bah كلمات في الحب ........ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

كلمات في الحب ........

12/23/2024 - 20:09 PM

بيروت

 

منى حسن

 

‏بيسألونى هو فين مقالاتك الايجابيه وكلامك عن الحب، الحقيقه أنا عادة مقالاتى دائما بيبقى فيها روح الحب، والإيجابيه وإن كان ساعات بيكون فيها انتقاد، بس هو بيبقى انتقاد بناء، لان الإيجابية حاجة حلوة، أن البني آدم دائما بيشوف الجانب الكويس من كل حاجة، ولأن الحب بيبخلي عندك التسامح وعندك الرؤية والنظرة ال كل حاجة تكون كويسة وحلوة، تكون فيها جمال وعطاء..

مبدئ بحب الحب للحب، بشوف أن الحب ده هو السر لكل حاجة في حياتك، البني آدم اللي مليان جوه قلبه حب، يبقى دائما عنده نوع من الرضا وارتقى في بعد نظره، تعاملاته وفي تقييمه للأمور، فى عطائه، ساعات فى مواقف الحياة وظروف الحياة، لان احنا كلنا بني أدمين، بتمر في حياتك مواقف أحيانا ما بتكونش مستعدة لها، لأنها ممكن تكون مش من طبيعتك أو من الدائره اللي أنت نشأت وعشت فيها أو مجتمعك عموما، فبتالي بتخلي عندك نوع من أنواع التراجع أو تأخذ خطوه لورا لوعلشان ما تحكمش غلط على اللى بتشوفه او اللى مريت بيه، طبعا على حسب الموقف!

ولكن كل المواقف اللي بتحصل في الحياة، هي مواقف في الاخر بتبقى نتائجها صحيح ساعات صعبة، ولكن هي لحظية مع الوقت، بتعدي، مفيش موقف فى الحياة ما بيتنسيش، وخصوصا لو مؤلم أو حاجة حلوة، ولكن في تسامح بيحصل في المصالحه، أولا بيبقى فى تسامح للموقف، تسامح للشخص، ومصالحة مع النفس، لأنك بتتعلم وتكتسب الخبرة بعد كده للتعامل مع المواقف..

 فى الناس بتتعلم منها، وفي ناس ما بتتعلمش منها ودول اقليه لأن ممكن تكون فطرتها صافيه ونقية زيادة عن اللزوم ما بتشوفش الوحش في البني آدمين، بتشوف دائما الحاجة الكويسة فيهم، ده مش معناه إنهم مش فاهمين او أنهم غير ملمين بالخبرة او ضعف..

 ولكن النظرة للحياة مختلفة، وان كل واحد له طريقه ونظرته في الحياة، في ناس بتختار إنها تتخانق مع بعض وتخسر، وفى ناس بتقطع خالص وتنتهى الصله، وفى ناس تحب المواجهه، في ناس بتختار تبعد، وفي ناس بتختار تبعد شويه وبعدين تعمل مواجهه بسيطة علشان مش مستاهل الموضوع، وفي ناس بتختار تتفاهم مع بعض..

كل واحد عنده طريقه وعند فكر وعنده إحساس..

 كل واحد عنده وجهة نظر وأكيد حب جواه ولكن بيخرج بطرق مختلفة..

 الحب مش معناه إنك تكون ضعيف أوأنت تترجمه ان انا ضعيف، لأن في ناس كثيرة بتترجم كلمة بحبك أو الحب نفسه ده ضعف، بل بالعكس..

 الحب هو قوه بتشمل كل كلمة انت بتقولها وفعل أنت بتعمله بصدق بيكون مردوده طيب، الدنيا اتخلقت بحب وجمال وتسامح، أي حاجة ثانية بعد كده ده من تعاملات البشر والمواقف والنفوس وغيره، وان مفيش حد مابيزعلش،مفيش حد ما بيضايقش، مفيش حد مابيفرحش، مفيش حد ما بيغلطش، مافيش حد مابيقولش انا بحبك..

 لكن الحب له معايير وطريقه..

 الحب مش حامشى طول النهار أقول أنا بحبك، لكن الحب معامله وطريقة وإحساس وله لغة..

 وكل موقف وحاجة في حياتك لها طريقة للتعبير بيها بالحب، مع حياتك أنت، مع حبيبتك، مع شغلك،مع أكلك، مع اهلك، مع اصحابك، كل ده بيربطه نوع من أنواع الحب، المفروض إنه يكون بيربطه الحب، لأن دلوقتي بقى في حاجة ثانية بتربط كل الكلام ده اللي هي المصلحة والماديات، وده أساسا الناحية السلبية في كل المواضيع، لأنه لما بيكون متواجد أو هو ده متملك الفكر، للأسف الشديد بيلغى الحب، بيلغى كينونة البني آدم، بيلغى إنك أنت صادق، بيلغى إنك أنت بجد، وإنك حقيقي، وإنك أنت تبقى بني آدم أصيل، الصراحة!

هى كلمة أصيل مفتقدينها في هذه الأيام..

 زمان واحنا صغيرين مكانش في حد بيبص للتانى هو مين وبيعمل ايه ولا هو ايه، ده على زمن زمنا، الزمن ده لازم بيقيموا الناس هو معاه ايه واد ايه..

 “مش هو ايه وتربيته ايه واصله وبيته ايه”، وأسلوبه فى التعامل إزاي فى الحياه لان هى دى مفاتيح الشخصية اللى حتتعامل معاها، تقييم البني آدم بالمادة للأسف الشديد اللى اتعمل وبدلنا ووصلنا للحياه اللي احنا فيها دلوقتي..

 تغيير منهج الحياة غير الفكر البشري علشان يقدر في الآخر اللي له مصلحة يتحكم فيه، يتحكم به فيه بالمادة، يتحكم فيه في طريقة التفكير، يتحكم فيه بتغيير طريقته وأسلوب حياته..

حاليا كل حياه لها ظروفها ودورتها، بدايه من الأجداد، التغيير دايما غريب على الزمن الأقدم، واحيانا بيتقبله فى حاله ان البنى ادم يحتفظ بـ آدميته وإنسانيته وتعاملات توارثها من زمن اللى قبله..

شعبنا كان زمان مليان حب شهامة وخوف على بعض، وود، ومكانش حد بيستحمل الهوى على التانى فى الشارع حتى لو مايعرفوش، شوية شويه طبيعة البني آدم دي اتغيرت، ماحدش يقوللي بمناسبه الضغوط المادية، لأ..

 هى بمناسبة كل اللي حصل من مر مع الوقت، غير حشو الإنترنت، ودخول ثقافات، وتقليد تقاليد مختلفة عنا، والسوشيال ميديا، على طريقه وأسلوب الكلام، على دخول افكار مؤثره سلبيه كتيره، وعلى الاحترام اللى فقد، وعلى كتير من تبديل وبدل للبنى ادمين واللى بيحصل لسه، كل ده اتعمل بشويش للتغيير، كانك بتسقى بني آدم التغيير بنقطة نقطة لحد ما فعلا اتغيرت..

أنا كان استحالة افكر إن المصريين ممكن يتغيروا، استحالة كنت افكر ان البني آدم اللى كان ممكن بياكل بتعريفه وقرش رغيف طعميه وعنده الجلد ده، وعدى بسنيين وازمنه وتحدى يبقى بيفكر بالمنظر ده، حزينه على أصول الشخصية، ما يهمنيش مين معاه ايه، ولا هو مادياته ايه، ولا هو طبقته ايه، أنا زعلانه على جذورنا، شهامتنا، ضحكتنا، جدعنتنا، دخل حاجات كثيرة جدا هزت الترابط، وهز الحب اللي غير مرئى موجود ما بينهم..

أصول الشخصية بتاعتنا كانت لغز لناس كتيره قوي، وللأسف الشديد عرفوا يحلوا اللغز ده، عرفوا إزاي يفككوها،عرفوا إزاي يخلوا البشر، وكل البشر فى كل حته يفكروا بنفس الطريقة والأسلوب بغض النظر عن دخلهم او امكانياتهم وطبقاتهم، وخلوا الماديات لاهتهم، غرقوا جواها، فعرفوا إزاي يفككوا مجتمع، كل بنى ادم دلوقتي بقى ملهى في حياته وهو فقط لا غير، مش شايف حد تانى، والوقت اللي بيديه، بيديه لحد هو عاوز يديهوله، سواء بقى بجد بيحبه أو سواء بقى في مصلحة منه، محدش بقى عنده وقت لحد ولا حتى خلق، وده في حد ذاته بسبب الضغوط اللى أتلهى بيها ليتزرع البدل ده اللي بيحصل في حياته..

 البني آدم اللي لسة عايش بحياة عادية بسيطة مش داخل جوها كل الحاجات دي هو أحسن نوعا، لانه مش متأثر اوى بالحياة اللي في المجتمع بتغيرتها وضغوطها، لأن عنده لسه مساحه لنفسه ووقته وتعاملاته، ولسه إحساساته متأثرتش اوى، عنده إدراك لكن متلوثش، آه ملم باللى بيحصل لكن ممكن متحفظ وعايش جوه قوقعة علشان ميتأثرش ومايتصدمش بواقع مش عاجبه..

كل زمن ومجتمع بيجمع من كلّ وقائع الحياه، وأشكال مختلفة من النفوس والمعاملات، وده طبيعة المجتمعات والكل منهم اللى بيميزه..

 ولكن فى حاجه دايمه بتجمع البنى آدمين ببعض..

هو الحب،هو مفتاح كل حاجة في الحياة، الحب بيوصلك للتسامح، الحب فيه عطاء، الحب فيه راحة، الحب فيه سعادة الحب، الحب بيعدى أمور صعبه ممكن جدا فى حياتك لكن بالحب اللى جواك دايما بتعرف إزاي تحتوي أمورك بالحكمه، طبعا معاها تركيبات تانية كتير ولكن بيبقى هو ده الأساس..

مش رومانسيه ولا عايشة في يوتوبيا ولا من كوكب تانى، ولكن في حاجات كده لها اسرارها فى الحياه، ودي من الحاجات المهمة جدا أن البني آدم، لازم يعرف إزاي يعيش حياة سوية بسيطة، كلمه بسيط نسبية لكل واحد بإمكانياته، ولكن يأقلم نفسه بكل حاجة هو يقدر ينبسطت يتعايش ويتعامل بها، لأن أصلا كل حاجة بتتغير بسرعه وحاجات بتفنى، مش نظرة تشاؤمية على فكرة ده واقع، مش محتاج تعمل كل ده وتخسر وقتك وحياتك إللى المفروض ان أنت تنبسط بيها ولو بأقل القليل وتهتم بالناس اللى بتحبهم و المهمين فى حياتك، علشان حاجة في الاخر مش ملموسة فعليا..

الحياة أو فكرة الحياة هى بسيطه جدا، عيش وكون بسيط في تفكيرك و طريقة حياتك، سعادتك ورضاك وعطاءك راح يكون ايجابي..

 العطاء مش معناه إنى أروح أطلع فلوس لحد، ولا أنا أعمل خير، لان ده حاجة بتاعتك و منك لربنا، دي مش حاجة المفروض إن تمشى تقول ان باعمل حاجة لحد..

 العطاء هو انك تعمل حاجه عارف انها فادت حد، وساعات بتعمل حاجة وما تعرفش انها فادت حد، بس مش مشكلة، انت مش مستني حد يشكرك أصلا!

 العطاء انك تكون ضهر المحتاج من غير مايطلب، وتمسح دمعه وتجبر خاطر من غير تشاور، وتساعد وما تحسبش..

عشان يبقى في عطاء لازم يبقى في عندك حب،

 عشان كده بحب الحب للحب

 لان الحب هو الإيجابية في الحياة، هو التسامح هو جمال الحياة ونورها وحكمتها، هو الهاله البيضاء اللي محاوطه للوحة الحياة، هو ده الانسان…

 

*مصرية

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment