المهاتما غاندي
بقلم: صالح الطراونه - سفير بيروت تايمز – الأردن
كان غاندي الزعيم الروحي للهند خلال حركة إستقلال الهند، وكان أحد رواد حركة الساتياغراها وهي بالمناسبه إحدى ركائز مقاومة الأستبداد خلال العصيان المدني الشامل ’ والتي تأسست بقوة عقب مراحل طويلة من العنف الكامل الذي أصاب الهند إبان النضال لأجل الأستقلال ... حيث أدت هذه الحركه الى إستقلال الهند وأخذت معها حركات ( لحقوق ألمدنية والحرية في كل بلاد الهند).
يعرف غاندي بإسم ( المهاتما غاندي ) ومعناها ( الروح العظيمة) من اللافت في سيرة دماء غاندي ... لأجل الأستقلال حيث أعتبرته الهند أبو الأمة حيث أن ميلاده الدي يصادف 2 اكتوبر يتم الأحتفال فيه هناك، وقد أصبح أيضاً عطلة رسميه وطنيه بالهند وعالمياً هو اليوم الدولي لللاعنف.
بدأ غاندي مرحلة العصيان المدني حينما كان محامياً في جنوب إفريقيا، وهذه الفترة كان الشعب الهندي يُناضل من أجل الأستقلال والحقوق المدنية المكتسبة ومن حقِهم نيلها، وحينما عاد إلى بلاده قام بحركات تحرير للفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية حيث بدأت حِراكاتهم ضد قيمة الضرائب والتمييز العنصري التي تفعله بريطانيا بالهند.
لم يكن غاندي يعرف معلومات كثيرة عن الإضطهاد والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا، ولكن مع مرور الأيام على وجوده في جنوب إفريقيا إطلع على العديد من الحقائق والوقائع المفزعة الخاصة بممارسة التمييز العنصري،إذ شجعت حكومة جنوب إفريقيا على الأضطهاد العرقي، وعملت على تنفيذ إجراءات جائرة لمنع هجرة المزيد من الآسيويين إليها، وإكراه السكان المقيمين منهم في جنوب إفريقيا على الرحيل عنها، من خلال فرض ضرائب باهظة عليهم، ومطاردتهم من الشرطة، إضافة إلى أعمال النهب وتدمير المحلات والممتلكات تحت سمع حكومة البيض وبصرها.
دافع غاندي عن العمال الهنود والمستضعفين من الجاليات الأخرى، واتخذ من الفقر خياراً له، وتدرب على الإسعافات الأولية ليكون قادراً على إسعاف البسطاء، وهيّأ منـزله لإجتماعات رفاقه من أبناء المهنة ومن الساسة، حتى أنه كان ينفق من مدخرات أسرته على الأغراض الإنسانية العامة. وقاده ذلك إلى التخلي عن موكليه الأغنياء، ورفضه إدخال أطفاله المدارس الأوروبية استناداً إلى كونه محامياً يترافع أمام المحاكم العليا.
لعل أجمل ما قرأته عن زعيم الأستقلال.. هو قراره سنة 1932 البدء بصيام حتى الموت إحتجاجاً على مشروع قانون يكرس التمييز في الأنتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى 'اتفاقية بونا' التي قضت بزيادة عدد النواب 'المنبوذين' وإلغاء نظام التمييز الى الأنتخاب.
Comments