01/29/2025 - 20:23 PM
الاب الدكتور نبيل مونس
سفر الرّؤيا، سفرُ الخواتيم، إنّه آخر فصلٍ منَ الكتابِ المقدّس.
الرّؤيا رسالة تثبيتٍ وتشجيعٍ للمؤمنين في زمنِ الاضطهاد، زمنِ النّار والوحوش والصّليب، من نيرون وحرْقِ روما واتّهام المسيحيّين وصلبِهم وحرْقِهم.
صُلب معهم ممثّل المسيح مار بطرس بالمقلوب، إلى التّذكير بنصْر يسوع الأخير على التحدّي العسكريّ، الذي قام به دومسيان. لقد ظفرَ المؤمنون الضّعفاء على روما العظمى بالثّبات على الإيمان بالمسيح الحيّ الظّافر وبتحمّل الاضطهاد حتّى الاستشهاد في سبيل سرّ يسوع كلمةِ الله الحيّ.
سرّ الحياةِ والنّجاة ومتمّمٌ بالكمال للإرادة الإلهيّة، ومجسّدٌ للحبِّ الإلهيّ الخلاصيّ بأعلى درجات الوحدة والنقاء والسّموّ مع الطبيعة الإلهيّة لأنّه لم يعرفِ الخطيئة، "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ". 2 (كو 5: 21)
بهذه الكلمةِ المختصَرة إذا صحّ التعبيرُ، أرسل رسالة نبويّة من رسائل الرّؤيا إلى كنائسِ العالمِ أجمعِ وخصوصًا إلى لبنان، إلى أهلي وإلى كافّة أبناء إبراهيم.
تُريدون الحقَّ والعدالةَ والخلاصَ، أُعطيتْ لكم، من كتاب الرؤيا: لماذا لا تسمعون وتقرأون فتخلصون وتنتصرون انتصارًا مبينًا.
أرسله لكم من جديد لعلّكم تفقهون طريق الخلاص الحق: "وَبَعْدَ هذَا سَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنْ جَمْعٍ كَثِيرٍ فِي السَّمَاءِ قَائِلًا: هَلِّلُويَا! الْخَلاَصُ وَالْمَجْدُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، لأَنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌ وَعَادِلَةٌ…" (رؤ ١٩: ١).
* مؤسس اللجنة اللاهوتية للسلام في لبنان وراعي كنيسة سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية
Comments