bah الذكاء الاصطناعي بديلا للقوى العاملة مستقبلا! - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الذكاء الاصطناعي بديلا للقوى العاملة مستقبلا!

02/09/2025 - 17:42 PM

Bt adv

 

 

الاستغناء عن 88% من الموظفين بحلول 2033 بسبب الذكاء الاصطناعي!

 

لندن - ألفة السلامي

 

هذا السؤال طرحته الباحثة بيكي سبنسر من الجمعية الملكية البريطانية للوقاية من الحوادث (RoSPA ) في نهاية عام وبداية عام جديد 2025 وأجابت عنه في تقرير استعرض تجارب عدة شركات اعتمدت أسبوعَ عمل مكونًا من 4 أيام منذ عام 2022 مع فحص تأثيرات هذا النهج على العمل، خاصة على تحسين الإنتاجية وصحة الموظفين ورفاهيتهم. وتوصلت التجارب إلى أن 4 أيام كافية أسبوعيا والعمل عن بعد وسيلة مثالية وأن الذكاء الاصطناعي يعوض القوى البشرية مستقبلا.

اعتمد التقرير في جزء منه على تقييم تجربة أولية لأسبوع العمل المكون من 4 أيام فقط، واستمرت 6 أشهر خلال عام 2022، قبل معاودة التجربة وتطورها في السنوات اللاحقة. شاركت 61 شركة بريطانية في هذه التجربة، بإجمالي قوة عمل بلغت 2900 موظفا.

ورغم وجود اضطرار لتطبيقها في البداية بسبب جائحة كورونا إلا أن العمل عن بعد أثبت أنه يمكن أن يحقق فوائد إيجابية لكل من أصحاب العمل والموظفين الذين استمروا في تنفيذ التجربة بعد ذلك. لكن الذكاء الاصطناعي كعنصر دخل بسرعة في الشركات أصبح يهدد استمرار العاملين بها.

وقد حمستني النتيجة فعقدت العزم على سؤال عدد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات في مصر. لكني اكتفيتُ بإجابة واحد منهم فقط؛ قال لي بالحرف: "محتاجين نشتغل 24 ساعة و7 أيام لو نستطيع إلى ذلك سبيلا!". لن أعيد عليكم ما ذكره حول الإنتاجية الضعيفة والأهداف التي لا تتحقق!

أعود للشركات البريطانية التي تبنت هذه التجربة وكانت متنوعة الأنشطة، غالبيتها تشغل أقل 50 موظفًا، وكان لدى شركة واحدة حوالي 1000 موظف.

وكانت النتائج جديرة بالتوقف عندها، لعل أبرزها تمثلت في انخفاض كبير في الإجازات المرضية والعرضية وبنسبة 65 % مقارنة بنفس الفترة من العام الذي سبقه، كما أن 39% من الموظفين أصبحوا أقل توترا و71% أقل إرهاقا. وأبلغ 40% من الموظفين أنهم أصبحوا ينامون بشكل أفضل وتحسنت صحتهم الجسدية والعقلية، وزاد الدور الاجتماعي للموظفين والتزاماتهم داخل عائلاتهم.

في نهاية التجربة الأولية، قال حوالي نصف الموظفين إنهم يشعرون بالرضا الوظيفي أكثر مما كانوا عليه عندما كانوا يعملون لساعات كاملة؛ الأهم من ذلك، أبلغ 55 % من الموظفين عن زيادة في قدرتهم على العمل. لكن، أثار بعض الموظفين مخاوف بشأن تكثيف أعباء العمل وقلة التواصل المباشر مع الإدارة ودخول الذكاء الاصطناعي ليعوض بعض الموظفين، من بينهم أصحاب المهارات!

ومع نهاية التجربة، أكدت 56 من أصل 61 شركة عزمها الاستمرار في الأسبوع المكون من 4 أيام، مع تأكيد استمرار 18 منها في مراقبة التغييرات الناتجة عن هذه التجربة والاستعانة بالمزيد من طرق العمل المتطورة (يقصد الذكاء الاصطناعي)، وهذا يعني الاستغناء عن المزيد من العنصر البشري.

وبعد مضي عام آخر على تطبيق هذه التجربة، تم نشر نتائج المتابعة وتبين أن 89 % من الشركات مازالت تتبع سياسة 4 أيام في الأسبوع، بينما توقفت في الأثناء 5 % من الشركات عن العمل 4 أيام في الأسبوع، مستشهدين بصعوبات في استيعاب تفضيلات الموظفين المختلفة، وعدم التزام الإدارة العليا بهذا النهج، وتحديات في بعض الصناعات حالت دون الالتزام بساعات عمل أقصر. وأفاد غالبية الموظفين (87%) أن هذه السياسة كان لها تأثير إيجابي على عملهم.

لكن ماذا عن المستقبل وهل سيستمر هذا النهج في السنوات المقبلة؟

 في استطلاع للرأي أجرته حملة بعنوان "4 أيام عمل أسبوعيا" بالمملكة المتحدة، قال 58 % من عامة الناس الذين تم سؤالهم إنهم يتوقعون أن يكون أسبوع العمل المكون من 4 أيام هو الطريقة المثلى للعمل بحلول 2030. كما وجدت دراسة استقصائية شملت 1028 من صناع القرار في مجال الأعمال في جميع أنحاء بريطانيا أن 64 % يؤيدون أسبوع عمل مدته 4 أيام فقط، وعلّق على هذه النتائج خبراء اقتصاد قائلين إن الأمر لن يتعلق باختيار الشركات أو الموظفين لهذا النهج في العمل وإنما سيكون من قبيل "تحصيل حاصل" حيث أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سيؤدي بحلول عام 2033 إلى انخفاض بنسبة 88% من القوى العاملة البريطانية بسبب مكاسب الإنتاجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي!

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment