• الوضع في الجنوب اللبناني معقدًا وحساسًا.
• سياسات ترامب المقترحة تجاه الشرق الأوسط، تتسم بالجرأة والجدل.
• قطر راغبة في تعزيز التعاون مع لبنان والمساهمة في استقراره وازدهاره.
بيروت - منى حسن
وصف الوزير السابق وديع الخازن سياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب المقترحة تجاه الشرق الأوسط، بأنها تتسم بالجرأة والجدل. وقال في حوار مع صحيفة بيروت تايمز، ان خطاب القسم حمل وعودًا كبيرة، فإن تنفيذها على أرض الواقع يواجه عقبات كثيرة، معتبرا أن المنطقة قد تكون مقبلة على مرحلة من التوترات المتزايدة، مع احتمالية التصعيد العسكري؛ وإلى تفاصيل الحديث
كيف سيكون برأيكم عهد الرئيس جوزاف عون وهل سيحقق كل عناوين خطاب القسم؟
في خطابه، ركّز الرئيس جوزاف عون على عدة نقاط أساسية، أبرزها:
• تعزيز سيادة الدولة: شدد على ضرورة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، مما يفتح الباب أمام نقاشات حول مستقبل سلاح حزب الله ودوره في لبنان.
• مكافحة الفساد: تعهّد بمحاربة الفساد بكل أشكاله، وهي قضية أساسية في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد.
• إعادة هيكلة الاقتصاد: أكد على ضرورة تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية وفق خطط مدروسة لاستعادة ثقة المجتمع الدولي.
• تحقيق استقلالية القضاء: أشار إلى ضرورة تفعيل دور القضاء ليكون مستقلاً عن التدخلات السياسية، وهو أمر كان دائمًا محل جدل في لبنان.
• السياسة الخارجية والحياد: تحدث عن ضرورة الحفاظ على سياسة لبنان الخارجية القائمة على الحياد الإيجابي، وهو ما قد يثير تساؤلات حول علاقته بالقوى الإقليمية.
رغم أن خطاب القسم حمل وعودًا كبيرة، فإن تنفيذها على أرض الواقع يواجه عقبات كثيرة، منها:
• لبنان يعتمد على نظام سياسي طائفي، مما يجعل أي إصلاح يتطلب توافقًا بين مختلف القوى السياسية والطوائف.
• الانقسام بين الأحزاب حول قضايا حساسة، مثل سلاح حزب الله، قد يعطّل تنفيذ بعض الإصلاحات.
• لبنان يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه، حيث انهارت العملة الوطنية، وتراجع مستوى المعيشة بشكل كبير.
• نجاح العهد الجديد مرتبط بقدرته على إجراء إصلاحات مالية وهيكلية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي.
• يتعين على الرئيس جوزاف عون موازنة علاقاته مع الدول الإقليمية والدولية، خاصة أن لبنان يقع في منطقة نفوذ متشابكة بين قوى مختلفة.
• العلاقة مع الدول الخليجية، وخصوصاً دولة قطر المهتمة بإعادة إعمار ما تهدّم ومساعدة لبنان على إستخراج الغاز، ستكون محورية في إعادة تنشيط الاقتصاد اللبناني عبر المساعدات والاستثمارات.
• الرئيس عون قادم من المؤسسة العسكرية، مما قد يجعله أكثر ميلًا إلى دعم الجيش اللبناني كجهة مسؤولة عن الأمن.
• في المقابل، غياب ذكر "المقاومة" عن خطاب القسم أثار تساؤلات حول كيفية تعاطيه مع حزب الله وسلاحه.
· إذا تمكن من تنفيذ إصلاحات اقتصادية، مثل ضبط مالية العامة، محاربة الفساد، واستعادة ثقة الأسواق، فقد يضع لبنان على طريق التعافي.
· تعزيز سيادة الدولة عبر دعم الجيش والقوى الأمنية قد يسهم في استقرار البلاد على المدى الطويل.
· نجاحه في ضبط التوازنات الإقليمية، سيحدد شكل العلاقات الخارجية للبنان.
بعد تمديد مهلة وقف إطلاق النار إلى 18 شباط كيف تقيمون الوضع في الجنوب اللبناني؟
بعد تمديد مهلة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/شباط 2025، يظل الوضع في الجنوب اللبناني معقدًا وحساسًا. كان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المحتلة في الجنوب اللبناني بحلول نهاية مهلة الستين يومًا في 26 يناير/كانون الثاني 2025، إلا أن هذا الانسحاب لم يكتمل، مما أدى إلى تمديد المهلة.
· استمرار التوترات: شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في التوترات، حيث وقعت مواجهات بين الأهالي العائدين إلى قراهم والقوات الإسرائيلية، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى.
· مواقف الأطراف المعنية: أكدت الحكومة اللبنانية تمسكها بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة ضمن المهلة المحددة، ورفضها لأي مماطلة. من جهته، أعلن حزب الله رفضه لمبررات تمديد فترة الانسحاب، مشددًا على حقه في الرد على أي اعتداءات إسرائيلية.
· استمرار الخروقات: تستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يهدد الهدنة الهشة ويزيد من احتمالية التصعيد.
· الوضع الإنساني: يواجه الأهالي العائدون إلى قراهم تحديات أمنية وإنسانية، في ظل استمرار وجود القوات الإسرائيلية في بعض المناطق.
بالنظر إلى هذه التطورات، يبقى الوضع في الجنوب اللبناني هشًا وقابلًا للتصعيد. يتطلب الحفاظ على الاستقرار التزامًا جادًا من جميع الأطراف بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، ودعمًا دوليًا لضمان انسحاب العدوّ الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين العائدين إلى مناطقهم.
بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض ما يطرحه من افكار بشأن الشرق الأوسط. هل نحن أمام تسويات ام حرب ؟
مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتجه الأنظار إلى سياساته المقترحة تجاه الشرق الأوسط، والتي تتسم بالجرأة والجدل. أحد أبرز هذه المقترحات هو إعلان ترامب عن نية الولايات المتحدة "السيطرة" على قطاع غزة وإعادة تطويره، مع اقتراح إعادة توطين سكانه الفلسطينيين في دول مجاورة مثل الأردن ومصر. يهدف هذا المشروع إلى تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع توفير فرص عمل وإسكان حديث. إلا أن هذه الفكرة أثارت انتقادات واسعة، حيث اعتُبرت بمثابة تطهير عرقي وتجاهل لحقوق الفلسطينيين في أرضهم.
بالإضافة إلى ذلك، أبدى ترامب استعداده لدعم إسرائيل في حال قررت توجيه ضربة عسكرية لإيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، مع تأكيده على تفضيله للحلول الدبلوماسية. هذا الموقف يعكس سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها ترامب سابقًا تجاه طهران، والتي تضمنت فرض عقوبات اقتصادية قاسية.
بناءً على هذه التطورات، يبدو أن المنطقة قد تكون مقبلة على مرحلة من التوترات المتزايدة، مع احتمالية التصعيد العسكري، خاصة في ظل المواقف المتشددة تجاه إيران والمقترحات المثيرة للجدل بشأن القضية الفلسطينية. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد إمكانية التوصل إلى تسويات دبلوماسية إذا ما تم تبني مقاربات أكثر توازنًا وشمولية تأخذ بعين الاعتبار حقوق ومصالح جميع الأطراف المعنية.
كيف قيَمتم زيارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان في الرابع من الجاري؟
زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، كانت خطوة مهمة تعكس التزام دولة قطر الثابت بدعم لبنان في ظل التحديات الحالية.
أبرز محاور الزيارة:
· دعم المؤسسات اللبنانية: أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على استعداد قطر لدعم المؤسسات اللبنانية والعمل على مشاريع مشتركة بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وأشار إلى أن قطر ستواصل دعم الجيش اللبناني، الذي تلقت قواته مساعدات من قطر تشمل منحًا للوقود والرواتب.
· التزام بالقرار 1701: شدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 لضمان استعادة لبنان لاستقراره، مما يعكس التزام قطر بالسلام والأمن في المنطقة.
· مشاركة في إعادة الإعمار: أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن استعداد قطر للمشاركة في ملف إعادة إعمار لبنان، مما يعكس التزام قطر بدعم لبنان في مرحلة ما بعد النزاع.
· تقييم الزيارة:
تُعتبر زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان ناجحة للغاية، حيث تعكس التزام قطر الثابت بدعم لبنان في مختلف المجالات، خاصة في ظل التحديات الحالية. تُظهر هذه الزيارة رغبة قطر في تعزيز التعاون مع لبنان والمساهمة في استقراره وازدهاره.
كيف سيكون مستقبل لبنان؟ وهل انتم متفائلون بعودة لبنان إلى التعافي والازدهار ؟
مستقبل لبنان يظل غامضًا إلى حد بعيد في ظل الأزمات العميقة التي يعاني منها، مثل الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية. لكن، مع ذلك، هناك بعض الأمل في أن لبنان يمكن أن يعود إلى التعافي والازدهار إذا تم اتخاذ خطوات جادة على مختلف الأصعدة.
السيناريو المتفائل:
· الإصلاحات الاقتصادية والمالية:
o إذا تم تنفيذ إصلاحات اقتصادية جذرية، بما في ذلك إعادة هيكلة القطاع المالي، وتحقيق استقرار العملة، وتفعيل خطط الإنقاذ التي يطالب بها المجتمع الدولي (مثل صندوق النقد الدولي)، يمكن للبنان أن يبدأ في الخروج من أزمته.
o إصلاح قطاع الكهرباء، الذي يعد من أكبر أعباء الاقتصاد اللبناني، قد يكون نقطة انطلاق أساسية لتحسين الوضع المالي.
o الاستقرار السياسي:
o إذا تمكنت القوى السياسية من تجاوز الانقسامات العميقة، وكان هناك نوع من التوافق الوطني على تشكيل حكومة فعّالة، فإن لبنان يمكن أن يستعيد بعض الاستقرار الداخلي.
o كذلك، إذا تم دعم الحوار الوطني وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات، فقد يتمكن لبنان من تجاوز الأزمات السياسية.
· الدعم الدولي:
o إذا نجح لبنان في جذب الدعم الدولي، وخاصة من الدول الغربية والخليجية، قد يتمكن من الحصول على مساعدات اقتصادية واستثمارات تساعد في تحسين البنية التحتية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
السيناريو المتشائم:
· استمرار الفشل في الإصلاحات:
o في حال استمرت المماطلة السياسية وغياب الإرادة السياسية للإصلاح، قد يبقى الوضع على ما هو عليه.
o الفشل في تفعيل خطة التعافي الاقتصادي، إضافة إلى استمرار التوترات الإقليمية والمحلية، قد يؤدي إلى المزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
· التأثيرات السلبية للأزمات الإقليمية:
o الأزمة السورية، التوترات مع إسرائيل، والصراع المستمر في المنطقة قد يفاقم الوضع ويزيد من تعقيد عملية التعافي في لبنان.
هل نحن متفائلون؟
الواقع يظهر أن التعافي والازدهار في لبنان يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع الأطراف السياسية والمجتمع المدني. التفاؤل يعتمد على قدرة القوى السياسية اللبنانية على تحقيق توافق وإصلاحات حقيقية، واستغلال الفرص المتاحة مثل الدعم الدولي والمساعدة الاقتصادية. ولكن من دون إرادة سياسية قوية وحلول جذرية، قد يظل المستقبل مشوشًا.
إذا كانت هناك خطوات جادة وموحدة نحو الإصلاحات، فإن هناك أملًا في أن يعود لبنان إلى مسار التعافي والازدهار.
Comments