الرئيسية

مقالات وآراء

سيّدُ الأسيادِ، الانتخابات الرئاسيّةُ

01/02/2025 - 23:25 PM

الاب الدكتور نبيل مؤنس *

كلّ هذه التحوّلاتِ التاريخيّةِ من أعلى الهرمِ في أميركا، مرورًا بسوريا، تحملني على أن أعربَ عن الأملِ في أن تطالَ لبنان ومنه، كالعادةِ، كلّ البلاد العربيّة والمشرقيّة، وكلّ أقاصي المسكونة وتجعلني أرى فيها نبضًا جديدًا لم أعهدْه من قبل.

ثمّة نَفسٌ جديدٌ، روحٌ جديدٌة تلفّ المحيطاتِ وترفرفُ فوق مياهِها، ومياهِ الرأسِ في الأرحُم التي تلِدُ بعد مخاضٍ أليمٍ وعسيرٍ في الأحشاءِ، في الصحراءِ، مع الدّموعِ في الدّماء والأوجاع.

سيّد الأسياد، حاضر عَلِيٌّ، نور من نور، اله حق من اله حق، عدلُه حاضرٌ لا يسقطُ ولن يتغيّر. يُمهل ولا يُهمل.

ستةٌ وستونَ سنةً ونحن نحمِل الرّجاءَ ونرفعُ الدّعاءَ للأحياءِ والوُدَعاء وصرَخنا: إلى متى يا ربّ. صلّينا مزاميرَ الرّجاءِ وكتَبنا بالحبرِ الأحمرِ ضدّ الظالمين لتحريرِ المسجونين والجائعين في وطنِنا لبنان، وفي العالمِ أجمع.

كُتبت أسماؤنا في سجلات التحقيق، لأنّ قلوبَنا أحبّتِ السلامَ واللقاءَ والفقراءَ. نحن عشِقنا الحريّةَ وتنفّسنَا الحقّ وحلَفنا قسَم الأخوّةِ والمشاركةِ والمحبّةِ.

لن نتراجعَ، ما بقيَ من سنينِ النضالِ لن يكون أطول مِمّا فات. إنني أنظرُ إلى أبوابِ السّماءِ بعيونِ القلبِ والإيمانِ فأرى ملكَ الملوكِ والقلوبِ والأرواحِ، جالسًا على عرشِ الحياةِ في دنيا الحقّ. وسمعتُ أصواتًا منَ الزّمنِ الآتي، غيرِ المنظورِ بعينِ الجسدِ، تصرُخ مع أبواقِ الملائكةِ وتقولُ: سيّدُ الأسيادِ آتٍ. طوبى للآتي باسمِ الرّب. "أنا هو الذي هو"، أنا القلب السيّدي، أنا الألفُ والياء.

يا أبناءَ العالمِ وقارئي لغةِ القلبِ أوِ العقلِ أو بحرفِ الضاد. سيّدُ الأسيادِ، سيّد الأحياءِ والأمواتِ حاضرٌ دائمٌ في قلبِ العالمِ والكونِ، هو مَن يضبطُ التاريخَ والمصيرَ.

إنّه واقفٌ عندَ كلِّ قلبٍ يقرَع، يصرُخ في الضمير: ماذا فعلتُم في قلبِ الحبّ. إلى متى لا تهتدون؟ يا أبناء إبراهيم، تعلمون جيّدًا مَن هو أميرُ السّلام. عودوا إلى الكتابِ، إلى مُصْحَفِ الحياةِ كتابِ البشرى السّعيدةِ. اقرأوا فيهِ عنِ الحبّ الإلهيّ الأبديّ المتجسّدِ في قلبِ يسوع. أعلِنوا الطاعةَ لأميرِ السّلام النّازل مِنَ السّماءِ.

* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية، ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان