bah تصاعد التوترات بين كندا والولايات المتحدة: صراع على السيادة والهوية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

تصاعد التوترات بين كندا والولايات المتحدة: صراع على السيادة والهوية

02/02/2025 - 18:10 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

الاعلامي كربم حداد

 
 تشهد العلاقات بين كندا والولايات المتحدة تصعيدًا غير مسبوق، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، و10% على واردات الطاقة الكندية، مبررًا ذلك بضرورة حماية الأمن القومي الأمريكي ومكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.
 
وردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن فرض تعريفات جمركية انتقامية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي، تشمل منتجات استهلاكية مثل البيرة، النبيذ، البوربون، الفواكه، عصائر الفاكهة، الخضروات، العطور، الملابس، والأحذية. وأشار ترودو إلى أن هذه الإجراءات ستبدأ بتطبيق تعريفات فورية على سلع بقيمة 30 مليار دولار كندي اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل، يليها فرض تعريفات إضافية على سلع بقيمة 125 مليار دولار كندي خلال 21 يومًا، لإتاحة الفرصة للشركات الكندية وسلاسل التوريد للبحث عن بدائل.
 
في خطوة أثارت مزيدًا من الجدل، دعا الرئيس ترامب مجددًا إلى ضم كندا كولاية أمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدفع “مئات مليارات الدولارات لدعم كندا”، وأنه “من دون هذا الدعم الهائل، لما كانت كندا موجودة كدولة قابلة للحياة”. وأضاف: “لذلك، على كندا أن تصبح ولايتنا الـ51 الغالية”.
 
هذه التصريحات قوبلت برفض شديد من الجانب الكندي، حيث أكدت وزيرة الخارجية ميلاني جولي أن بلادها “لن تتراجع أمام تهديدات ترامب”، مشددة على أن كندا لن تكون أبدًا جزءًا من الولايات المتحدة. وأضافت أن تصريحات ترامب تعكس “عدم فهمه لما يجعل كندا قوية”.
 
تأتي هذه التوترات في وقت حساس بالنسبة لكندا، حيث أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو استقالته من قيادة الحزب الليبرالي ورئاسة الحكومة بعد فترة استمرت عشر سنوات، موضحًا أنه سيواصل تسيير الأعمال حتى يختار الحزب خليفة له في مارس المقبل.
 
في الوقت نفسه، أعلن رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، عن نيته الدعوة إلى انتخابات مبكرة في المقاطعة، مشيرًا إلى أن هذا القرار يأتي استجابةً لتهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على السلع الكندية. يهدف فورد من خلال هذه الخطوة إلى الحصول على تفويض قوي من سكان أونتاريو لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية المحتملة. 
 
هذه التطورات تزيد من تعقيد المشهد السياسي في كندا، وتضع البلاد أمام تحديات داخلية وخارجية تتطلب قيادة قوية واستراتيجيات فعّالة للحفاظ على سيادتها ومصالحها الوطنية.
 
مع استمرار هذه التوترات، يبقى مستقبل العلاقات بين كندا والولايات المتحدة غير مؤكد، خاصة في ظل السياسات الشعبوية التي يتبناها البيت الأبيض، مما يضع العلاقة التاريخية بين البلدين على المحك.
 
 
 
 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment