الاب الدكتور نبيل مونس *
في هذا الوقتِ القاسيّ، من عمقِ الجحيمِ الذي وقعْنا فيه، على غفلةٍ منَ الزّمن، وبسببِ لعبةٍ انتصرَ فيها الشرُّ والخداعُ، ألجأ إلى الأصيل. ليسَ لنا منْ منقذٍ ولم يكنْ لنا منْ نبْضٍ إلّا في كَيانِنا اللبنانيِّ المصنوع منَ "البطولةِ والقداسةِ"، كما علّمنا إيّاها الأبُ يوسف مونّس البروفسور الرّاهبُ السّاهرُ المعلّمُ المنوِّرُ والثائرُ على المخادِع الأكبرِ في العقولِ، في الأوطانِ وفي العلومِ، وكما عاشها ناسكُ القصرِ الجمهوريِّ، المتوحِّدُ الصَّامدُ في جوهر الكَيان اللبنانيّ، الرَّئيسُ إلياس سركيس.
إنّهما من ذوي القربى ومن أبناءِ بلدة الشبانيّة اللبنانية، القريةِ الجبليّةِ السياديّةِ الأميريّةِ من الإمارةِ اللمعيّةِ.
المشكلةُ في الشخصيّةِ اللبنانيّةِ هي أن يتغلّبَ الإلهيُّ على الإنسانيِّ وينحرفَ، أو يُخضعَ الإلهيُّ بالأرضيِّ والتشريعيّ الثيوقراطي. فلا ننخدعنَّ من جديد، أيًا تكن نهاياتُ هذه الحربُ. أقولها بالفمِ الملآنِ والبساطةِ المتواضعة: لن يتنصرَ في لبنان أو في العالمِ كلِّه إلّا الحبُّ الألهيُّ.
هل للحبِّ قوَّة أو جيوشٌ. أقولُها صريحةً للحبِّ قوَّة لا تُنزع. للحبِّ قلوبٌ. للحبِّ إلهٌ انتصرَ على الموتِ من دونِ جنودٍ. وليس من غيرِه إلهٌ للحبّ والمحبّة. انتصرَ على كلّ قادة الحروبِ أو آلهةِ الحربِ في التاريخِ أو ما قبلَ التاريخِ ونشوءِ الأمم. إنّه يسوعُ ومُلكُه ليس من هذا العالمِ. خلاصُ لبنان يتحقَّق الآن في داخلِكم. شرِّعوا أبوابَكم للمحبَّة. آمنوا بقوّةِ الحبِ التي تشتعلُ في إرادِتكم.
قاوموا بالحقِّ، طالبوا بالعدلِ، اتَّحدوا بالعقلِ والمساواةِ وبالمحبة. تخلُّوا عنِ العنفِ، عندئذٍ لا تخافوا، لأنَّ المحبةَ تولِّدُ المحبّة.
الله محبةٌ، وخلقنا من محبتِه، ونفخَ في الإنسانِ روحَ الحبّ. المحبّة لا تسقُط أبدًا.
محبّةُ الوطنِ، ومحبّة الإنسان والاستقلال، لن تسقط.
تلاقَوا في محبّة الله والإنسان والحياة.
* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية، ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان
Comments