الرئيسية

مقالات وآراء

ميلادُ القلبِ الإلهيِّ أمِ المايوتيك الجيوسياسيّة؟

12/17/2024 - 23:03 PM

الاب الدكتور نبيل مونس *

أقدمُ مناهجِ الفكرِ الإنسانيّ، ظهرَ مع سقراط الذي استوحاه مِن أمِّه القابلةِ. وقد سمّاه "فنّ التوليد". يا ليتَ الإنسانَ يعودُ إلى لغةِ العقلِ والمنطقِ، إلى منهجِ سقراط في البحثِ عنِ الحقيقةِ، أو في عمليّةِ التغييرِ والتقدُّمِ، حتى نسمعَ صوتَ الدّفءِ والأمومةِ.

لم يزلِ الإنسانُ مغشوشًا بمنطقِ القوّةِ الغاشمةِ القاتلةِ العمياءِ. أكتبُ لك أخي القارئ في هذهِ اللّحظاتِ الدّقيقةِ من تاريخِنا ومسيرةِ شرقِنا ومصيرِ العالمِ.

لن أنجرّ إلى أيِّ لعبةٍ سياسيّةٍ جديدةٍ. إنَّني أحلمُ بالوقوفِ عند أبوابِ مُدُنِنا المشرقيّةِ وأقرعُ. لا بل أحِبُّ أن أزرعَ مغارةَ ميلادِ الطّفلِ يسوع وأمّهِ مريم في كلّ السّاحات. مَن يُبعد عنّا حقيقةَ القلبِ الإلهيّ، التي يُمكنها أن تُحييَ العالمَ وتزرعَ الحبَّ الحقيقيَّ وتملأَ الأوطانَ والقلوبَ بالدّفءِ والحرّيةِ الحقيقيّة المتواضعةِ.

وحدَه هذا الحبُّ الإلهيُّ يُمكنه أن يُغيِّر وجودَنا الفرديّ وحضورَنا الجماعيّ. مَن يُخفي صوتَ النبيّ أشيعا عن عيونِ أبنائِنا وأطفالِنا وشبابِنا الذين يحلَمون بعالَمٍ جديدٍ مغمورٍ بالصّدقِ والعدلِ والحرّيةِ.

هذا ما رآهُ النبيُّ أشيعا من رسالةِ هذا الطفلِ يسوع، صاحبِ القلبِ الإلهيّ الذي وُلد لنا وتجسّدَ فيما بينَنا ليُصبح كلّ طفلٍ مِن أطفالِنا أميرَ سلامٍ ينبِضُ فيه القلبُ الإلهيّ.

فلنقرأ، لعلَّنا نخلُصُ:

"فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ." (إش 11: 6-9).

* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية، ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان