bah ويّنك يا مار مــارون طُـل وشوف - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

ويّنك يا مار مــارون طُـل وشوف

02/09/2025 - 19:10 PM

Atlas New

 

 

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

 

أهلي الموارنة في لبنان وعالم الإنتشار لم يكن قديسنا مار مارون من قادة الرأي الخصيان، ولا من سارقي تعب الموارنة، ولا من مكتسحي المناصب طمعا بالسرقة وحب الوجاهة، ولا من مؤسسي الأمبراطوريات والقصور الفخمة على حساب شعبه، بل كان يقيم في العـراء يصلي ويتأمل ويشفي المرضى. من البدع في هذه الأيام أن تكثُرْ في التاسع من شباط الإحتفالات في عيده محملة بالخطب الرنانة والمزخرفة بالعواطف "المهرية"، وكم أتمنى أن يكون المُدعين محبة مار مارون ان يسيروا ضمن مآثره ومناقبيته الروحية ولا أن يلتفوا ويستثمروا قداسته.

أهلي الموارنة نحن في زمن "المحل" حيث تُثار الأزمات المتتالية أكثر من تساؤل حول وضع الشعب الماروني في لبنان وعالم الإنتشار جرّاء ما يتعرضون له من ويلات وهي في أغلبيتها نتاج السلطتين الروحية المارونية والسياسية المارونية. من حيث المبدأ الديني نحن شعب مؤمن متحد مع الكنيسة الكاثوليكية لكن في المضمون لا يحق لكردينال الشرق الماروني أن يترشح لمنصب بابا علما أن المسيح ولد في هذا الشرق وبشر فيه وإنطلق إلى كل أنحاء العالم ولكن قدرنا الديني أن نبقى مهمّشين، ولا بل تابعين، لا كلمة مسموعة لنا، هذا على الصعيد الديني أنما على الصعيد السياسي إننا نعاني من مشكلة جوهرية لا نستطيع تخطيها وهي أننا محكومين من طبقة سياسية مارونية فاسدة مُفسدة عاقرة عميلة ضيعتْ كل المكتسبات وكان آخرها صلاحيات رئاسة الجمهورية إضافةً إلى واقعنا الديموغرافي الميأوس منه والذي بلغ الذروة إضافة إلى سيطرة البعض على أملاكنا وهذا إنتقاص من حقوقنا المادية والمعنوية في هذا الوطن الذي بنيناه بعرق الجبين وتضيات آلاف الشهداء.

أهلي الموارنة أين الإكليروس الماروني من مِثالية ما مارون، أين هم من الحياة التي قضاها هادئا راهبا متنسكا معتزل عن الناس ولم يحدث في محيطه أي أثر مادي ومعنوي صاخب، لم يتنقل بسيارات فاخرة، لم يعش حياة ترف، لم يقتني قصور، لم يلبس الحرير والذهب، لكنه سكن بين الناس الجميع يزورونه في أي وقت يشاؤون، لم يطلب من زائريه أن يتصلوا ويحددوا موعدا لم يكذب على زواره، لم يبع وطنه، لم يرهن طائفته، لم يصادر الأرزاق ( الأوقاف)، لم يستثمر على أبناء بيعته... إنه مار مارون البعيد كل البعد عن إكليروس اليوم الذي يُتاجر ويسافر ويبيع ويشتري ولا يُصلي كفاية.

أهلي الموارنة في العام 1584 م تم تأسيس مدرسة مارونية في روما والغاية كانت لتثقيف الشباب الماروني وتعليمهم الإيمان الكاثوليكي وتخرج من هذه المدرسة العديد من الطلاب منهم جبرائيل الحاقلاني ومرهج نيرون الباني وغيرهم. أما اليوم مدارس الموارنة فهي بمثابة مراكز للأستثمار والويل ثم الويل إن تأخر ذوو الطلبة عن تسديد كامل القسط تأتيهم مراسيم الطرد مرفقة بالأولاد... هذا هو واقع المدارس المارونية اليوم، والأمر الأخطر أن هذه المدارس وبما أنّ الإنجاب عند الموارنة بات أمرا مستحيلا بسبب الأزمات التي يمرون فيها بعضها يقفل أبوابه لأن لا رعاية كنسية إجتماعية ديموغرافية ولا فكرية كل هم الإكليروس حماية الأنسباء والمستفيدين وإحتكار الأوقاف.

أهلي الموارنة هل تعلمون أننا نحن الذي أسسنا الكيان اللبناني؟ هل تعلمون أننا في حالة إجحاف ولا بد من مراجعة واقعنا الأليم والمظلم؟ ألا تعلمون أننا نعيش مستقبلا مأساويا؟ ألا تعلمون أننا نعيش نزاعات مارونية – مارونية بين المكونات الحزبية؟ ألا تشعرون أننا فقدنا كل الإمتيازات حيث المارونية السياسية أو التوجه الماروني السيادي بات من الماضي ؟ ونحن اليوم نعيش الإنحلال والضياع وبتنا نعيش الذمية وهي السردية السائدة. أنهي بأمرين:

أولاً – هل هناك من سبيل إلى الإستنهاض؟

ثانيا – أقتبس هذه الكلمات "يا مار مارون طل وشوف أتباعك وين صاروا؛ كيف تفرفطوا وبِعْدوا عن روحانيتك... سامحنا، دخلك يا مار مارون طل وشوف لبنان خربان وعمرو مقصوف، الشعب جوعان قرفوا من الحكام محروق سلافو عم يشحد ومنتوف وينك يا مار مارون طل وشوف... دخلك يا مار مارون طل وشوف وخلصنا ".

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment