيل المير طلال أرسلان في حكومة تسعى إلى حلّ العقد، لا إلى تعقيد الحل.

وهنا لا بد من الإعتراف بأن لا حب ديار خلده، ولا حب من سكنها، شغفن قلب جبران باسيل، لكنه الحب الذي يتجاوز “الثلث المعطل”، إلى الأكثرية المقررة.

إن المطالبة بوزير من دروز الممانعة، يستدعي تشكيل حكومة عشرينية.

وإذا حصلت الاستجابة، فهذا يعني تشكيل حكومة “ديابية”. وبذلك يكون سعد الحريري قد أقدم على الإنتحار السياسي وعلى نحر لبنان معاً.

بحسبة واضحة، يتضح أن حكومة العشرين ستخضع فيها قرارات مجلس الوزراء لقرار حزب الله وتابعيه. فمن أصل عشرة مسيحيين سيحظى الممانعون بثمانية. يضاف إليهم وزيران من كتلة الولي الفقيه ووزير درزي ممانع، ولا يمانع في أن يكون تكملة عدد وعدة. وبعد الجمع والطرح سنكتشف أن للممانعة أكثيرية تتألف من إحدى عشر وزيراً يطرحون ما لذ لهم وطاب من قرارات، مقابل أقلية من عشرة وزراء، ستجعل منها ديمقراطية التصويت بلا حولٍ ولا قوة.

هذا يعني أن عدد الوزراء ليس عقدة شكلية، بل إشكالية تكبر بها ومعها مشاكل لبنان القاتلة.

بالنتيجة، يصح القول أن مصير المبادرة الفرنسية، وبالتالي، مصير البلد يتوقف على خلاف عددي، قد يبدو سخيفاً، لكنه في الحقيقة إما أن يخرجنا من أعناق زجاجات الكوارث، وإما يسد المخارج كافة، لتنفجر المأساة مخلفة كماً هائلاً من المآسي.
إذاً، الفرق بين حكومة من 18 وحكومة من 20، ليس أمراً تافهاً. إنه الفرق بين أن نبدأ أو ننتهي.

لا شك أن تمسك الحريري بحكومة الـ 18، يعني التمسك بتنفيذ بنود المبادرة الفرنسية، وتوجيهات صندوق النقد الدولي. في حين أن إصرار الرئيس عون، وأولي أمره، على “العشرينية”، يعني وأد المبادرة والتوجيهات في آن.

وكما الأعمال بالنيات، فإن الأهداف بالنيات أيضاً. ومما نوى حزب الله ومن يجاريه من الوزراء الجواري، إبقاء لبنان ورقة إيرانية لا يشاركه بها أحد… ومما ينوي وأتباعه معه الإطاحة بالحريري وعلاقاته الدولية والعربية.

الخلاصة: حكومة الـ 18 هي الحل… وحكومة العشرين هي الطريق الفعلي إلى جهنم… وسوء المصير… وبذلك تتحقق نبوءة الجنرال.

 

*صحافية لبنانية

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment