الاعلامي كريم حداد
في مرحلة حرجة من تاريخ لبنان، برز سامي الجميل، فتى الكتائب، قائد شاب حمل على عاتقه إرث حزب عريق كان يوماً رمز الجمهورية ورأس الحربة في الدفاع عن السيادة. منذ انتهاء ولاية الرئيس الأسبق الشيخ أمين الجميل، واجه الحزب تحديات قاسية، لكن سامي الجميل استطاع بحنكة وجرأة أن يعيد الكتائب إلى موقعها الطبيعي، حزباً سيادياً، جمهورياً، ورائداً في العمل الوطني.
منذ تسلمه قيادة الحزب، أدرك الجميل أن استعادة قوة الكتائب تحتاج إلى استراتيجيات حديثة لا تنفصل عن إرثها الوطني. اعتمد نهجاً يقوم على المصارحة والمصارحة، متجاوزاً الحساسيات السياسية ومتخذاً مواقف واضحة في القضايا المصيرية. أعاد هيكلة الحزب، انفتح على الشباب، وأعاد تفعيل دوره كمحور جامع على الساحة اللبنانية، مدافعاً بلا هوادة عن سيادة لبنان وحق شعبه في دولة حرة مستقلة.
في ظل الأزمة السياسية التي طالت انتخاب رئيس الجمهورية، برز سامي الجميل كوسيط فاعل بين الكتل النيابية. وبحنكته السياسية، تمكن من تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، محافظاً على استقلالية موقفه، لكنه في الوقت نفسه مدركاً أهمية التوافق الوطني. لعب الحزب، بقيادة الجميل، دوراً محورياً في دعم انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، باعتباره شخصية جامعة تحظى بقبول داخلي ودولي، وقادراً على إعادة الاستقرار إلى المؤسسات الدستورية.
لم يتوقف دوره عند انتخاب الرئيس، بل قاد مساعي حثيثة لتسمية القاضي نواف سلام رئيساً للحكومة، في خطوة تؤكد تمسك الكتائب برؤية إصلاحية للسلطة التنفيذية. كان هذا التوافق بمثابة إعادة لبنان إلى طريق الدولة المؤسساتية، بعد سنوات من الفراغ والجمود.
الكتائب: حزب رئاسة الجمهورية من جديد
مع هذا الإنجاز الوطني، أعاد الجميل الكتائب إلى موقعها التاريخي، حزب رئاسة الجمهورية، الحزب الذي يشكل العمود الفقري للسيادة والمؤسسات. أعاد الحزب إلى دوره الريادي كصوت وطني جامع، بعيداً عن المصالح الضيقة والانقسامات الطائفية.
سامي الجميل، فتى الكتائب، أثبت أنه ليس مجرد زعيم حزبي، بل رجل دولة يعمل بجرأة ورؤية لإعادة بناء الوطن. بخطواته الثابتة ومواقفه الشجاعة، رسّخ الحزب كقوة سياسية لا غنى عنها، وأعاد الثقة بإمكانية بناء لبنان الذي نحلم به. إنه القائد الذي جمع بين الماضي المجيد والرؤية المستقبلية، ليؤكد أن الكتائب ستبقى حامية السيادة وركيزة الجمهورية.
Comments