السفير د. هشام حمدان
تبين القراءات الإعلامية للصحف المحترمة والدقيقة في معلوماتها، ان
حلم مجموعات ثورة ١٧ تشرين التي هللت لتسمية الرئيس نواف سلام رئيسا للحكومة وذهبت تحتفل في الساحات، سيظل محجورا ما بين التمنيات وحقائق السياسة اللبنانية القائمة.
لا نشك بنوايا الرئيسين عون وسلام التي أعربا عنها في خطاب القسم وفي خطاب التكليف. لكن المجريات تثبت ان التسمية تعاود تحديد الحقائب والأسماء باعتماد المحاصصة ولو بوجوه ناعمة،
من الواضح وفقا للمعلومات ان الرئيسين لا يرغبان باستكمال ثورة ١٧ تشرين والقفز فوق تلك القيادات التقليدية التي تتحكم بالمجلس النيابي. جل ما يطمحان اليه اسماء اخصائيين غير ملتزمين حزبيا. لا هم إذا كانوا ملتزمين بهوية سياسية طائفية.
ترى إلا يوجد من اهلنا الشيعة كفاءات خارج الثنائي؟ لماذا يجب اقتصار التمثيل الشيعي على الثنائي؟
لماذا لا يمنح الدروز وزارة سيادية؟ نعلم ان قيادة اللقاء الديمقراطي تريد وزارة خدمات، لكن إلا يحق للطائفة الدرزية التي ساهمت ببناء هذا الوطن منذ تاريخه الاول المشاركة في صنع القرارات السيادية الوطنية؟
هذا اضافة إلى ان فكرة السيادة الوطنية تظل مقتصرة على تحرير الوطن من سلاح ايران وليس على استعادة القرار الوطني الحر في كل شؤون الوطن.
كل الأسماء المتداولة اسماء تحظى بتاريخ من الاختصاص المميز لكن ذلك لا يعني انها تحظى بالاستقلالية الكاملة في تقرير مصلحة لبنان،
هناك من يمكن ان يرى مصلحة لبنان ليس في التبعية لايران وانما بالتبعية لدولة اخرى عربية او دولية اخرى. نحن نرى ان مصلحة لبنان ليست بالتبعية لاحد بل لمصلحة لبنان ومبادئه،
كم أحزنني مثلا ان اقرأ ان المرشح فلاني قريب من المملكة او قريب من دول الخليج او من اميركا او من فرنسا،
لطالما طالبنا وسعينا وناضلنا في كل الساحات من اجل الصداقة مع الجميع لكن ليس بالتبعية وانما بما يخدم المصلحة الوطنية.
هل كان من الضروري ان أعاند الاميركيين مثلا خلال مهمتي في نيويورك بحيث ادفعهم للإعراب عن انزعاجهم مني في وزارتي؟ ألم يكن من الممكن ان اظل صامتا كما فعل ممثل لبناني تابع لزعيم سياسي مقاوم حين كادت مطرقة رئيس احدى اللجان الادارية تطرق بالموافقة على نزع مالية فريق الهدنة من ميزانية الأمانة العامة إلى موازنة اليونيفيل وجعلها قابلة للحل بقرار وقف التمويل كما يحصل مع الانوروا الان؟
بكل الاحوال
طالبت بتسمية حكومة ظل تتابع الشؤون التي تقوم بها او لا تقوم بها اية حكومة متفق عليها.
لقد قدمت ترشيحي لوزارة الخارجية ليس رغبة بوجاهة ومنصب وفائدة مادية. ولم أتواصل مع أحد من المسؤولين ولا قمت بتمسيح جوخ لاحد. فعلت ذلك احتراما للرئيسيين ولنضال ثوار تشرين لكن إذا رأى الرئيسان ان هناك من يفيدهما اكثر فنحن سنتمنى لهما النجاح ولكننا سنتابع وسنراقب وسنكون بالمرصاد.
Comments