الاب الدكتور نبيل مؤنس *
مرارًا تفوّه بها في خطابه الرئيس الأول العماد جوزيف عون رئيس المئوية الأولى للبنان الكبير. إنّها قسمٌ من المعنى السياسيّ والعسكريّ.
إنّها ميثاق وطنيٌ جديدٌ، عقدٌ بين شريكيْن، وجسرٌ في الهرَمِ التعاقديّ والاجتماعيّ. وفي كتابِ تفسيرِ كلماتِ الكتابِ المقدّس، إنّها كلمةُ العهدِ الإلهيّ معَ الإنسانِ. وهذا مَا يربُطنا وما يشدُّنا نحوَ الله، وهو أنّه في العهدِ القديمِ أو في العهدِ الجديدِ، أظهرَ الله محبّته وعفوَه ورحمتَه للإنسان . الله لم يخذُلِ الإنسان، ولم يغدرْ بِه، ولم يعزلْه حتّى عندما خانه الإنسان.
فهو الرّبُ الرؤوفُ الرحمنُ الرّحيمُ، العادلُ برحمتِه وحنانِه. لم يسلّطْ أحدًا على أحدٍ. وقهرَ المخادِعَ الإبليسَ الشّيطان الذي يُريدُ أن يُخضعَ المرأةَ للرّجلِ أو ملائكتَه لجنسِ البشرِ أوِ الأخَ لأخيه. نادى اللهُ آدمَ وحوّاء بعدما خاناه واستسلما لمشيئةِ إبليس. حضرَ الله، لا بلِ انحدرَ الربُّ يبحثُ عنهم بحنانِه، بصوتِه الأبويّ، الإلهيّ الصادرِ منْ أعماقِ الله الممكن تسميتُها منْ قلبِ الله.
صرخَ في قايين، بذاتِ الحبّ الإلهيّ غيرِ المفهومِ من البشرِ والإنسانِ حتّى هذهِ السَّاعة " أين أخوك؟ ".
إلى متى يبقى الإنسانُ يكسِرُ ويخونُ ويقتُلُ ويدمّرُ عهدَ الله؟ حتّى أنّه قتلَ الله نفسَه في المسيحِ يسوع، واللهُ الآبُ لم يزلْ يصرُخ في كلّ قدّاسٍ وكلّ ليتورجيا إلهيّة مقدّسة
كيرياليسون كيرياليسون كيرياليسون، في وجهِ مذابحِ العجولِ والقرابين الدّمويّةِ لعالمِ الوثنيّةِ الجديدةِ، أو عالمِ الأديانِ الفارغةِ منَ الألوهةِ الدينيّةِ الحقيقيّةِ، فالله هو الذي قال " لاتقتلْ"، والإنسان يبتكر الاجتهاداتِ والأحقادَ والتفاسيرَ المنحرفةَ باسم الله، ليعبثَ بالكلمةِ الصّارخةِ في الضميرِ، الكلمةِ المقدّسةِ "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيتُ فله اسمعوا ".
سلّموا الأسلحةَ كلّها يا أبناءَ إبراهيم وانتظموا.
« ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11 فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا» 12 فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا (التكوين 22) ويسوع ابنُ الله الحبيبِ قال لبطرس «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" (مت 26: 52).
مَن له أذنان سامعتان فليسمع.
من الله، من ملائكته. من كتابه المقدس.
"فلا يَغْرُرْكَ ﴿٤ غافر﴾ « قاتل الناس »
* راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية، ومؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان
Comments