كريم حداد
تشهد ضاحية بيروت الجنوبية تصعيدًا عسكريًا عنيفًا، حيث تتعرض المنطقة لغارات إسرائيلية مكثفة وغير مسبوقة، بينما تشتعل مناطق البقاع والجنوب اللبناني بقصف متواصل واجتياح بري من قبل القوات الإسرائيلية. وقد أدى هذا التصعيد إلى وقوع أضرار جسيمة وسقوط العديد من الضحايا، وسط حالة من القلق والتوتر تعم البلاد.
إن استمرار هذا العدوان يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في لبنان، ويضع البلاد أمام تحديات خطيرة تتطلب خطوات حاسمة لوقف التدهور. ومع استمرار الغارات على المناطق الحيوية، يبرز الدور المحوري للجيش اللبناني في قيادة المرحلة المقبلة، وضرورة تسليمه زمام الأمور، خصوصًا في الجنوب.
أهمية تسليم الجيش اللبناني القيادة الأمنية في الجنوب
في ظل هذه الأوضاع المتفاقمة، تبرز الحاجة الملحة لتسليم الجيش اللبناني المسؤولية الكاملة عن أمن الجنوب اللبناني بالتعاون مع قوات اليونيفيل، لضمان تنفيذ القرار الأممي 1701. هذا القرار يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وضمان سيادة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها. إن سحب العناصر المقاتلة التابعة لحزب الله من الجنوب وتسليم القيادة العسكرية للجيش هو خطوة أساسية لتفادي المزيد من الدمار، وتثبيت استقرار البلاد على المدى الطويل.
يتطلب الوضع الراهن تعزيز التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لضمان السيطرة الكاملة على الحدود الجنوبية، ومنع أي تجاوزات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد أكبر. هذه الخطوة تعتبر أساسية لاستعادة الدولة اللبنانية هيبتها وسيادتها، والحد من تأثير أي جماعات مسلحة خارج إطار الدولة.
إيقاف إطلاق النار وتوحيد الصف الوطني
على حزب الله أن يوقف إطلاق النار لفتح المجال أمام الدولة اللبنانية للتفاوض مع المجتمع الدولي، فلبنان لم يكن مستعدًا لهذه الحرب لا كدولة ولا كحزب. الوضع الحالي أظهر ضعف الاستعدادات الوطنية، حيث لا توجد ملاجئ أو مراكز إيواء، والشعب اللبناني لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من المعاناة. الأولوية الآن هي لوقف إطلاق النار، وعلى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الضغط على حزب الله لتحقيق ذلك.
لا يمكن للبنان أن يستمر في هذه الطريقة بعد كل ما حصل. الجيش اللبناني، من خلال الحكومة، قادر على الدفاع عن البلاد، ولا بد من إفساح المجال أمامه لقيادة المرحلة. قد يكون من الضروري إعلان حالة الطوارئ لتهدئة الأوضاع، خصوصاً في ظل وجود مليون وربع المليون نازح، والذين يحتاجون إلى بيئة آمنة للعودة إلى منازلهم.
انتخاب قائد الجيش: ضرورة وطنية وحل للخروج من الأزمة
إن تفاقم الأزمة الحالية هو نتيجة لتعاظم قوة الدويلة على حساب الدولة، واللبنانيون يدفعون الثمن اليوم. يتعين على جميع الأطراف التوحد لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الذي ينتهك سيادة لبنان. وفي هذا السياق، يجب الضغط لانتخاب قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، رئيسًا للجمهورية.
العماد جوزف عون، الذي يتمتع بعلاقات قوية مع المجتمع الدولي، حقق العديد من الإنجازات في قيادة الجيش، ونجح في الحفاظ على الاستقرار الداخلي في أصعب الظروف. انتخابه رئيسًا يعتبر خطوة ضرورية لتوحيد الصفوف في الداخل واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالدولة اللبنانية ومؤسساتها.
في ظل هذه الظروف، يتعين على النواب اللبنانيين اتخاذ قرار حاسم بانتخاب قائد الجيش رئيسًا للجمهورية لضمان تسليم السلطة إلى قيادة قادرة على حماية البلاد وإعادة توجيه مسارها نحو السلام والاستقرار. إن تعزيز دور الجيش، وتوحيد الصف الوطني، والضغط من أجل وقف إطلاق النار هي الحلول الضرورية لتفادي المزيد من الانزلاق نحو الفوضى، ولإعادة بناء لبنان على أسس قوية ومستقرة.
Comments