الصلاة من أجل السلام في لبنان "إيماني ساطع"
بيروت - بيروت تايمز، اعداد نايا فضول نصر
تحلَّق كلّ من العائلات الثلاث التي أسَّسها المونسنيور توفيق بوهدير، مكتب راعويَّة الشبيبة في الدائرة البطريركيَّة المارونيَّة وجمعية شباب الرجاء وتجمُّع يسوع فرحي مع عائلته والشبيبة والكثير من الفعاليات والشخصيات الرسمية والأصدقاء من بينهم جمعية فينيسيا للقديس شربل البولندية بشخص رئيسها السيّد كازيمير غايوفي، والتي تعاون معها المونسنيور تعاونًا حثيثًا في شتّى مجالات الرسالة الإنسانيّة، ومشروع يا عيني عَ البلدي بشخص مديره السيّد بولس صقر، السوق المجتمعيّ المتنقّل الأول للمنتجات الزراعيّة الذي أسَّسه ونسجه بشغفٍ المونسنيور توفيق، والنائب نعمة افرام، صديق الشبيبة، ورئيس بلدية ريفون الأستاذ إيلي صفير، والسيد أنطوان سيف، صاحب محلات Moulin d’or، والسيد ميشال الهاشم، صاحب Hypermarket Hachem... للصلاة من أجل لبنان في القداس الإلهي في ذكرى مرور ثلاثة أعوام على غياب "أبونا توفيق" بالجسد وانتقاله إلى أحضان الآب السماويّ،
ببركة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، وذلك يوم السبت الواقع فيه 19 تشرين الأول 2024، في كنيسة دير مار سركيس وباخوس، ريفون، بحضور المرشد والمشرف على مكتب راعويّة الشبيبة البطريركي ورئيس الدير والمركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين، الخوري جورج يَرَق، الذي احتفل بالذبيحة الإلهيّة يُعاونه كل من رئيس رابطة كاريتاس لبنان، الأب ميشال عبود، والأب مارك كنعان الكرملي من مرشدي تجمّع يسوع فرحي، بحضور الأب نعمة صليبا، خادم رعية مار بطرس وبولس للروم الأرثوذكس في الحازمية، مدرب وناشط في مجال العلاقات والحوار الإسلامي المسيحي، والشمّاس غارين يوصولكانيان من الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، عضو لجنة العدالة البيئيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط والرئيس السابق للجنة المسكونيّة للشباب، وخدمت القداس جوقة تجمّع يسوع فرحي بألحانٍ وأصواتٍ عذبةٍ سماويّة.
مسؤولة الإعلام في مكتب راعوية الشبيبة البطريركي - نايا فضول نصر
مقدّمة القداس
وقد جاء في مقدّمة القداس ما يلي: "لأنّو الرجا ما بيموت والإيمان بيبقى ساطع مهما عصفت رياح الأزمات واشتدِّت ظلمة هالحياة... منجتمع اليوم سوا بهالذبيحة الإلهيّة، ذبيحة الحبّ، وحدة أهل الأرض والسما، مع حبيبنا أبونا توفيق الغالي على قلوبنا كلنا والحاضر دايمًا معنا بوجداننا ليساعدنا ويقوِّينا ويشدِّد متل العادة إيماننا... خاصةً بظلّ هالظروف الصعبة لي عم نعيشها بوطننا الحبيب لبنان، هالوطن الغالي على قلبو من زمان... تنصلّي سوا على نيّة السلام... 3 سنين مرقوا على غيابو بالجسد عنا بس حضورو بالروح معنا لمسناه بكلّ فكرة وكلّ كلمة وكلّ خدمة وكلّ رسالة إيمان عشناها لنعلُن فيَها محبّة الرَّبّ يسوع المسيح ورجاه وفرحو بكلّ مكان... شتقنالك أبونا ومنحبّك ومنشكر الرَّبّ لي أوجدك بحياتنا وحياة كنيستنا وحياة شبيبتنا، مع قافلة كبيرة من الخدّام الأمناء، رسالة رجا وعلامة محبّة وإيمان لبناء حضارة الإنسان... عطينا اليوم بصلاتك وشفاعتك نعمة الثبات بالرجا تيضل إيماننا ساطع شاهد على فجر جديد بوطننا الحبيب لبنان".
موكب الإنجيل
الخوري جورج يَرَق
أمّا في العظة، فقال الخوري جورج يَرَق: "... لم يتثنَّ للمونسنيور توفيق المكوث في الدير طويلاً، فبعد ترميمه في العام 2019، اختاره الربّ لمشروعٍ آخر بانتقاله إلى السماء عام 2021. لقد اجتمعنا كلنا اليوم مع عائلة المونسنيور توفيق للصلاة معًا ولنتذكّر شخصًا إستثنائيًّا سمعنا عنه قليلاً في الرسالة (1 كور 4: 14-21) التي قرأتها أُمّ توفيق. هذا الشخص الاستثنائي ليس فقط مربّي، كما قال مار بولس، هو أبٌ. يقول لهم مار بولس لديكم الكثير من المربّين ولكن ليس الكثير من الآباء. أظنّ أنّ أبونا توفيق كان من هؤلاء الآباء.
صحيحٌ أنّه كان مربّيًا، ولكنّه كان أكثر أبًا للشبيبة. يقول مار بولس عن الشخص الاستثنائي أنّه يمكنكم الاقتداء به، ويقول لهم اقتدوا بي. وأظن أنّنا كلنا هنا نشهد أنّ كل شخصٍ منا اتّخذ أمرًا مثالاً له مما قام به أبونا توفيق للاقتداء به. وكل هذه الجمعيات التي عدّدتها على كثرتها هي مثالٌ صارخ على كم أنّ هذا الشخص، الأبونا، وحده، كان مُمهّدًا للدرب أمام مشاريع وطرق وإمكانيات للروح القدس كي يعمل في كنيسته.. كما قال لهم بولس، لا تستغيبوني فإنّي آتِ إليكم ليس بالكلام.. لأنّ ملكوت الله ليس بالكلام بل بالقوّة.. قوّة الروح القدس الذي يُلهم شخصًا أن يقوم بحركةٍ على مستوى شبيبة بكركي، على مستوى الطائفة، وعلى مستوى الكنيسة في لبنان وكل الكنائس.
كارلوس معوّض و باسم بوهدير شقيق الأخت ميشلين منصور تقدّم القرابين
وها هنا أبونا نعمة موجودٌ معنا من الكنيسة الأرثوذكسية وهو أكبر مثال على ذلك، والأب ميشال والأب مارك اللاتين... لقد كان الروح القدس يقود أبونا توفيق على مستوى الكنيسة ليفتح دروبًا جديدة للروح أينما كان إن في هذا الدير أم في أديارٍ أخرى كان فيها، وفي بكركي ضمن مكتب راعويّة الشبيبة، وفي جبيل، وفي الكثير من الأمكان التي لا تُعدّ والتي تعرفونها...
وفي الختام تقول لنا رسالة مار بولس:.. يأتينا بالمحبّة... يقول لهم مار بولس أتريدون أن آتيكم بالعصا أم بالمحبّة؟ أم بروح الوداعة؟ وأظن أنّنا كلّنا نشهد على هذا الأمر، وهو كم أنّه كان لأبونا توفيق روح الوداعة. كان يُرضي الجميع. لا يترك أحد "زعلان". كانت لديه الكاريزما في إيجاد الحل لعدّة مشاكل كبيرة، يُقسّمها إلى مشاكل صغيرة ويجد لها حلولاً صغيرة لهذه المشكلة الكبيرة. ويُسهّل الأمور ويُرضي الجميع حتى لا يبقى أحد "زعلان". لديه روح وداعة، لديه ضحكة، لديه قلب طفل. كانت لديه تلقائيّة منذ أن تعرّفت عليه شخصيًّا في اللاهوت، عندما كنا على مقعد الدراسة سويًّا ولحين تعرّفكم عليه أخيرًا، وأنتم توافقونني الرأي. لا بدّ لنا من أن نتذكّر هذا الرجل الاستثنائي الآن في ذكرى مرور 3 أعوام على غيابه في هذا الدير الذي له أيادي بيضاء فيه، والذي توفيَ فيه. هذا الدير الذي له فضلٌ عليه شخصيًّا من خلال إعادة ترميمه وتدشينه بالشكل الذي ترونه فيه الآن. ونحن نتذكّره ليس لنبكي، فقداسنا لموتانا ليس للبكاء وتذكّر الصور، بل نحن نتذكّر لنُعيد تكثيف الزمن الفصحي، أي لنجعل الزمن الفصحي حاضرًا بكثافته وقوّته هنا بيننا. ماذا يعني الزمن الفصحي؟
إنّه ليس زمن السنوات التي عشناها، وهي قليلة بالقياس، فقد عاش أبونا توفيق سنوات قليلة. الزمن الذي نحن نتذكّره هو زمن موت السيّد المسيح وقيامته. وكلّ قدّاس لا يتمّ تذكّر هذا السرّ الفصحيّ فيه ليس بقدّاس. إنّ سرَّنا الفصحي وزمننا الفصحي ليس بأيامٍ وسنين. فنحن المسيحيين لا نعُدّ الأيام والزمان بالسنين والثواني و"التكّات". نحن نعدّه بقدر ما نتذكّر الآن أنّ يسوع تجسّد لأجلنا، تألّم لأجلنا، ومات لأجلنا، لكنه أيضًا قام معنا الآن في هذه الذبيحة. هذا هو التكثيف للزمن الفصحي الذي سنعلنه بعد قليل في الطقس الماروني: "نذكر موتك يا ربّ... ونعترف بقيامتك وننتظر مجيئك الثاني كلّنا". هذا هو الموت الذي نتذكّره الآن. فممنوع علينا أن نحزن كسائر الناس. ممنوع أن نقول أن المونسنيور توفيق ذهب ورحل، ممنوع! والدليل الرسالة التي قرأناها اليوم بحسب الزمن الطقسي ولم نخترها بشكلٍ خاص.
لقد جاءت هذه الرسالة لتقول إلى أهل كولوسي: لا تظنّوا أني رحلت، أنا أرسل إليكم معاوني الأمين الحبيب ليُذكّركم فييّ. وهكذا أيضًا قال يسوع لتلاميذه: لا تحزنوا فإنّني ذاهبٌ، وسأرسل إليكم الروح القدس. وليس عن عبث، يُعطي اليوم البابا تعليمه في كل يوم أربعاء عن الروح القدس. إذًا نحن نتذكّر موت الرَّبّ وقيامته، عندما نُقيم جنازًا لأحدٍ منا قد توفي. نتذكّر يسوع، فإذا نسينا يسوع في جنازنا، يكون الأمر بمثابة كارثة! إذ يُصبح جنّازنا جنازًا وثنيًّا.. مثل الذين لا رجاء لهم. ويقول جبران أنّ التذكار شكلٌ من أشكال اللقاء. فنحن عندما نتذكّر يسوع وكأنَّنا نلتقي به.
وعندما نتذكّر الآن المونسنيور توفيق الذي مات مع المسيح، فنحن نلتقي به. وهو حاضرٌ الآن معنا. أين؟ لا أعرف! كيف؟ لا أعرف! لكنّه حاضر مع يسوع الحاضر في القربان. هذا هو الزمن الفصحي. هذا هو الجناز المسيحي، أن نجعل الله حاضرًا في كلّ آن وفي كلّ مكان، في الهُنا، في المكان وفي الزمان. هذا هو التأوين الخاص بالسر الفصحي الذي تحدّثنا عنه، وهو أن نجعله حاضرًا معنا الآن. وليس أنّنا جئنا واجتمعنا كل سنة مرّة، وبعدها ننسى. كلا! ليس هذا التذكار المسيحي. التذكار المسيحي كلّ ساعة وكلّ لحظة بعدما نخرج من هنا، نتذكّر مع بعضنا أنَّنا متنا مع المسيح ونحيا مع المسيح وسوف نقوم مع المسيح، لأنّه هو القيامة والحياة. هذا هو الشخص الاستثنائي الذي نأخذه من رسالة مار بولس. وهل لاحظتم أيضًا في الإنجيل، يتحدّث عن شخصٍ خطأ، وليمة أُعدَّت،
دُعُوا إليها الناس، لكنّهم لم يأتوا. فقام الملك صاحب الوليمة ودعى كائنًا من كان. وقال لهم: إذهبوا إلى مفارق الطرق. هذه كنيسة الخروج العزيزة على قلب البابا فرنسيس الذي يقول لنا دائمًا اذهبوا إلى بعيد. اذهبوا إلى الأطراف. اذهبوا وآتوا بالناس من أي مكان كان وأدخلوهم إلى الملكوت. صحيح! لكن في داخل الملكوت، نظر الملك إلى شخصٍ لم يكن يرتدي لباس العرس، وقال له: يا صديقي، يا صاحب، كيف دخلت إلى هنا؟ وأخرجه خارجًا. هذا هو الشخص الخطأ في المكان الخطأ، في الموقع الخطأ. لماذا؟ لأنّه أولاً غير مُهيَّأ، غير مستعد، لم يقم بأشياء كثيرة! ومن الممكن أنّه قام بأشياءٍ كثيرة! ولكن عند يسوع لا تهمّ الكميّة بل النوعيّة. وبالنسبة للحياة الروحية، فهي ليست ميزان، فهناك صورة خاطئة لدينا عن الموت، وهي أنّنا بعده نصعد إلى الرَّبّ فيضع أعمالنا في ميزان، وإذا رجّحت كفّة أعمالنا الصالحة ندخل الملكوت. وهذا ليس صحيحًا!... هذا ليس الموت المسيحي.
الرَّبّ لا يعمل هكذا بل ينظر إلى الحلّة كلّها، ينظر إليك كلّك، وإذا كانت فيك نقطة سوداء، عندها لا تدخل إلى العرس، لو مهما فعلت. يمكن أن تقول للرّبّ: نحن باسمك أخرجنا الشياطين! وباسمك صنعنا العجائب!.. سيقول لكم الحق أقول لكم: إنّي لا أعرفكم، اذهبوا عني يا ملاعين. هل رأيتم جمال الدينونة المسيحية لدينا؟ إذا كان في قلبك نقطة خطأ على رفيقك أو أخيك الإنسان الجالس الآن إلى جانبك، فاخرج إلى الخارج! ولا تُكمل قدّاسك. إذا كنت تحمل شعورًا خاطئًا فيك، اترك ذبيحتك يقول الرّبّ يسوع واذهب وصالح أخاك ثمّ عُدْ وقرِّب ذبيحتك. وإذا كنت تحمل فكرةً خاطئة عن الله، إذا كنت تحمل فكرةً خاطئة عن هذا الشخص الذي أنت تتذكّره. انتبه! سوف تنتظر لاحقًا كثيرًا في المطهر لتتصافى معه وإلّا لن تدخل إلى السماء. لا نستطيع أن ندخل إلى السماء.. كما ندخل إلى البرلمان. يكون بينهم كره لكنّهم يجلسون إلى جانب بعضهم البعض.. لا وجود لذلك في الملكوت! والإنجيل واضح، يُطرح خارجًا! اربطوه بيديه ورجليه وأخرجوه إلى الظلمة البرّانيّة حيث البكاء وصريف الأسنان. لذلك، نحن أيضًا وقت الجناز، وعندما نتذكّر موتانا نقول: نستر على بعضنا! لا أحد منا كامل! لا أحد منا خالٍ من الأمور الصغيرة! لكن الشاطر من يُخلِّص نفسه، أي أن يلبس هذا الرداء الجميل كلّه ويصعد إلى الرَّبّ ويقف مع كلّ الواقفين في الملكوت. وهناك الجمال في الملكوت.. ان شاء الله بعد عمر طويل، نصعد كلّنا إلى فوق ونقف أمام أبونا توفيق ونقول له: يا أبونا توفيق، أنا من قلبي ليس لي عليك شيء، يا فلان ويا فلان ويا فلان.. ليس لنا عليك شيء! نحن نحبّ بعضنا البعض جميعنا. هذا هو التذكار المسيحي الذي نقوم به اليوم. أريد أن أطلب منك أيُّها الروح القدس الآن أن تُحِلّ روح القوّة علينا كلّنا لنعرف أنّه إذا كان فينا أمرٌ صغير يجب أن نُزيله جانبًا، وأن تُلهمنا أن نستلهم ممن سبقونا مثل المونسنيور توفيق وغيره الأمور الجميلة القوّية الممتلئة بهاءً ونأخذها، وأن تعطينا جميعنا العزاء المسيحي في هذا المعنى".
وبعد القداس، كان لقاءٌ أخويّ تخلّلته المحطات التالية:
كارلوس معوّض
كلمة ترحيب من الأمين العام لمكتب راعوية الشبيبة البطريركيّ، السيّد كارلوس معوّض، رحّب فيها بجميع الحاضرين من فعاليات وشخصيات رسمية وأصدقاء وشدّد على فكرة أن أبونا توفيق كان شاهدًا أمام الشبيبة وشهيدًا بحبّهم، بتفانيه في العمل الذي لم يعرف الكلل ولا الملل من أجلهم مُستنذفًا كامل طاقته لما فيه خيرهم وفرحهم. وختم قائلاً: هنيئًا لأبونا توفيق إكليل الشهادة مع الإخوة المسابكيين عشية إعلان قداستهم، هم الذين عاشوا في حياتهم الصدق والنقاء والخدمة والإيمان حتّى الاستشهاد. وهكذا كان أبونا توفيق على مثالهم، فقد خدم الشبيبة حتّى بذل الذات، حتّى الموت.
الأب د. نعمة صليبا
شهادة للأب د. نعمة صليبا، خادم رعية مار بطرس وبولس للروم الأرثوذكس ومعاون لكاهن رعيّة القيامة في مار تقلا في الحازمية، عضو في حركة الشبيبة الأرثوذكسية منذ صغره، دكتور في العلاقات الإسلامية المسيحية، وأستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف في بيروت. كان قد تعرّف على أبونا توفيق ضمن العمل المسكوني الكنسيّ، فخطط ونفّذ معه مشاريع كثيرة كبيرة وصغيرة جمعت الشبيبة المارونية بالشبيبة الأرثوذكسية. وقد قال في شهادته: "معًا نقدّم شهادةً أقوى في العالم اليوم.. بدايةً نقدّم وردة لأبونا توفيق عربون شكر عربون محبّة. المايسترو أبونا توفيق، ترك لنا زيتونة في الحازمية كنا قد زرعناها معًا في إحدى اللقاءات بين الشبيبة الأرثوذكسية والشبيبة المارونية أمام كنيسة القيامة الأرثوذكسية وكنيسة مارت تقلا المارونية. وكلّما مررتُ من هناك ورأيت هذه الشجرة أتكلّم مع أبونا توفيق، وأفتقده.. أفتقد لأبونا توفيق، للمايسترو، الذي استطاع أن يُقدِّم تحفةً فنيّة كبيرة جدًا في عالمنا وفي تاريخنا المسيحي المعاصر وهو لقاء جماعة تايزيه المسكونية في لبنان.. كنت مسؤولاً عن العمل المسكوني في حركة الشبيبة الأرثوذكسية في الأمانة العامة ومندوب الكنيسة الأرثوذكسية في اللقاء. وكنا نلتقى في اجتماعٍ دوريّ أسبوعي للتخطيط لهذا اللقاء الكبير. وبدأت أتعرّف رويدًا رويدًا على شخصية أبونا توفيق وأعرف المدى وأتعلّم منه أمورًا كثيرة.
أفتخر أن أقول أنّي تعلّمت منه أمورًا كثيرة. هو مايسترو في لقاءٍ كبيرٍ جدًا يضمّ فيه كلّ العائلات المسيحية حيث حرص على أن تكون كلّ عائلة مسيحية موجودة وظاهر وجودها، وليس كلنا "أشّي لَفّي مسيحيّيه"، وهذا الأمر عظيم جدًا، ولكننا أيضًا كنا معًا نقدّم شهادةً لمجتمعنا الذي هو بحاجة إلى صوتنا الصارخ اليوم، صوتنا الصارخ الذي هو أقوى من صوت القنابل التي تتساقط. شهادتنا للمحبّة والأخوّة أقوى. وأسّس أبونا توفيق لهذا الزمن الصعب الذي نعيشه اليوم لجنةً تعرف بعضها البعض ولديها ثقة في التعامل مع بعضها البعض وهي قادرة أن تُنفّذ وتُخطّط للقاءات كبرى على مستوى شهادتنا المسيحية في الشرق. أبونا توفيق، كثير من الأمور المفرحة والمضحة جمعتنا معًا، فقد كان صاحب نكتة. لكن تعلّمت منه أمرًا بسيطًا عمليًا وهو أنّه كان كلّما أتى إلى اللقاء يُحضر معه ضيافة هو! وعادةً عندما تدعو كاهنًا إلى لقاء ما يأتي وحده بلا شيء وينتظر الضيافة.
أمّا أبونا توفيق، فكان يحرص أن يشكر الناس الذين دعوه من خلال إحضار الضيافة معه، وهذا الأمر أثّر فييّ كثيرًا شخصيًا، وهو أن يكون الكاهن لديه انتباه ووعي لهذه الدرجة إلى كلّ الأطراف وكلّ الأشخاص الذين يلتقي بهم. وكيف يستطيع أن يعمل معهم ويُظهِّر عملاً جميلاً جدًا. لقد ترك لنا أبونا توفيق زيتونة في الحازمية، وأنتم تعرفون معانيها في إيماننا، ولكننا بحاجة لنفعّل هذه الزيتونة أكثر اليوم. ونحن بحاجة للمونسنيور توفيق القائد اليوم أكثر. نحن لا نتذكّر فقط مآثره، فالقائد الحقيقي نتعلّم من تصرّفاته ومن حكمته في الزمن الذي لا يكون موجودًا فيه بشكلٍ مباشر، كيف يمكننا أن نسلك وكيف يمكننا أن نعيش لنقدّم شهادة للرّبّ أفضل. أمور كثيرة جمعتنا، وستبقى تجمعنا. وسيبقى أبونا توفيق حاضرًا في صلاتي الشخصية وأتمنى وأنا أكيد أنّني أيضًا حاضر في صلاته حيث هو. الصلاة جمعتنا، وحبّ الكنيسة جمعنا، وحبّ الشهادة للرّبّ في مجتمعنا جمعنا. هناك أمور كثيرة يمكننا القيام بها ومسؤوليّته علينا كبيرة جدًا وأمله فينا كبير جدًا أن نبقى مستمرين في هذه الرسالة، ونستطيع في كلّ فرصة لنا، واليوم نحن أمام فرصة لا تتعوّض لنتمكّن من إظهار كم أنّ العنصر المسيحي هو عنصرٌ مُغيِّر للتاريخ ومُغيِّر للأحزان ومُغيِّر للواقع. لقد ترك لنا أبونا توفيق مدرسةً في التعاطي مع بعضنا البعض.. وهو مدرسة. يبقى علينا أن نكون تلامذة مجتهدين ونعمل من جديد أكثر مع بعضنا البعض ونُفعِّل حضورنا أكثر فأكثر. أمين"
الشماس غارين يوصولكانيان
ومن ثمّ كانت شهادة للشماس غارين يوصولكانيان من الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، الذي رافق أبونا توفيق في عمله الدؤوب كعضو من أعضاء اللجان التحضيرية للقاء المسكوني العالمي للشباب، الذي نُظِّم في آذار 2019، في واجهة بيروت البحرية، قال فيها: "كنت أُخطِئ التمييز بين أبونا نعمة وأبونا توفيق، لأنّني لم أكن أحفظ الوجوه. وكلمة "توفيق" مكوّنت من ستة حروف. كلما كنت أراه أو أرى أبونا نعمة، كنت أقول لنفسي "هوّي أو مش هوّي؟". أُلقي التحية على الإثنين معًا وأمشي. وعندما يقولون "توفيق"، انظر بسرعة لأرى أي واحدٍ منهما هو! هكذا بدأت العلاقة مع "توفيق". كنت مسؤولاً عن الطلاب المسيحيين في الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة،
وكان أعضاء Bkerke Jeune –مكتب راعوية الشبيبة – بكركي – من أفعل الأشخاص في هذه اللجنة، ومن ثمّ تمّ انتخابي رئيسًا. وفي يوم من الأيام، جاء إليّ أبونا توفيق وقال لي: غارين هل تحلم؟ فقلت له: بماذا أحلم؟ فأجابني: هل تحلم بألفين شخص على البحر!؟ سنحلم مع بعضنا البعض.. في الأيام المسكونية العالمية للشباب مع كلّ الشبيبة المتواجدين في لبنان والتي سنعمل "TOUS" كلّنا معًا لتحقيقها. أجبته: حسنًا! ولكن هذا الأمر يحتاج إلى جهدٍ كبير. فأجابني: بل يحتاج إلى صلاة. فلنُصلِّ. اذهب واخبر من تعرفهم وليأتوا معك. لقد اجتمعنا من نقطة الصفر. وقد قال لي في أول إجتماع لنا: "يا لعظمة هذا الحدث الذي سيتمّ!" فقلت له: نعم سيحدث “TOUF”. فسألني: ماذا يعني ذلك؟ فأجبته: في اللغة الأرمنية تعني حجر مهم يُبنى عليه كلّ بيت أرمني. فقال لي: يومًا ما سأخبرك بالسرّ إن كنت أعرف اللغة الأرمنية أم لا. فذهبت بعدها وأخبرت في كنيستي كل من رئيس الشمامسة كريكور المايسترو الحاضر معنا اليوم والأب هيرنت الذي يرسل التحية من أميركا لجميع الحضور، وأخبرتهما أنّ أبونا توفيق يريد أن يعمل "TOUF"، يريد أن يصنع بيتًا من كلّ الشبيبة في لبنان. فقالا لي: لنذهب ونطوف معه. إلى أين سنطوف؟.. كان يتصلّ بي في كلّ مرّة ويسألني: أين تطوافك اليوم؟ لأنّني مهندسٌ زراعي، وكنت أذهب من البقاع وأنام في عكار وأتعشّى في الجنوب..
فكان يسألني: أين أصبحت في تطوافك اليوم؟ لدينا اجتماع الليلة ونريد أن نطوف كلنا مع بعضنا البعض. فأجيبه أنا قادم.. وهكذا يُحادثني طول الطريق حتّى نصل إلى الاجتماع، ونكمل اجتماعنا معًا. إنّه الاجتماع الذي تحدّث عنه أبونا نعمة. وكان أبونا هيرنت يقول: توفي "TOUFI" اتصل بي. أسأله مَن؟ فيقول لي: توفي "TOUFI". لم يكن يلفظ حرف الـ ق C. فكنت أقول له: صحيح، تو في “TOUS – FI” أي أنّ كل شيء موجود. فكلما كنا عند أبونا توفيق كان يقول لنا أن كل شيء موجود. ماذا تريدون؟ أتريدون أن تأكلوا؟ أتريدون أن نذهب ونجيء..؟ كل شيء موجود والضيافة موجودة. وهذا كله نابعٌ من أُمّ توفيق التي علّمت أبناءها، على مثال مار سركيس وباخوس، أن يَحيوا في جهاد ويسيروا.. ربما لم يختر أبونا توفيق هذا الدير بالصدفة، بل ليُحقِّق فيه التنمية البشرية حتّى نصل كلّنا معًا إلى التوفيق الذي أراده، بالاسم الذي أسمته به أُمّه. هذه خبرتي الصغيرة. هناك الكثير والكثير من الكلام لأقوله عن "توفيق". فــ "توفيق" مدرسة. "توفيق" عرّاب للعمل المسكوني، لا بل هو عرّاب للشبيبة اللبنانية. نحن اليوم نتعلّم من هذا الأستاذ الكبير ونأخذ على عاتقنا قائلين لكلّ من يسمعنا الآن أن يكون سببًا لتوفيق لبنان".
فيلمٍ وثائقي
النائب نعمة افرام
بعد ذلك، تمّ عرض فيلمٍ وثائقي عن المونسنيور توفيق بعنوان "صفحة وانفتحت". تلته كلمة النائب الصديق نعمة افرام التي جاء فيها: "لم أكن أرغب في أن أكون هنا اليوم واقفًا أتحدّث عن أبونا توفيق بل أتحدّث معه عن مشاريعه. لكن لفتتني هذه "الجَمعَة" الحلوة، فيها روح أبونا توفيق بالفعل. لقد قال أبونا جورج كلمةً جميلة جدًا: التذكار هو نوعٌ من اللقاء. وحقيقةً شعرت بذلك اليوم. شعرت اليوم أنّه عندما نتذكّر نلتقي. وقد رأيت اليوم أيضًا في هذا اللقاء، أبونا توفيق بطريقةٍ لم أنتبه لها من قبل حقيقةً، فلربما وجود الصورتين (أي صورة القديسة تريز الطفل يسوع وصورة أبونا توفيق على طرفي المذبح) قبالة بعضهما، هو والقديسة تريزا، جعلني أرى الشبه الكبير بينهما. هل ترونا هذا الوجه، وهذه البسمة، وهذا الفرح على وجهَيهما، الفرح العميق النابع من سلام، وكأنّهما يريان سرًّا، ما لا نعرفه نحن جيّدًا. تشعرون به فيه عيونهم. هناك أمرٌ يعرفونه، نحن لا نعرفه. وهذا سبب وجود ثقة كبيرة في أعماقهما، وفرح كبير جدًا. وقد يكون هذان الأمران اللذان برزا أكثر في حياة أبونا توفيق. رأيت فيه القائد الخادم، لأنّ لديه قيادة قويّة جدًا، بِنَفَسِ يسوع الخادم، المُنظِّم، المُدبِّر، المُخطِّط الذي يمتلك في داخله طاقةً إيجابية كبيرة و"دينامو". ولكن هناك أمرٌ آخر، هناك أمرٌ يُماثل ما قاله يسوع لمار بطرس: كنت صياد سمك وستصبح صياد بشر. لقد قام أبونا توفيق بهذه القفزة. لم يعُد صيّاد سمك. لقد كان في البداية صياد سمك، لكنّه أصبح صياد بشر. وهذه القوّة الكامنة فيه كانت كبيرة للغاية. وهذا ما كان بمثابة نعمة لنا في الكنيسة المارونية. وهذا ما جعلنا نرى أنّه بعد أن رحل، ترك بناءً بالروح، إذ زرع بالروح، فما زرعه استمر ولم ينطفِئْ. "يعطيك الرَّبّ العافية" أبونا جورج وكلّ الإخوان وأخانا ماجد وكلّ شخص لا زال حاملاً هذا المشروع. لأنّه بالفعل مشروع فيه روح الله وهو يكبر وينمو والبذرة تكبر وتنمو. إنّ آخر ما أودّ قوله عن أبونا توفيق، هو أنّني لا أعرف لماذا أنا، لا أعرف إذا حدث الأمر أيضًا لماجد، صالحني مع الموت أكثر فأكثر. لا أعرف إذا شعرتم بذلك، بخاصة أنتم، لأنّني أرى فرحًا على وجوهكم، لا يوجد "زعل"، وأنا أيضًا. وهذا "الأمر كبير جدًا"، فعلى قدر ما كانت روحانيته متميّزة special، جعلنا نفرح حتّى في الموت، ونرى الموت مرحلةً من مراحل الحياة المستمرة. وهذا الأمر مهم للغاية. عندما نصل لهذا المكان.. نشكره.. ونرى أنّ عمل الله في لبنان مستمر مع هؤلاء القديسين الذين يُعلَنون والأشخاص الذين لا يزالون يسيرون مثل أبونا توفيق.. هم مشاريع قدّيسين.. والمسيرة مستمرة. وشكرًا"
الإعلامي ماجد بوهدير
وبعد ذلك كانت كلمة العائلة مع أخ المونسنيور توفيق، الإعلامي ماجد بوهدير، رئيس جمعية شباب الرجاء، جاء فيها: "ليس هناك أجمل من هذا الوقت. لقد مهّدت لي كثيرًا أستاذ نعمة بمداخلتك القيّمة. وأعرف أنّها من القلب، لأنّك كنت شاهدًا ومرافقًا لأبونا توفيق، وخاصةً في هذا المكان بالذات، دير مار سركيس وباخوس البطريركيّ في ريفون. هذا مقرٌّ بطريركيٌّ تاريخي. في ريفون عام 2019، عندما دشّنتم هذا المكان، مركز التنمية البشرية والتمكين، الذي حقّق من خلاله أبونا توفيق حلم غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكليّ الطوبى،
المُتّحد معنا في هذا الوقت ونحن مُتّحدين معه في حاضرة الفاتيكان، عشيّة تقديس الشهداء المسابكيين الثلاثة. أعلم "ريّس" ايلي صفير، رئيس هذه البلدية، كم أنّ ريفون العزيزة في قلبك، وكم أنّه كان هناك شعلة إشعاع، وهذا ما طلبه غبطة البطريرك من أبونا توفيق، أن يكون هذا المركز، مركز إشعاع لتظهير أمومة الكنيسة وأبوّتها. واليوم، أبونا جورج يَرَق، رئيس هذا الدير، دير مار سركيس وباخوس، وهذا المركز، والمشرف العام على مكتب راعويّة الشبيبة Bkerkejeune، يتابعون هذه المسيرة، ونحن نفتخر كثيرًا ومطمئنّين كثيرًا أنّ هذه المسيرة مستمرة. وفكرة الموت، المصالحة مع الموت التي قلتها أستاذ نعمة، مع أبونا توفيق الذي منذ 3 سنوات كأنّه بالأمس، مرّت وكأنّ ما حدث قد حدث بالأمس،
فسنوات الأرض دقائق في عيني الله. هذا المثال الذي أعطانا إياه "توفيق"، وهو أنّ كنزنا يجب أن نكنزه في السما وليس في الأرض، وأنّ الحياة غفلة. وقد قلتَ يا شماس غارين أنّ "توفيق" ثلاثة في واحد، وأنا أريد أن أقول لك على الفور نعم "يَس YES" هو ثلاثة في واحد. ولكن أود أن أقول لك ولكل الحاضرين والذين يُتابعوننا أنّ السنة الثلاثة كانت ثابتة،"التالتي ثابتي" مع "توفيق". من خلالها، تمكَّننا، لأنّ الدير هو للتمكين، ونمينا بالحقيقة، ووثقنا فيها، وثقنا بأنّ هذه الحقيقة هي "أنّه هو حيّ".
وقد استشهدْتُ بالقديسة تريز بهذه العلامة، فقد علّمنا "توفيق" أن نقرأ العلامات. والعلامة كانت التاريخ، 19 تشرين الأول 2021، تاريخ بداية رسالته مع تريز عام 1997. هناك ثلاث علامة، كل مسيرة "توفيق" هي أن نقرأ العلامات، ونحن في بعض الأوقات نُهمل ذلك سهوًا ولا ننتبه. ولكن هناك ثلاث علامات قويّة جدًا، تجعلنا نتنبّه إلى ما يحدث، وهو أنّنا لست لوحدنا. بدايةً نحن أخذنا عنوانًا لهذا اللقاء وهو "إيماني ساطع". لبنان. لقد شهد لبنان من آب إلى الآن ثلاث علامات قويّة جدًا: أول علامة، تطويب البطريرك الدويهي في بكركي. والعلامة الثانية، حفل استقبال جثمان المكرّم الكاردينال أغاجانيان في وسط بيروت. والعلامة الثالثة، تقديس الشهداء المسابكيين الثلاثة في حاضرة الفاتيكان غدًا. وبما أنّ تاريخ ذكرى "توفيق" الثالثة يصادف في 19 تشرين الأول، تسألنا مع أبونا جورج عن موعد هذا التاريخ، فاطلعنا على الروزنامة بسرعة ووجدنا أنّه يُصادف يوم سبت، وذلك كي نتمكّن من القيامة بهذا الاحتفالية بأكثر قدر ممكن من الاستقطاب. والأب ميشال عبود يعلم جيدًا جدًا أنّ هذه المرافقة بالعلامات مع "توفيق" خلال كل هذه المسيرة معًا غالبًا ما لا وجود للصدفة فيها. وتأتي هذه العلامات لتجعلنا نتشدَّد. كان هناك دائمًا شعار ليسوع فرح الذين أُحييهم من قلبي كثيرًا من خلال جوقتهم اليوم.
كان هناك عنوان للقاء تشدَّد، وهو "شدِّدوا الركب الواهنة ولا تخافوا". وإيماننا ساطع، مثل ماذا؟ مثل النجمة. لقد قلت يا أخانا كازيمير، رئيس جمعية فينيسيا للقديس شربل البولندية، أنّ "توفيق" هو نجمة مُضيئة في السماء. ليقول لنا أن كلّ واحدٍ منا يجب أن يكون نجمةً ساطعة حيثما كان. وسنكمل معًا هذا "المشوار" مع كل النجوم التي أسّسها "توفيق". إن كان مع يسوع فرحي، إن كان مع Bkerkejeune نُحييهم جميعًا، وجمعية شباب الرجاء Youth of Hope، وجمعية فينيسيا للقديس شربل البولندية، وكل الأُطُر التي كان يرافقها "توفيق" والبُعد المسكوني اليوم. أبونا نعمة صليبا أشكرك جدًا على شهادتك. اسم على مُسمّى.
من خلال هذه النعمة نحمل كلّنا الصليب بهذا الفرح وأخينا غارين وكل إخوتنا من كل الطوائف المسكونية. وهذا "توفيق" كان شخصًا جامعًا للكلّ. فنحن اليوم أمانتنا أن نكمل. وأشكر من القلب كل الذين شاركونا في هذا اللقاء فردًا فردًا. أستاذ أنطوان سيف، أشكر محبّتك ومرافقتك، أستاذ ميشال الهاشم أيضًا، وكلّ الأشخاص وكل الشبيبة الذين يتابعوننا الآن. وأيضًا، كل النجوم التي سمح لها "توفيق" أن تكمل المشوار وأطلقها. وأخصّ بالشكر مشروع يا عيني ع البلدي وع بلدي الذي أسّسه "توفيق" بفكره الاستراتيجي عندما قرر القيام به وأعدَّه حتّى آخر نفس،
فقد كان مؤتمنًا أن يخيط هذا المشروع ولكنه أسلم الروح في هذا الدير، وهنا أُحيي بولس الذي يمثّل هذه المشروع. وقال أنّه من خلال هذا المشروع ومن خلال كل المشاريع نؤمِّن ونُظهِّر أمومة الكنيسة وأبوّتها بهدف تثبيت الشبيبة والناس في أرضهم. وهذا ما يفعله يا عيني ع البلدي. وخلال مشروع أرضك كنزك مع غبطة أبينا البطريرك، من خلال هذا الفكر الاستراتيجي لنتثبّت في أرضنا ونكمل "المشوار". وهذا ما حصل، أخي غارين هو مثال وأبونا نعمة وأبونا جورج وأبونا ميشال وأبونا مارك أيضًا، ليكونوا مثال لنا ليس فقط حتى نفنخر فيهم كل سنة بل لنتذكّر كل سنة، لأنّ "توفيق" لم يكن ينسى أحدًا، كما قلتم، لنتذكّر أن "المشوار" هو من خلال هذه البصمات التي نتركها ونكملها، بماذا؟ بوحدة.
هذه الوحدة هي أمانتنا كلنا معًا وهي أن نكون أبناء الله الواحد في كل الطوائف، ونكون الشهود، كانوا هم الشهداء الإخوة المسابكيين، نحن يجب أن نكون شهودًا لهذه الكلمة. ولا نخاف، على رأس السطح، أن نفتخر بها. لماذا؟ لأنّ السما دائمًا مفتوحة ومرافِقة، وتأتي هذه العلامات لتؤكّد لنا أنّنا لسنا لوحدنا. وستكون البركة لوطننا مهما اشتدّت العواصف. هذه العلامات ستجعلنا نطمئن أن وطن الرسالة، كما قلت يا كازيمير، ابن بولونيا، مسقط رأس البابا القديس يوحنا بولس الثاني البولوني، ستبقى وسيبقى هذا البلد منارةً، وهو البلد الأحب على قلب "توفيق" وعلى قلوبنا كلّنا، سيبقى منارةً نفتخر بها، وأن هذا الوطن سيُكمل، وكل يوم سنُصلّي لأجله ليس فقط من سنة لسنة. أشكركم من كل قلبي باسم العائلة، باسم أمي أم توفيق وأخي باسم، والعائلة أجمع على تحضيركم لهذا اللقاء، ومعًا نكمل "المشوار".
الأستاذ الياس القصيفي
وأخيرًا، كانت كلمة الشكر مع نائب الأمين العام لمكتب راعويّة الشبيبة البطريركيّ، الأستاذ الياس القصيفي، شكر فيها الجميع دون استثناء. وأعرب عن شكر العائلات الثلاث وحبّهم لأبونا توفيق الذي أسّسهم من فيض محبّته للرَّبّ، وزرع فيهم من هذه المحبّة رؤية راعوية رسولية، مع وعدٍ بإكمال المسيرة والسهر على الرسالة التي أتُمنوا عليها.. فبالشكر تدوم النعم كما كان يقول أبونا توفيق. وفي الختام، بعد التقاط الصورة التذكاريّة، تشارك الجميع لقمة محبّة.
الصورة التذكارية الختامية
Comments