بقلم: صالح الطراونه - سفير بيروت تايمز في الأردن
تشير أغلب الدراسات إلى إن عدم المساواة والفقر والصعوبات في الوصول إلى الفرص الأقتصادية ومبادرات ترقية الأحياء الفقيرة والناجمة كلها عن تقنية حضرية وغير شاملة بدأت تؤثر الى حد كبير في قرار المهاجرين بمغادرة البلدان المنخفضة بالدخل والتوجه الى البلدان المرتفعه بالدخل من هنا فأن الهجرة تحمل العديد من الدلالات في المنطقة العربية سواء كانت إجبارية أو حتى إختيارية أو ربما تكون ضرورة لابد منها لكنها بالتأكيد رحلة للبحث عن حياة أخرى، رحلة بحث تبحث عن إستقرار وعيش بكرامة بعدما إغلقت كل منافذ الحياة أمام بقاءهم في منازلهم الآيله للسقوط في وطنهم الذي ولدوا فيه وزرعوا بعض إبتسامات الصباح حين كان الصباح بلا بارود!!
لكنهم بذات الوقت يتوقون للعودة للوطن فقد أصبحت حياتهم مثل حياة البدو الذين كانوا يرتحلون في كل عام الى منطقة فيها ماء وخضار يجلب لهم متاع الوجود الجديد حتى لو كان لفتره لا تتجاوز شهور!
وبالعوده الى الهجره فمن يطلبها يأمل في أن تتحسن الظروف الى ما هو أفضل واجمل رغم بعد المكان عن الوطن والذاكرة ولم تقتصر الهجرة على النساء لوحدهن بل للشباب الذي يسعى بالهجره الى الحصول على علم جديد بعد ان تطورت حقول العلم بالخارج وبقيت في اوساطنا العربية في مكانها لا تسير وإن سارت تسير ببطئ شديد ومع ذلك فأنهم حين يغادرون الى المهجر يثرون البلدان المضيفة بثقافتهم وتنوعهم الإيدلوجي ’ وهناك من يفر للهجرة لأنه يعاني من القمع والبؤس المطلق في كل شيء وهذا هو الجانب المظلم لأغلب تحركات السكان اليوم، اليوم تنتشر مدن الخيام والمنازل المحطمه وتظهر أمامنا وجوه لا حصر لها من الأطفال النازحين وكبار السن ... وتنتشر على طول الحدود الأسلاك الشائكة والقوارب الضعيفة تكافح في البحار التي يتلاطم بها موج البحر مع الريح فيقع قارب هنا ويغرق قارب هناك ...
فمنذ عام 1948 نزح حوالي 5 ملايين فلسطيني بالشتات خروجوا مجبرين من أرضهم ولم يتمكنوا من العوده الى ديارهم الى يومنا هذا، حتى في عام 1967 تعرض الفلسطينيون لموجة نزوج جديده وتركوا مجددا أراضيهم بعدما هدمت منازلهم بل وصل الأمر بواقع الشعب الفلسطيني أن تغيرت أسماء مدنهم واليوم ينتشر دمار آخر في بنية الانسان العربي منذ عام 2015 باليمن إستعرت الأرض على أهلها وخرجوا في رحاب الدنيا يبحثون عن ملاذ ودرب يسلكونه للحياة فقط للعيش بكرامة الرزق وبعدها جاء النزوح للسورين الذي تجاوز الاربعة ملايين يخرجون الى العالم وسط تراكمات من الظلم والأستبداد على الحدود وفي القوارب وكذلك محنة العراق وليبيا وفلسطين والصومال والسودان.
تعرضوا للنهب والسلب ومهربي البشر.. وقتلوهم بدماء باردة وهم بالبحر بضحكة مليئة بالحقد على الأنسانية ...
وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واستناداً الى البيانات الصادره عن المفوضية في منتصف عام 2018 بلغ مجموع السكان الذي تعني بهم المفوضية في المنطقة العربية ما يزيد عن 21.2 مليوناً من بينهم أكثر من 15.2 مليون نازح، و 3.7 مليون لاجئ تشملهم ولاية المفوضية
حيث رتبت البدان التي تحمل في طياتها اللاجئين وفق أرقام حقيقية بأن لبنان أكبر عدد من اللاجئين في المنطقة اذا يحمل العدد 975.000، تلاه كل من الأردن 705.000 ثم السودان 908.000 ومازال بالفعل الأردن ولبنان يشكلان أكثر الدول تسجيلاً للاجئين بالنسبة للسكان الأصليين أما العراق واليمن فقد إستصافت كلاً منهما حوالي 300.000 لاجئ ومما يثير الحزن أكثر إذ قالت الأونروا بأن عدد اللاجئين الفلسطينين المسجلين بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون بالأردن بلغ 5.4 مليون شخص.
أما المأساة الأكثر بشاعة ووفقاً لبيانات المفوضية اذ بلغ الأشخاص عديمي الجنسية في المنطقة العربية 370.676 شخصاً حسب إحصائيات عام 2018.
Comments