bah تقرير المجلس الوطني للبحوث حول العدوان الاسرائيلي: وثيقة مرجعية شاملة نضعها بمتناول الاجهزة والمعنيين - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

تقرير المجلس الوطني للبحوث حول العدوان الاسرائيلي: وثيقة مرجعية شاملة نضعها بمتناول الاجهزة والمعنيين

12/24/2024 - 17:14 PM

Atlas New

 

تحقيق ---

 

بيروت - قالت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين في مقدمة تقرير اعده  المجلس حول "العدوان الاسرائيلي على لبنان": "عام مر على طوفان الأقصى الذي رافقه عدوان اسرائيلي جديد على لبنان. اتخذ هذا العدوان اشكالا متنوعة وبوتيرة تصاعدية تجلّت في بداياتها بالتركيز الإسرائيلي على الإبادة البيئية واعتماد سياسة الأرض المحروقة في قرى جنوب لبنان وصولا في أيلول 2024 إلى ما عرف بعملية البيجر وأجهزة اللاسلكي وسلسلة اغتيالات طالت قادة المقاومة، وما تبعها من إطلاق عملية اجتياح بري عبر الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، مع ما رافق ذلك من تدمير ممنهج للمنازل والوحدات السكنية والبنى التحتية واستهداف الصحافيين والعاملين الصحيين، ومن عمليات تهجير واسعة من الجنوب والضاحية والبقاع أدت إلى نزوح أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن، ومن ارتكاب لمجازر وقع ضحيتها 3,961  شهيدا و 16,520 جريحا، حتى 27 تشرين الثاني 2024".

اضافت: "منذ 8 تشرين الأول 2023 ومع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، قرر المجلس الوطني للبحوث العلمية تحويل القسم الأكبر من جهود فريق عمله إلى رصد وتوثيق الإعتداءات على أنواعها وتحليل أثرها وتداعياتها وذلك بشكل أساسي عبر المركز الوطني للمخاطر الطبيعية والإنذار المبكر وبالتعاون مع عدة جهات منها وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء والعديد من الوزارات والجهات الفاعلة على الأرض بالإضافة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".

ولفتت الى ان "التقارير الدورية السابقة التي أصدرها المجلس الوطني للبحوث العلمية، تهدف أولا إلى تتبع الإعتداءات الإسرائيلية وتقويم الأضرار الناجمة عنها بطريقة منهجية وموثوقة تستند إلى معايير علمية غير قابلة للنقض، تمكن لبنان من الإستناد إليها لتوثيق وتبيان حجم الإنتهاكات الإسرائيلية المتكررة لكافة القوانين والشرائع الدولية كما والمساهمة في محاسبة العدو الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، وثانيا إلى تقديم صورة شاملة عن طبيعة الأضرار وأثرها وهو ما تحتاجه الدولة اللبنانية لبناء وتنفيذ خطط للإستجابة وللتعافي تأخذ في عين الإعتبار كافة الأبعاد البشرية والإجتماعية والعمرانية والبيئية والزراعية والإقتصادية، إلخ".

وتابعت: "يأتي هذا التقرير الشامل حتى تاريخ وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024, ليلخص كل ما وثقه المجلس منذ 8 تشرين الأول 2023. في القسم الأول منه، توثيق لكل الإعتداءات الإسرائيلية وأنواعها (قصف وغارات وقذائف فوسفورية، إلخ) وكثافتها ووتيرتها وتوزيعها حسب المناطق والقرى. أما في القسم الثاني من التقرير فعرض للأثر الناجم عن هذه الإعتداءات في مختلف القطاعات:

السكان: من ناحية الشهداء والجرحى وحركة النزوح والإفراغ القسري الممنهج للسكان وخاصة في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

البيئة: من ناحية الإبادة البيئية Ecocide التي ارتكبها العدو الإسرائيلي تحديدا في جنوب لبنان حيث عمد إلى جرائم بيئية عبر إحراق أكثر من ألفي هكتار من الأراضي من ضمنها ما يزيد عن ألف ومئتي هكتار من الأحراج والغابات، وإلى الإمعان في تدمير النظم الإيكولوجية والإخلال بالتنوع الحيوي في جنوب لبنان الذي حوّله العدو الإسرائيلي إلى محيط حيوي حربي Biosphere of war بغية تعطيل الحياة فيه.

الزراعة: من ناحية الإحراق المتعمد لعشرات الآلاف من أشجار الزيتون وأشجار الفاكهة والأراضي الزراعية المتنوعة بالإضافة إلى منع المزارعين من الإستفادة من محاصيل أراضيهم التي هُجرت بفعل النزوح القسري كما والضرر بالقطاع الحيواني مع كل ما يستتبع ذلك من القضاء على مصدر رزق المزارعين والمس بالأمن الغذائي اللبناني علماً أنه وبفعل توسع رقعة الإعتداءات الإسرائيلية تعطّل النشاط الزراعي على امتداد 130 ألف هكتار من الأراضي الزراعية أي ما يشكل ربع المساحات الزراعية في لبنان. تجدر الإشارة أيضا إلى أن العدو الإسرائيلي قد استخدم الفوسفور الأبيض بهدف إحراق أوسع مساحات ممكنة والتسبب بأضرار مباشرة وغير مباشرة في البيئة والأراضي.

الدمار: من ناحية التدمير الممنهج والهمجي للمباني والوحدات السكنية واللجوء إلى "إبادة المدن" Urbicide كأداة لإفناء قرى ومناطق سكنية بأكملها ولتفكيك النسيج الاجتماعي فيها وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية وذلك تحديدا في قرى الجنوب والبقاع وفي ضاحية بيروت الجنوبية. يعرض التقرير النتائج المتعلقة بالأبنية المتضررة في ضاحية بيروت الجنوبية وفقا لدرجة الضرر فيها، كما وكمية الركام الناجم عن الدمار. ويقدر التقرير حجم الضرر الذي لحق بألواح الطاقة الشمسية المستخدمة. يتطرق التقرير أيضا إلى النتائج التي توصلت اليها الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بخصوص الشبهات حول استخدام اليورانيوم المنضب. كما يرد في التقرير المعطيات حول تدمير عدة مواقع أثرية (منها مثلا قبّة دورس ومقام النبي بنيامين في محيبيب) وتهديدات أخرى كما حصل في القصف المتكرر المجاور لقلعة بعلبك المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي مما يشكّل أيضاً عدواناً مباشراً عل تاريخنا وإرثنا الثقافي، دون إغفال التدمير المباشر لدور عبادة مسلمة ومسيحية.

البنى التحتية الحيوية: من ناحية الاستهداف المباشر للعديد من المنشآت الصحية وخروج عدد من المستشفيات عن الخدمة واستهداف سيارات الإسعاف والعاملين الصحيين والدفاع المدني، كما واستهداف منشآت مائية كالناقل الرئيسي لمشروع ري القاسمية الذي يروي 6000 هكتار من الأراضي الزراعية، قصف الجسور والمعابر الحدودية، بالإضافة إلى الضرر الذي ترتب على القطاع التربوي منذ 8 تشرين الأول 2023 نتيجة الهجمات الإسرائيلية ومن ثم النزوح وتحويل المدارس والمنشآت التربوية إلى مراكز إيواء".

واعلنت ان "المجلس الوطني للبحوث العلمية يضع هذا التقرير في متناول كل أجهزة الدولة اللبنانية كوثيقة مرجعية شاملة للمرحلة الزمنية بين 8 تشرين الأول 2023 و 27 تشرين الثاني 2024 على أن يستكمل العمل على رصد الإعتداءات وتقويم الأضرار مع تأكيد ضرورة التنسيق بين كل الجهات اللبنانية المعنية للعمل على استجابة فاعلة للأزمات التي تسبب بها هذا العدوان الإسرائيلي، ولوضع وتنفيذ خطة تعافي تعالج كل حاجات المواطنين".

 

*تمارا الزين هي أول امرأة تتولّى منصب الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلميّة في لبنان. شغلت الزين أيضاً منصب رئيسة لجنة العلوم لمنظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مؤتمرها العام الثاني والأربعين في تشرين الثانينوفمبر 2023. تحاول الدكتورة تمارا الزين، عبر تجسيدها لصفات القائدة الرائدة، ضمان دمج شؤون البيئة والمساواة بين الجنسين في مقاربة حالة الطوارئ الإنسانيّة المعقّدة التي تتكشّف في جميع أنحاء لبنان.

 

م.ع.ش.

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment