بيروت - رئيس الجمهورية العماد جوزف عون استقبل بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، على رأس وفد ضم الكاثوليكوس المنتخب لرئاسة الكنيسة السريانية في الهند المطران مار غريغوريوس جوزف، متروبوليت بيروت المطران مار اقليميس دانيال كورية، مطران زحلة والبقاع مار يوستينوس بولس سفر، مطران جبل لبنان وطرابلس مار كريسوستوموس ميخائيل شمعون، النائب البطريركي للدراسات السريانية المطران مار سويريوس روجيه اخرس، المعاون البطريركي والنائب البطريركي على ابرشية دمشق المطران مار جوزف بالي، النائب البطريركي على المؤسسات البطريركية والاوقاف في لبنان المطران مار كيرلس بابي، النائب البطريركي لشؤون الكنيسة في الهند المطران مار خويستوفوروس ماركوس، مطران حمص وحماه، المطران متى الخوري والنائب البطريركي للشبيبة المطران اندراوس بحي.
في مستهل اللقاء، اعرب البطريرك افرام الثاني عن سعادته للمجيء الى قصر بعبدا على رأس وفد من مطارنة الطائفة في لبنان وبلاد الإنتشار، بعد إنتهاء الشغور الرئاسي وقال: "اليوم نحن امام فرصة جديدة للبنان والمنطقة التي تعيش اوقاتا صعبة وتمر بظروف تاريخية"، وشدد على "ان للبنان مكانة خاصة في قلوب السريان، لان إسمه في السريانية يعني "قلب الله". ونحن نعتبر لبنان وطنا لكل سرياني أينما وجد."
أضاف: "إن الظروف التي إنتخبتم فيها كانت إستثنائية وهناك وضع حساس من سوريا الى العراق مرورا بفلسطين، وفي لبنان كذلك، نتيجة الدمار الكبير الذي حصل بسبب الحرب الأخيرة، في الجنوب وأجزاء من بيروت وستكون لكم فخامة الرئيس يد في البناء واعادة الاعمار". واذ أشاد بالتفاف اللبنانيين الذين تهمهم مصلحة البلد حول رئيس الجمهورية، اعتبر "انه من الضروري ان تكون كافة مكونات الشعب اللبناني متوافقة معكم ومتضامنة مع مسيرتكم، إضافة الى مساعدة الدول العربية والاجنبية."
وطالب بأن "تعطى الفرصة لشباب الطائفة من ذوي الكفاءات في هذا العهد الجديد ليكونوا جزءا من نجاح لبنان. ونحن قلبنا موجود هنا وإن كانت المحاصصة القائمة تعيق حضورنا، إنما نحن جاهزون لتقديم خبرتنا وتعبنا. ونأمل الكثير من عهدكم ومن فخامتكم، وتشكيل الحكومة بسرعة ليصار الى تحقيق الأهداف المرجوة. ونحن نكرر تهانينا وتمنياتنا لكم بالنجاح في مهمتكم الصعبة وان شاء الله يقوم لبنان الجديد بسواعد جميع أبنائه ليعود الى مكانته التاريخية كبلد تنوير في العلم والقيم الإنسانية وكملتقى للحوار والحضارات في هذا العهد."
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون بالتأكيد على "ان السريان مكون اساسي من مكونات الشعب اللبناني. ونحن لا نؤمن بأقلية وأكثرية. لديكم حقوق كما عليكم واجبات، وهذا امر طبيعي، وعلى الدولة ان تؤمن لكم حقوقكم. نريد الكفاءات ذلك ان في لبنان ثروة بشرية اهم من الثروة الطبيعية وهي مستدامة."
أضاف: "لقد بدأنا بإعادة الثقة بين الشعب والدولة، ونأمل تأليف حكومة بأسرع وقت تكون ملائمة لتطلعات الشعب على ان نقوم تباعا بمد جسورالثقة مع العالمين العربي والغربي. وهذا ليس بالأمر الصعب إذا ما وجدت نوايا صادقة تجاه المصلحة العامة."
وأشار الرئيس عون الى "اننا امام تحديات كثيرة ووضع المنطقة مترابط ولكن لدينا فرصا علينا ان نستغلها لمصلحة لبنان ومستقبله من اجل مستقبل ابنائنا ولكي لا يهاجروا. وكما أشرتم في كلمتكم، فإن المجتمع اللبناني بكافة أطيافه مدعو الى ان يتحمل مسؤولياته، ونحن نحافظ على رجائنا بهذا البلد."
تصريح البطريرك افرام الثاني
وبعد اللقاء، صرح البطريرك افرام الثاني فقال:" "جئنا اليوم الى قصر بعبدا باسم الكنيسة السريانية الارثوذكسية في لبنان والعالم لتقديم التهاني الى فخامة الرئيس عون على انتخابه وعلى خطاب قسمه وتقديم دعمنا الروحي في هذا الوقت التاريخي التي تمر به المنطقة من لبنان الى سوريا والعراق وغيرها من البلدان. انه وقت استثنائي جدا يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ المنطقة وبالتأكيد فان لبنان هو في قلب هذه المنطقة ومن المهم جدا ان يكون اللبنانيون ملتفين حول فخامة الرئيس في هذه المهمة الصعبة. يهمنا جدا ان يكون لنا دور مع كل اللبنانيين في إعادة بناء البلد بعد الحرب المدمرة في الجنوب وأجزاء من بيروت. اليوم هو وقت لاعادة البناء التي لن تتم الا بوجود إدارة قوية من خلال موقع رئيس الجمهورية والحكومة التي ستشكل والتي نتمنى ان تمثل كل أطياف المجتمع اللبناني، وهناك حاجة ملحة لتكون هناك علاقات طيبة مع دول الجوار من عربية شقيقة الى الدول الأجنبية التي ستدعم مسيرة إعادة بنائه بشريا وحضاريا وماديا".
أضاف:" اننا هنا لنؤكد وقوفنا وأبناء الكنيسة السريانية في كل العالم مع فخامة الرئيس، ونتمنى ان يكون لنا دور من خلال بعض الشخصيات التي لديها إمكانيات وجهوزية لخدمة لبنان، فنحن، ورغم تصنيفنا كاقلية الا اننا نشعر ان لنا دورا للمساعدة في إعادة الاعمار من خلال الاشتراك في الحكومة والإدارة الجديدة".
تابع: "اننا نتمنى للرئيس عون كل التوفيق ونأمل تشكيل حكومة جديدة قريبا كي تنطلق مسيرة الاعمار في لبنان ومسيرة إعادة الحقوق للبنانيين وخاصة لجهة العمل على اصلاح المنظومة الاقتصادية والمصرفية كي يستعيد الناس حقوقهم وودائعهم في المصارف اللبنانية. اليوم الشعب اللبناني بحاجة ليصرف على نفسه ان لجهة تكاليف طلاب المدارس او بالنسبة للمرضى في المستشفيات او غير ذلك. هم بحاجة الى تدبير امورهم ونحن نرى ان هناك ضرورة لان يكون الإصلاح الاقتصادي جزءا من عمل الحكومة. ونجدد تهانينا لفخامة الرئيس واستعدادنا للعمل معه وان شاء الله يكون لبنان نحو مستقبل افضل، كما المنطقة، من لبنان مرورا بسوريا والعراق وفلسطين، التي هي بحاجة الى ان تقوم من جديد بعد عقود من الحروب والفتن والدمار. وصار الوقت ليكون هناك سلام واعمار وامل متجدد".
Comments