الاب الدكتور نبيل مونس *
في زمنِ يسوع، تكاثرتِ الرِّواياتُ المسمّاةُ رؤيويَّةً، إنّها رواياتٌ كُتبتْ في زمنِ المقاومةِ، هكذا شُرِحتْ كلمةُ رؤيا في قاموسِ كلماتٍ منَ الكتابِ المقدَّسِ.
فَليسمعِ القريبُ والبعيدُ، بأيِّ لغةٍ يُمكنُ أنْ أُوصِلَ هذا الكلامَ إلى العقولِ، إلى التفكيرِ، إلى القلوبِ المتعطِّشةِ إلى الحقّ، إلى العدلِ والحرّيّةِ.
في زمنِ يسوع وقبلَهُ وبعدَهُ، كلُّ الأنبياءِ وكتُبُهُمُ الرّؤيويّةُ تُبشِّرُ بمجيءِ الرّبِ القريبِ، إنّ كتابَ دانيال الذي تألّفَ في نصفِ القرنِ الثّاني، يُعتَبرُ أبًا لهذا الأدبِ النبويِّ المُنادِي المُنْذرِ بالأبواقِ السّماويّةِ أنّ المسيحَ آتٍ وسيضعُ حدًا للاضطهاداتِ.
فيَا أهلي وأبناءَ وطني وأصدقائي الذينَ يَقرأونَ اللغةَ العربيّةَ، آملُ في أن نسمعَ برهافةِ المايسترو اللّحنَ الخالدَ الذي ألّفه لنا الملائكةُ في سماءِ النّاصرةِ وردَّدتْه لنا جوقاتٌ منْ مختلفِ الأجيالِ ومنْ كلِّ الحضاراتِ واللغاتِ، للقلبِ الإلهيِّ الذي وُلدَ لنا في الطّفل يسوع، فلننظُرْ بعمقٍ ودقّةٍ في زمنِ يسوع.
هلِ انتهى التّاريخُ؟ أم أنّ يسوعَ الطفلَ الوديعَ حوّلَ التّاريخَ وأصبحَ هوَ التّاريخُ للشّعوب كلِّها. معَ الطفلِ المسيحِ، عبرتِ الإنسانيةُ في زمنِ المجيءِ إلى القلبِ الإلهيّ.
اسمحوا لي أن أستخدم هذه اللّغةَ المرمَّزةَ، لغةَ الحبِّ الإلهيّ الواقفِ يقرعُ بإلحاحٍ عند كلِّ قلب ِ إنسانٍ، الحاضرُ عند مداخل المدن كلّها. فلنسمع. فلنفتح له أبواب قلوبِنا.
"طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ."
(كتاب رؤيا يوحنا ١: ٣).
* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية، ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان
Comments