ضياء محسن الاسدي
الإنسان أول ما يبدأ الوعي والإدراك عنده و يكون قادرا على تميز الأمور والفهم لما يدور من حوله يسعى جاهدا في العمل الدءوب والجد للحصول على مبتغاه ومحاولة نيل مراتب عالية في المراحل الدراسية التي تؤهله في تسلق سلالم النجاح والمعرفة وهكذا يصبح الطموح الشخصي للإنسان مطلبا خاصته للحصول على الشهادات الدراسية العالية وتبوء مناصب ومواقع عملية وعلمية في المجتمع ليكون مميزا في مجتمعه وأسرته وبعدها يطمح ساعيا وجاهدا في الحصول على وظيفة أو عملي تضمن سبل العيش له ولأسرته وكل هذه الرحلة الشاقة من العمر منذ الطفولة والصبا وتأسيس العائلة وكل ما يقدمه من عمل يسمى في المنظور والمفهوم القرآني (عمل حسن).
هذا العمل جزائه يكون بينه وبين نفسه خاصة وتلبية لطموحاته الشخصية وهذا هو حقه الشخصي وخاصة إذا كان يصب في مصلحة المجتمع يثاب عليه من قبل الله تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم) الزلزلة 6 لأنه يصب في مصلحة الأسرة والمجتمع وتأهيله لبناء وقيادة المجتمع والأسرة وعضوا فعالا فيها لأنه يساعد في نشوء الحياة اليومية وكادا على عياله حيث قال الله تعالى (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) التوبة 105 وكذلك ( من جاء بالحسنة فله خيرا منها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون) الإسراء 7 وكذلك (أن أحسنتم لأنفسكم وأن أسأتم فلها.........) الإسراء 23.
لكن العمل الصالح هو كل ما تتركه من أثر جميل وعمل يُنتفع منه لغيرك يدل على وجودك في الحياة وبعد الممات من خير وفعل وهو المراد الإلهي التي تبنته النظرية السماوية التي أنزلت للإنسان المتحضر الذي علمه بالقلم عن طريق الصراط المستقيم الذي رسمه له من خلال آياته وسننه ودين قيم مبني على الأخلاق الخلاقة ومكارمها والمبادئ والتعامل الراقي البناء مع بني جنسه ومجتمعه لحصول رضا الله تعالى أولا والفوز بالجنة والمنازل العليا في الحياة الدنيا والآخرة (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا) الكهف 110 فأن العلاقة المتعاونة والعمل المثمر الذي يساهم في بناء علاقات متوازنة في بناء مجتمع متكامل مع الأفراد والمؤسسات الوضعية بطريقة صحيحة وراقية ليسموا بها الإنسان (أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرًا) الإسراء 9.
فكل فعل وقول تبني المجتمع وتهذبه وتساهم في تطويره أخلاقيا ومعرفيا في حياته ويُستفاد منه بعد مماته هو الذي يريده الله تعالى والذي أسماه بالعمل الصالح حيث يُعد من أولويات الإسلام ومدخل الإيمان وهو الذي يُرفع ويُحفظ في صحيفة المؤمن ليوم الحساب يُجزى به ويُثاب عليه في الآخرة لتكون له الدرجات العلى كما قال تعالى (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضمًا) طه 112 (أن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا) مريم 96 (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .....) فاطر 10 فعلى الإنسان العاقل أن يبني علاقة جدية مع بيئته والكائنات التي تتعايش معه على الأرض من نبات وحيوان والطبيعة التي سخرها الله تعالى له ليكون أهلا للخلافة التي جعلها الله له ليخلف بعضه بعضا على القيم والأخلاق والمبادئ والتكنولوجيا والمعرفة البناءة المفيدة لبني جنسه والأعمال الخيرة لتنظيم مجتمع عالمي متطور خلاق لمد الجسور المعبد النظيف نحو الحياة الأبدية ليبرهن للعالم أجمع أنه المسلم حقا (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين)..
Comments