bah الكويت رائدة العمل الأنساني - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الكويت رائدة العمل الأنساني

12/07/2020 - 04:27 AM

بيروت

 

 

بقلم: صالح الطراونه - سفير بيروت تايمز - الأردن

 

لم تكن الكويت وليدة الصدفة بالعمل الإنساني بل إنها تمتد في عمق التاريخ فالجميع يعلم تاريخياً إن أول المبادرات التطوعية ومن أهل الكويت هي مدرسة المباركية والتي تأسست عام 1911 ولم يتوقف هذا الجهد في هذا الإطار بل بنت السواعد الكويتية في الثمانينات كلية تعليمة في السودان من خلال أهل الخير بدولة الكويت والتي بعد ذلك تحولت الى جامعة عالمية تُخرج أجيال من الطلبة سواء في افريقيا أو العالم بأسرة.

لذلك عندما تسمى دولة الكويت بالدولة المصدَرة للعمل الإنساني ومركزها فتأكد تماماً انك أمام دولة من طراز رفيع وعندما يُجمع العالم على إطلاق اسم (أمير الإنسانية على الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد) فتأكد إنك أمام إنسانية قل مثيلها، فقد أثبتت الكويت أنها واحة الخير والسلام وبأنها أكثر الدولة التي عملت على ترجمة ذلك على أرض الواقع، فالمبادرات الخيرية أصبحت ضمن أجندتها وتقديم المبادرات الإنسانية العالمية جعل من الكويت الدولة السباقة في ذلك.

فلماذا أصبحت الكويت وقيادتها على هذا النحو من الريادة بالعمل الإنساني؟

ربما البعض ينظر الى إن دولة الكويت بلد صغير موردها الوحيد هو النفط فقط ولكن منذ ان تولى أمير دولة الكويت الراحل سلطاتة الدستورية بالكويت اوعز الى ايجاد حلول لكل الأزمات التي تواجه الإنسانيه نذكر منها (فيضانات الباكستان، جفاف الصومال، أزمة سوريا، ومحنة عزة) حيث استضافت الكويت من خلال أميرها المحبوب اغلب مؤتمرات المانحين حيث جمعت كل دول العالم لمساعدة تلك الشعوب المنكوبه وما أزمة سوريا والسودان ببعيده .

لم يتوقف هذا الجهد الإستثنائي عن ذلك وحسب، بل إمتد الى إبراز الدور الحكومي في مساعدة الأشقاء في الإنسانية أثناء الكوارث والأزمات، وقد كان لكثير من مؤسسات الحكومة الكويتية أثر بالغ في ذلك مثل بيت الزكاة الكويتي والذي يشكل بعملة نموذجاً يحتذى، كما هو دور الهلال الأحمر الكويتي، وكذلك صندوق الكويت للتنمية الإقتصادية العربية.

بجانب ما سبق هناك جهد إنساني لرجال الأعمال الكويتيين يتمثل في إبراز الوجة الآخر للأنسان الكويتي المعطاء بدءاً من كفالة الأيتام، علاج المرضى، مساعدة الأسر المتعففة حيث هذا العمل لكي يكون مؤسسي ارتبد بالتنسيق مع الجهد الحكومي والدولي لي يكون ظاهراً معلناً فيما يقدم.

ولأن الكويت بكل أطيافها تشكل بعداً إنساني جاء دور المواطن الكويتي ملازماً للعمل الحكومي فبادر المواطنيين بالتطوع لعمل حملات إغاثة لكل المنكوبين على مستوى العالم والمنطفة العربية ولعل الإشاره هنا الى المبادرات التطوعية للشباب الكويتي جاء تحت بابين هامين على خريطة العمل الإنساني من خلال حملة الشباب لمحو الأمية في العالم (ادفع دينارين واكسب الدارين) وهي تأكيد على قيمة رفد المجتمعات بعقول تستطيع ان تميز بين الخطأ والصواب فالعلم يبنى بيوت الجهل، كما جاء دور مجموعة اخرى في المجال الطبي حيث حملت حملتهم عنوناً (حملة ليان لعلاج الإنسان) بجانب ذلك جاء جهداً في مجال الإغاثة حيث قام ايضاً شباب من الكويت بإنشاء (حملة البنيان لإغاثة اللاجئين).

نعم الكويت تجسد كل القيم الإنسانية على هذه البسيطه وبالتالي أصبح من المهم بمكان ولكل الباحثين عن مفهوم الكلمة الجاده التي يراد بها الصالح العام إبراز هذا الجهد العربي المميز لدولة الكويت وقيادتها وشعبها الرائع، جاءت فكرة التوثيق لدولة الكويت فيما قدمت من قيم إنسانية لتكون مرجعاً لمن يريد ان يقرأ الحالة الكويتة وما أنجزت وما قدمت وما أفردت من تنوع بالعمل الإنساني ليكون شاهد عيان على عظمة الدولة الكويته وقيادتها وشعبها .

سنخوض بتفاصيل الدولة الكويتة التي حملت الهم العربي وعانت من إنقسام الصف العربي في لحظة تاريخية فاصلة من وجودها على خريطة الأمة، لحظة جميعنا عاش تفاصيلها وأبعادها الإنسانية والكارثية، وعاش لحظات العودة للصف العربي بكل قوة وإمتداد لتاريخ الكويت التي كانت بالصفوف الأولى للدفاع عن كافة قضايا الأمة العربية، فدافع عن القضية الفلسطينة وساعد في إيجاد مساحة كبيرة بالمنابر العالمية للحديث عن قضية فلسطين بكل ابعادها واهمية صون حقوقها وإنشاء دولتها المستقله على حدود السابع من حزيران لعام 1967 م وكان مع وحدة الخليج العربي من كل ما يصيبة من هموم ومشاكل، وكان يرصد بعين القوه مدى اهمية التوافق العربي في مجمل قضاياه، الكويت في هذه المساحة المتاحه لنا لقول كلمة في تاريخها الحافل علينا أن لا نغفل حركة التاريخ من التغول على حقوق ومكتسبات كل الأمة العربية فما كان من الكويت إلا أن كانت وقبل فترة وجيزة في ترجمة حلم العرب في الحفاظ على حقوق الدولة الفلسطينة إذ أعلنت بكل صراحة ووضوح دورها الرافض لمخرجات مؤتمر البحرين الذي عقد في عام 2019.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment