bah هنا يولد الإرهاب و هكذا تنشأ الحركات المتطرفة يا أنظمة العرب.. استيقظوا قبل فوات الأوان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

هنا يولد الإرهاب و هكذا تنشأ الحركات المتطرفة يا أنظمة العرب.. استيقظوا قبل فوات الأوان

12/13/2024 - 02:10 AM

Bt adv

 

 

بقلم: شربل نوح *

 

ماذا تغير في بلداننا عن أزمنة الثورات والقوميات التي تنتقدونها؟ الجميع يريد سلب حرية الشعوب مع فارق واحد أن تلك الأنظمة جوعت شعوبها إضافة الى القمع أم اليوم أنتم تحاولون إطعامها حتى التخمة لشراء سكوتها؟ هل هنالك استراتيجيات عربية حقاً أو كل ما يجري هو مجرد سياسات ارتجالية تقوم بالأساس على التنافس فيما بينكم و الناتج ربما عن عوامل و غيرة شخصية كما نسمع ونقرأ؟.

هل حقاً تعتقدون أن التطور والتقدم التكنولوجي والاقتصادي وحده يكفي لبناء منظومة متكاملة قادرة على مواكبة المستقبل والدخول الى عصر العولمة؟ هل حقاً الأنظمة العربية مقتنعة أن الربيع العربي كان مجرد مؤامرة فقط؟ هل حقاً هم مقتنعون أنهم سيتمكنون من بناء مستقبل ثابت ومزدهر بلا ديمقراطيات و بلا اعتراف أقله بالحقوق الأساسية للأفراد و المجموعات في بلدانهم؟

دعكم من هذا العدد الهائل من الصحافيين والإعلاميين المستفيدين من أموالكم و الذين يسمعونكم ما تريدون سماعه ويخترعون نظريات همايونية غبية متخطين واقع الشعوب و الأنظمة على السواء؟.

هل حقاً ستستمرون بتجاهل ما يحصل في سوريا كما تجاهلتم العراق و ليبيا و غيرها سابقا و هل حقا ستتركون سوريا تنفجر وتتشظى أكثر فقط لتثبيت نظريتكم بتخيير الشعوب بين الديكتاتورية و القمع أو التطرف والإرهاب؟.

ألم يجري أي نظام عربي نقداً ذاتياً؟ ألم يسألوا أنفسهم لماذا لجأت وتلجأ شعوبهم الى الحركات المتطرفة؟ هل هم مقتنعون حقاً بأن السبب هو الفقر والجوع فقط؟ لا.. هذه الشعوب لجأت الى الحركات المتطرفة وقبل أي شيء بسبب انعدام سبل التغيير أمامها وبسبب إقفال كل الأبواب بوجهها ما عدا أبواب السجون والمعتقلات!!

أما من عاقل في هذا العالم العربي يمتلك الجرأة على إعلان الحقائق كما هي والذهاب الى نقد حقيقي صريح و واضح لكل ما جرى و يجري علكم تنقذون بلدانكم و شعوبكم من جحيم آخر آتٍ لا محالة ان استمرت الأوضاع على حالها؟.

لا ليس بالاقتصاد والترفيه وحده تعيدون لشعوبكم نواقصها، الحرية والحياة الديمقراطية السليمة هي مطلب عند تلك الشعوب أيضاً وأهم بالنسبة لها من أي شيء آخر، احترام الكرامة الإنسانية وإقفال معتقلات التعذيب والقمع هو مطلب من مطالبها أيضاً، طموحها بممارسة أي تجربة ديمقراطية في بلدانها بدل محاولة الحصول على جنسية بلد آخر لفعل ذلك هو أحد طموحاتها المشروعة أيضاً.

يا أنظمة العرب وخاصة الأجيال الجديدة، لا تقنعوا أنفسكم بما هو غير واقعي و غير منطقي و لا تصدقوا المتملقين الكتر الذين حولكم من كتّاب و أصحاب رأي فهؤلاء مجموعات من الوضيعين المستفيدين ليس إلا و لا يهمهم سوى التصفيق لكم و تسويق ما تحبون سماعه لذا لن يقولوا لكم يوماً الحقائق كما هي.

نكتب هذا الكلام محبة بكم وليس كرهاً لا سمح الله، نكتب هذا الكلام خوفاً على الإنجازات الضخمة التي تحققت في بلدانكم في السنوات الأخيرة وبمجالات عديدة ولإعجابنا بها، نكتب هذا الكلام لتصحيح مسار الصعود علّ المستقبل يبنى على أسس متينة تمنع انهياره لاحقاً كما حصل في أمكنة كثيرة من هذا العالم.

تمعنوا جيداً بردود أفعال الشعب السوري وغيره من شعوب المنطقة بعد انهيار طغاتهم وفتح معتقلات تعذيبهم لتفهموا حقاً أين يولد الإرهاب ولماذا، علّنا جميعاً نتعظ.

* ناشر موقع صدى الارز

 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment