الاب الدكتور نبيل مونس *
من الصعبِ علينا في الواقع أَلَّا نُحدِّدَ النصرَ الإلهيَّ إِلَّا بالحبِّ الإلهيّ.
فقد وصلَ البابا فرنسيس، على ما أعتقد، إلى عمقِ ما كان يتوخّاه يومَ قال عند انتخابه إنّه يُريدُ "تغييرَ العالمِ". إنّه أرسى لنا أخيرًا خريطةَ الطّريقِ. لا بل أعلن بقوّةٍ أنَّ الطريقَ الوحيدَ لتغييرِ العالمِ بدأ مع "قلبِ يسوعَ ". هو الوحيدُ الذي أحبَّ العالمَ حتّى أنّه بذلَ ذاتَه من أجلِ خلاصِه. وحدَهُ، طُعن قلبُه بحربةٍ، فخرجَ منهُ دمٌ وماءٌ ليغسُلَ البشريّةَ كلَّها من لعنةِ الموتِ والخطيئةِ. يسوعُ قالَ بكلِ حقٍ ومعرفةٍ وإرادةٍ، إنَّه "الطريقُ والحقّ والحياة ".
أظهرَ ذلك بقوّتِه الذّاتيّةِ، بقوّةِ حبِّهِ الإلهيّ، قامَ منَ الموتِ وحرّرنا منَ العبوديّةِ، لم يفعلْ ذلك بالخيالِ بل بالمحبّةِ بل بالصفاء الكليّ والفداء. وهذا لا يُمكن فعلُه إلّا بحالتيْن، الأولى أن يكون هو الله المتجسّدُ، والثانية هو ابنُ اللهِ المسيحِ مخلِّص البشريّة.
حقًا، هو ملكُ الملوكِ في الحياةِ والمماتِ.
أحبَّنا فخلّصنا. أحبَّنا حبًّا إلهيًّا فاصطفانا للحياةِ الأبديّةِ. وهذا يعني، من معانٍ كثيرةٍ، أنّنا أُعددْنا بالنعمةِ، للحبّ الذي لا يموتُ ولا يذبُل ولا ينقطعُ. إنّنا دُعينا لنُشاركَ في نصرِ الحبِّ الإلهيّ.
أيّها الأخُ القارئُ، أناشِدك أن تدخلَ في قراءةٍ جديدةٍ للعالمِ الجديدِ. القلبُ الإلهيُّ يشدُّ في العالمِ نحو الخلاصِ. اقتربوا من نورِه. تحلّقوا حولَ نارِه. فلا ننخدِعْ وننحرفْ إلى حروبٍ ودماء. اختاروا أن تكونوا من أبناء النّور والحبّ الإلهيّ الأبديّ.
* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية، ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان
Comments