bah في معاني عيد الحبّ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

في معاني عيد الحبّ

02/14/2025 - 21:56 PM

Bt adv

 

 

ألفة السلامي

 

بمناسبة عيد الحب: لا أرغب في خوض نقاش لا طائل منه حول هذا العيد وأصله وخلفيته وما إلى ذلك من قضايا تبعدنا عن معناه. رأيي الذي أتمسك به دائما يستند على قيمة الحب في حد ذاته، وإذا كان هناك من أعياد تحافظ على معناه وتبني عليه فأشجعها بلا تردد.

وفي هذه المناسبة، أرغب أن أذكركم جميعا بأحبائكم، خاصة أولئك الذين يمرون بمحنة وابتلاء.. لا تنسوا الأوقات الحلوة التي جمعتكم معاً وعطرت قلوبكم يوماً، واستحضروها في أوقات الأزمة فذلك أفضل وقت لتقويكم وتنقي مشاعركم من وطأة الأوجاع التي تركت أثرا عليها؛ تذكروا ألف ضحكة وضحكة ملأت أيامكم معاً، وألف فرحة وفرحة جعلتكم تطيرون مع أحلامكم، وألف وردة ووردة زينت الطريق أمامكم. تذكروا الخير الذي جمعكم وألّف بين قلوبكم.

قد تتوه المشاعر يوما في فوضى الواقع وقد توحي أي أزمة طارئة بأن الحب قد توقف أو مات، لكن عيداً مثل عيد الحب، مع باقات ورد وكلمات طيبة، من شأنها تجديد المشاعر. هناك كثيرات مثل "شيرين" التي بعثت لي برسالة ذات يوم تشتكي فيها من تجربة الجفاء والهجر في الأزمات، لكن نحمد الله أن أولاد الأصول هم الغالبية الخيّرة وأن أولاد الحرام هم الاستثناء الشاذّ!!

كل عيد حب وأنتم متحابون تسكنون في دفء شركائكم وتعمرون القلوب بالمشاعر الجميلة وتتجاوزون أصعب اللحظات بفضل المحبة، ومساندة بعضكم البعض، وتأكدوا أن المحبة تطرد الحزن وتتغلب على المرض وتقهر المستحيل.

حكت "شيرين" من المنصورة (مصر) في رسالتها أنها ناجية من السرطان وعمرها لا يتجاوز ثلاثة وثلاثين عاما فقط. فقدت والديها وتخلى عنها زوجها ولكنها مازالت ناجية لحد الآن.

"شيرين" تنبّه إلى قضية اجتماعية شديدة الأهمية يحيطها عادة بالكتمان أصحابها الذين تأسّوا منها ويتفادون الخوض فيها حتى لا تزيد أوجاعهم. إنها تقصد بعض الأزواج الذين يتخلون عن زوجاتهم بعد علمهم بمرضهن بالسرطان. لا أدري هل هي ظاهرة أم أمر استثنائي؛ لكن الحالات موجودة وأعرف شخصيا عددا منها.

وحكت "شيرين" كيف مرت بهذه التجربة القاسية عندما تركها زوجها في خضم جلسات العلاج الكيماوي وذكر أنه لا يقدر على تحمل رؤيتها في ذلك الوضع المزرى بدلا من احتضانها والأخذ بيدها حتى يتجاوزا معا تلك الحالة وتداعياتها. تقول إنها التقت بفتاة مشابهة لحالتها عند الطبيب النفسي، وهي شابة تركها خطيبها أيضا وكانت في منتهى الحزن والانكسار لدرجة التفكير في الانتحار بعد أن تمكّن منها الاكتئاب. ولا غرابة في أن حالتها تدهورت أكثر بعد ذلك نتيجة لشعورها بالوحدة وتحطم الأحلام لدرجة أن حياتها لم تعد تساوي شيئا أمامها.

‫ابن حزم ...‬‎

تبوح "شيرين" بأنها لا ولن تستطيع أن تغفر لزوجها هجره لها خلال مرضها لأنه لو كان مريضا في موقفها لكانت بذلت الغالي والنفيس لعلاجه والوقوف بجانبه. تقول: "ربما أنا أقوى من تلك الفتاة الشابة التي قابلتها لدى الطبيب وهي محطمة؛ قوتي تعود بالفضل لمساندة أخوتي وأصدقائي وأحبابي؛ لذلك استطعت أن أحول ضعفي إلى قوة وأقف من جديد ثابتة مليئة بالإرادة، ليس فقط لتجاوز محنتي وتربية أبنائي ولكن أيضا لتجاوز فشلي في تجربة الزواج أو اختياري الذي شعرت أن أزمتي جاءت لاختباره؛ ولكني مازلت أشعر بالحزن الشديد وذهبت طلبا للدعم من طبيب نفسي".

لذلك، أطلب منكم بحسن الاختيار للشريك الذي تنوون الارتباط به وأن تبتعدوا عن الأنانيين ومنعدمي المسؤولية والإرادة، وعليكم بأن تتخيلوا أوقات المرض والأزمات قبل أوقات الصحة والفرح، لأن تقييمكم للشخص على هذا الأساس هو ما يكتب النجاح عند الارتباط.

كما أطلب من الأزواج أن يساندوا زوجاتهم عند مرضهن بالسرطان أو أي مرض آخر، والعكس صحيح أيضا وإن كانت الثقافة المجتمعية تكشف غالبا أن الأزواج هم من يتخلون عن زوجاتهم وربما تساهم تلك الثقافة في تبرير التخلي أو حتى الزواج بثانية في المجتمع الذي تسمح قوانينه بالتعدد. وهذا التخلي أو الزواج مجددا هما وجهان لعملة واحدة نتيجتها قهر المرأة واستعجال موتها، ليس جراء المرض فحسب وإنما جراء الشعور بصدمة الظلم من أقرب الناس إليها.

كل عيد وأنتم متحابون متضامنون تجسدون معنى السكن والسكينة الذي جاء ذكره في القرآن والكتب السماوية!.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment