من خواطرى
بقلم منى حسن
من وأنا صغيرة وأنا مشدوده للأهرامات وأبو الهول والمعابد، ولما كنت بسأل عن تاريخنا القديم، كنت بسمع قصص بتخليني أعيش كأني عايشة معاهم، وأعتقد حبى للطبيعة والفلك جه من حبي لتاريخنا القديم، لما كبرت شوية وزرت المعابد وعيشت جوها شهور بحكم شغلى، ارتباطى زاد بها أكثر، وكان دايما عندي زي تساؤلات هي ليه الحضارة دي ماكملتش! ليه الحضارة دي اهلها متطوروش بيها! ليه ماستخدموهاش مع انها منقوشه على الجدار والبرديات والمخطوطات والألواح، كان دايما تساؤلات كتيره قوي بتمر بفكرى، وكل شوية كان بيطلع عالم باكتشافه بحاجة، بعلم ،بدواء ،ببحث او بتكنولوجي معين، من فين او منين، هو صحيح العقل البشرى له قدرته ولكن!
ودايما كنت بستغرب أن حضارتنا بكل مقاييس فكر البشر كانت حضارة متقدمة، وكانت بتخط كل كبيرة وصغيره بتمر بيها وبتعيشها حتى لو حبايه قمح بتطحنها، ودونت كل الأمراض بطريقة شفاها، طبعا وعلوم الفلك المتقدمه، لحد دلوقتي ساعات بيعجزوا عن تفسير حاجات كتيره منها، واصلهم، كل ده كان بيمر علي مر سنين طويلة بفكري، هل طوفان نوح، هل الاستعمار له دخل على مر أزمان كتير، وهل وهل.. لكن بعد كده ليه، وهى اهم جزء فى حياتنا وتاريخنا..
كان دايما لما أعدى جنبها او ازور أحس بعظمة فكرهم وعلمهم، وإحساس غامض ماعرفش أوصفه، لو كانوا لسه فى حياتنا كنا حانكون ازاى، و ان اكيد الموجود ده لازم لسبب وهدف لينا، غير بس ان يكون مجرد آثار وحضاره عظيمه..
الأيام دى كلام كتير ومواضيع بتتكلم عن حضارتنا القديمة، و بتكلم عن كائنات ثانية، بتكلم عن قمه الهرم الأكبر، بتتكلم عن تاريخنا، اللي احنا المفروض نتكلم عنه، عن آثارنا اللي احنا المفروض نتباهى ونفخر بيها ونوزعها على ميادنا ، وعلى أسماء شوارعنا، وتدخل فى طريقة حياتنا، وناخذ منها معلومات تفيدنا في حياتنا..
حضارتنا القديمه، حكوا الحياة لحد زمننا ده، ويمكن زمن كمان مستقبلى، من أجمل الكلمات اللي سمعتها وقريتها، عن قوانين التعامل بين البشر أو قوانين الحياة واحكامها، للثواب والعقاب منها:
لا تسخر من الكفيف، ولا تهزأ بالقزم، ولا تسد الطريق أمام العاجز، ولا تهزأ من رجل مرضها الخالق، ولا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ، لم أتسبب في أذية أنسان لم أتسبب فى دمعه إنسان، ولم ارغم أحدا من أقاربي على فعل السيئ. ولم أناصر العمل السيئ على العمل الطيب، ولم أمشي مع المعتدي، لا أسرق، لا أسرق الطعام، لا أكذب، لا ألعن (أشتم)، لم أتسبب فى بكاء الآخرين (إيذاء مشاعر الآخرين)، لم أغش (أخدع) أحدا، لم أغتصب أرض أحد، لم أغو زوجة أحد، لم أخالف القانون، لم أتمادى فى الغضب، لم أستخدم العنف ضد أحد، لم أتصرف بغوغائية (بدون تفكير)، لم أتدخل فيما لا يعنينى، لم أتحدث النميمه، لم أفعل الشر، لم يصدر منى أفكار/كلمات/أفعال شريرة، لم ألوث ماء النيل، أنا لم أهدد السلام.. الخ
كلها كان فيها أسئلة للمقابله الاله وفيها عتاب النفس وتوجيه، إزاي البشر يتعامل مع آخر، حاجة وأربعين وصيه، يا ترى ايه اللي بتحقق منهم دلوقتي ، وايه هو اللي بيطبق منهم في حياة البني آدم، أعتقد لو بس اطبق فى حياة البني آدم تلتهم حياة البشرية حتتغير، لو اطبقوا كلهم حاتبقى اليوتوبيا ..
دى كانت حياتهم، هم كان بيتعاملوا بالحاجة وأربعين، منها الوصايا العاشر، مش عايزة أقول أنهم أحكام ولكن هم جوهر الحياه والتعاملات في الحياة..
لكن كمان فى التاريخ موجود فى عصور الأسر زى كل الأزمان التعاملات والنفوس البشريه موجوده بكل اختلافتها..
تاريخنا القديم اعجاز، و أكيد له مغزى و سبب لسرد التاريخ على مر الزمان من يوم الخلق ليوم نهايته، شرح فيها كل حاجة بالتفصيل، خساره أنه تاريخ ما مدرستش فى المدارس ولا كان جزء من حياه او معمار، كان بس مزارات، وآرث موجود بانه تاريخ و حضارة..
الجديد وطبعا العجيب هو موضوع ابو الهول وقمة الهرم، لما يتسرد التاريخ وبمراجعة كل حد اخذ سر من أسرار القدماء، أتعامل بيه إزاي، هل تعامل بيه لمصلحته ولا تعامل بيه للخير، للأسف الشديد تدخلات القوى والسلطه والهيمنه بتجر لناحية مش مفهومه!
ولكن هل القدماء مكانوش عارفين أنه ممكن يكون فيه قوة وشر، أكيد عارفين، زى ما فيه خير وسلام..
مهما كان السر في أي موضوع أو أي جزئية فى حضارتهم أكيد لها مفتاح تاني، مهما حصل وصل العلم لأبعد الدرجات او لاقصى قوه العقل البشري، أعتقد أن علم القدماء بتقدمهم أكيد كانوا دارين بسيناريوهات العالم اللى جى، وأكيد عندهم مفاتيح لسا محدش اكتشافها، حتى بأن قمة الهرم مش موجودة حتى الألواح الزمردية مش موجودة، حتى مخطوطات او حتى برديات حتى وحتى وحتى!
اعتقد ان لسه فيه، مهما حاولوا، أكيد حتكون في حاجة مفقودة، لأنها كانت حضارة للخير، مكانتش حضارة الشر والتدمير، وده بردو من مفاتيح أهلها، عندهم حتة مختلفة عن بقية البشر اسمها الخير، بصرف النظر عن الأزمان وضغوط الحياة والتغيرات اللي حاصلة في زمنا وفي التعاملات، لكن هما لسه عندهم حتة اسمها الخير، وهو ده من حاجات اللي احنا ورثناها من اهلنا القدماء..
تاريخنا القديم مليان وقوي ودسم واكيد مليان اسرار واكتشافات، ومهما ان حاول حد يستغل او يفرض نفسه عليه او يأخذ منه جزئية ويطورها بحساباته، أعتقد ساعتها فى حمايه وهى ساعه اللعنات، ماعرفش إزاي!
قدمائنا أهل الحضارة اختاروا بيها ارضنا، أكيد حيكون في لها مفاتيح معينة تردع كل اللي ممكن يحصل فى وقتها..
الخوف على عدم الدرايه او الفهم بان تأثيره يكون فيه بلبه فكر خصوصا من المليان فى الميديا واللى بيتقال في كل حتة في العالم عن الكائنات الغير بشرية،، ويتقال على حاجات تانيه ما تكونش لها علاقة خالص بحضارتنا، وممكن تكون لها صله بأبعاد تانيه، لكن مش هي دي أصل حضارتنا..
فى بلاد أخذت مننا آثار، بالنسبة لهم شيء مبهورين بيها، ياخدوا بالهم منه، بيظهروها بطريقة فيها تقدير، وبيزينوا بها ميدانهم، ويعرضوها فى متاحفهم، بيعتنوا بيها، و ناس كتير اهتموا بقرايه عن حضارتنا العظيمه، أحلى حاجة فيها أنها لفته انتباه وده فى حد ذاته انتشار لتاريخنا..
فى ناس كتيره زعلانه من الآثار اللى مشيت وكان لها ظروفها، من وجهه نظرى أنها فيها حاجه إيجابية، اللى معروض معتنى بيه اكتر ما هو معتنى بيه عندنا، لان لسه عندنا كتير منه مدفون في الأرض، واللى عندنا منه معروض، وفي منه في المتاحف، بيجوا له من كل مكان لانه تعريف عن حضاره قدمائنا بآثارها وتاريخها و بيلف يتعرض في العالم..
اثارنا هي وجهتنا، هي تاريخنا، هي حياتنا وارضنا القديمة، دي كفاية
بس الأكتر لازم تدريس تاريخنا القديم في المدارس، انتماء لكيمت، انتماء الحضارة، امتداد لتاريخ اهلها..
دراسة نقوش المعابد ده منهج لوحده; ممكن يدخل في المناهج، ده غير البرديات والألواح والمخطوطات كل ده لازم يكون في الدراسه..
أعتقد أن الباقي بس عاميتنا مع العلم ان دخل عليها لغات كثيرة بس هي لسه محتفظه بعاميتها..
تاريخنا القديم لازم يعيش جوه أهلها، لازم يعرفوا التاريخ ده، الحضارة دي، لانها هي اصل جذور العلوم لكل حاجة، حتى أوروبا وغيرها أخذت منها واطورت بيها، كانت من مرجع حضارتنا القديمه، كأنها هي القوانين وأساس التكنولوجيا وعلم الفلك هي أساس علم العلوم هي أساس علم الطب.. الخ
والاهم هي الأساس لقوانين الحياه و تعامل البشر..
ومن هنا تبتدى الحكايه..
*مصريه
Comments