bah حول برنامج من سيربح المليون - حلم ربح المليون ليس ورديًّا...!! - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

حول برنامج من سيربح المليون - حلم ربح المليون ليس ورديًّا...!!

12/03/2024 - 12:31 PM

بيروت

 

 

بقلم: مارون سامي عزّام

 

الأجور التي يتقاضاها نجوم الصّف الأوّل السّوريين على الأدوار التي يمثّلونها في أعمال الدّراما السّوريّة المُنتَجَة بتمويل سوري خام، تُعتبر زهيدة، لا تمنحهم عيشًا كريمًا، قياسًا بالأجور الباهظة التي يتقاضونها على مشاركتهم في الأعمال العربيّة المشتركة، خارج وطنهم، لذلك يجدون في هذه الشركات شبكة أمان كبيرة، وبالأخص في دولة الإمارات العربية المتحدة، الحاضنة لبعض الممثلين السّوريين، فلذلك الإغراء المادي كان دافعًا لقبول النجم السّوري قُصيّ الخولي تقديم برنامج "من سير بح المليون" على قناة دُبيّ.

سيرة هذا البرنامج الترفيهي الثّقافي معروفة عالميًّا، التي أطلقته قناة بي بي سي البريطانيّة عام 1998، واشترت حقوقه شبكة إم بي سي السعوديَّة، لتُقدِّم نسخته العربية، من تقديم الإعلامي الكبير اللامع جورج قرداحي في أواخر عام 2000، الذي كان يعمل مديرًا لإذاعة إم بي سي إف إم، من هنا انطلقت شهرته عربيًّا، بفضل شخصيَّته وحضوره اللافتَين، وسخاء القناة في تقديم الجوائز الماليّة، إلى أن توقّف عرض البرنامج بأمر سعودي سياسي، بسبب موقف جورج قرداحي الدّاعم لسوريّا، مع بداية أحداث عام 2011.

منذ تخلّي مجموعة إم بي سي عن البرنامج، بدأت رحلة تنقله من قناة لأخرى، وعند وصوله لقناة "الحياة" المصريّة، بدأت الإدارة تُصعِّب الأسئلة على المتسابقين المصريين منذ بداية المسابقة، إلى أن أعلنوا انسحابهم منها باكرًا، لصعوبة الإجابة عليها في المراحل الأولى، لقد كانت ميزانيّة الجوائز المخصّصة للبرنامج محدودة، ممّا جعل القناة توقف إنتاجه، وفسخت عقدها مع جورج قرداحي، مع العلم أن هذا البرنامج يعتمد على الاستثمار فيه ماليًّا، وعدم التباخل، لضمان نجاحه.

لقد استمرّ هذا الأسلوب التعجيزي في خيارات الإجابة على السّؤال مع النسخة الحاليّة التي تقدّمها قناة دُبيّ، فهناك تغييرات في بعض وسائل المساعدة، مثل وسيلة "الاتصال بصديق"، ووسيلة "طلب مساعدة الجمهور"، لذا استبدلتهما "بطلب المساعدة من صديقه" المرافق له، ووسيلة "الاستعانة بمقدِّم البرنامج"، التي حجَّمَت ثقافة قصي المحصورة بمجال اختصاصه الدّراميّ والتمثيلي، بينما نجد جورج قرداحي يمتلكُ مخزونًا معلوماتيًّا واسعًا جدًّا، بحُكم عمله الصحفي الجامع، على مدار 50 عامًا وأكثر.

لم يُقنع قصي أبدًا جمهور المشاهدين بتقديمه المتشنِّج والمصطنع، بل أبدى ضعفًا واضحًا، لم يبنِ ثقة مع الضيف لطمأنته، من أجل تخفيف حدّة توتّره، لا يمتلك قدرة تشكيك المتسابق بمعلوماته، ليجعله يفكِّر مُجدّدًا بإجابته. قال في أول حلقة أن لديه خبرة الوقوف أمام الكاميرا، لكنه نسي أن تقنية تصوير الدراما، ترتكز إلى كاميرا دائمة التحرُّك، بينما في التلفزيون يقف أمام كاميرا ثابتة، من المفروض أن تتقبَّله، إلّا أنها لم تكن كذلك. مكياج قصي لم يكن ملائمًا لملامحه، تسريحته مشدودة جدًّا، ظهر كأنّه قادم من عالم آخر.

تمّ تصوير البرنامج في تركيّا، التي غدت مهد الإنتاجات العربيَّة، لأن كلفة الإنتاج رخيصة... الحضور كان من الجمهور التركي، الذي كانت وظيفته التصفيق لا غير، يعني "مستمع كريم"، يصدُق فيه المثل القائل "متل الأطرش في الزّفِّة"!!، فمن هذا المنطلق استغنت قناة دبيّ عن وسيلة الاستعانة بالجمهور، لأنها ستضطر إلى تمويل سفريّات وإقامات الجمهور الإماراتي.

يمكن القول أن الجمهور كان ديكورًا تفاعُليًّا "هامًّا"، والإضاءة لم تُظهِر وجهه في كثير من الأحيان!! أجواء الاستوديو المتّبعة لم تختلف عن المواسم السّابقة التي عُرضَت عربيًّا، لأنّها ما زالت مكوِّنًا رئيسيًّا في إضفاء جوٍّ ممتعٍ... موسيقى البرنامج ما زالت حاضرة بقوّة، لأنها جزءٌ من اللعبة، تساهم في شد أعصاب كل من المشاهد والمتسابق، إنّما تَعامُل الجهة المنتجة مع البرنامج هو الذي اختلف، فإنها للأسف لا تعتبره إثراءً معرفيًّا للمشاهد العربي، بل تقيس أهميَّته من خلال حجم مردوده الرّبحي، ممّا يؤكِّد أن عالم الترفيه في العالم العربي، قائمًا فقط على برامج المواهب الغنائيَّة السّخيفة... قائمًا على الاستهزاء بالمواهب خلال المرحلة التجريبيّة!!

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment