bah زلزال سقوط الأسد وتداعياته الارتدادية على المنطقة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

زلزال سقوط الأسد وتداعياته الارتدادية على المنطقة

12/19/2024 - 20:58 PM

Prestige Jewelry

 

 

ما زال سقوط نظام الأسد، الذي شكّل صدمة كبيرة، يترك أصداء واسعة في المنطقة

 

برلين - حسن صالح

 

في الوقت الذي تدخلت فيه القوات الإسرائيلية لتتمركز في جبل الشيخ، وتسيطر على مصادر المياه وينابيعها، وتبسط نفوذها على المرتفعات الاستراتيجية، شهدنا أيضاً دخول القوات الإسرائيلية إلى قرية بريقة في ريف القنيطرة. أفاد أهالي القرية بأنهم شاهدوا علماء آثار برفقة الجيش الإسرائيلي، مما يعكس طموحات إسرائيل في تثبيت أقدامها جنوب سوريا.

وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه السيطرة ستستمر على الأقل حتى نهاية عام 2025، وهو ما يعزز الشكوك بأن الهدف الإسرائيلي يتجاوز مجرد ضمان الأمن.

هذا التدخل الإسرائيلي يُبرز رغبتها في استغلال خيرات سوريا والسيطرة على مواقع استراتيجية حيوية، رغم أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى أن هذه الخطوة مؤقتة.

في الشمال، تتواصل الاشتباكات المتقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات المدعومة من تركيا، مما يعكس صعوبة التوصل إلى هدنة دائمة. يبدو أن تمدد الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا نحو الأراضي التركية يشكل "كابوساً" لأنقرة، وتهديداً مباشراً لأولويات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يسعى لمنع أي تطور كردي قد يؤثر على أمن تركيا الداخلي.

على صعيد آخر، وبعد تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، لُوحظ غياب وزير الدفاع عن التشكيلة الوزارية الجديدة. هذا الغياب يثير تساؤلات حول موقف الحكومة الانتقالية من الأحداث المتسارعة في الجنوب السوري.

الأمر اللافت هو غياب أي موقف واضح من الحكومة السورية أو الجامعة العربية، وحتى من الدول العربية الأخرى، تجاه التدخل الإسرائيلي في المنطقة.

هذه التطورات الدراماتيكية تُنذر بمستقبل غير مستقر، وهو ما يتناقض مع التفاؤل الذي أبداه بعض السياسيين الجدد في المعارضة السورية. إدارة سوريا الجديدة، على ما يبدو، لن تكون سهلة كما كان إسقاط الأسد.

ما يلفت النظر أيضاً هو إرسال تركيا وفداً للتفتيش عن مقابر جماعية قرب سجن صيدنايا، وهو ما يعكس نفوذاً تركياً متزايداً على المعارضة المسلحة التي أطاحت بنظام الأسد، وبالتالي بات الحكم الفعلي في أيدي أنقرة. لكن هذا النفوذ التركي في سوريا قد يثير غضب الدول العربية الكبرى، وعلى رأسها مصر والسعودية، اللتين تعارضان حكم الإخوان المسلمين بشدة.

السعودية كانت من أوائل الدول التي دعمت الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر، ما يشير إلى توافق مصري-سعودي على رفض أي تمدد لحكم الإخوان في المنطقة.

سوريا المحررة... ولكن؟؟؟

رغم سقوط نظام بشار الأسد، فإن المشهد السوري الحالي لا يعكس صورة "تحرر" كما يُروج له. كيف يمكن اعتبار دولة "محررة" إذا كانت جيوش أجنبية تسيطر على أراضيها شمالاً وجنوباً، بينما يعاني شعبها من الاقتتال الداخلي؟

على وسائل التواصل الاجتماعي، تنتشر فيديوهات "توثق جرائم نظام الأسد"، ولكن اللافت أيضاً أن المعارضة المسلحة أظهرت ممارسات انتقامية ضد الأسرى، بما في ذلك استجوابات ذات طابع طائفي وديني، مما يعكس إضطهاد الأقليات.

ورغم إسقاط الأسد، تبقى أسئلة مفتوحة حول كيفية تسليم سوريا للمعارضة المسلحة، مع احتمال ظهور حقائق جديدة في الأيام المقبلة. ولكن ما يبدو واضحاً أن المنطقة بأكملها مقبلة على مرحلة ساخنة.

طموحات تركيا وأثرها على الأردن!

مع انكفاء النفوذ الإيراني في سوريا، وصعود النفوذ التركي، يبدو أن أنقرة تطمح إلى توسيع نفوذها جنوباً نحو الأردن.

الأردن، الذي بات على الحدود مع سوريا المدعومة من تركيا وحكم الإخوان المسلمين، يفتح شهية تركيا  إلى توسيع نفوذها. ما يعيد  إلى الأذهان تصريحات أردوغان السابقة عن إعادة النفوذ العثماني القديم، التي تعزز هذه المخاوف، ما يثير احتمال وقوع تحركات شعبية أو حتى انقلابية في الأردن، شبيهة بموجات الربيع العربي التي أطاحت بأنظمة أخرى. ومع ذلك، فإن مثل هذا السيناريو لن يكون مقبولاً لدى السعودية ومصر، اللتين تراقبان المشهد الأردني عن كثب.

تبقى الأنظار متجهة نحو الأردن، حيث تقف المنطقة بأكملها على بركان قابل للانفجار. ومع ذلك، من المستبعد أن تبقى مصر والسعودية مكتوفتي الأيدي تجاه ما يحدث في سوريا أو أي تطورات مستقبلية قد تهدد استقرار المنطقة.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment