bah أحمد الريّس لـ " بيروت تايمز " الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية هو مستقبل أكثر ذكاءً - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

أحمد الريّس لـ " بيروت تايمز " الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية هو مستقبل أكثر ذكاءً

02/15/2025 - 17:36 PM

بيروت

 

 

الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا لنا، بل هو أداة نستخدمها لصالحنا

تُعد دولة قطر واحدة من الدول الرائدة في استثمار وتطوير الذكاء الاصطناعي (AI) في المنطقة، 

 

بيروت – بيروت تايمز – اجرت الحوار الاعلامية منى حسن 

 

الدكتور أحمد الريّس حاصل على بكالوريوس في العلوم بتخصص المختبرات الطبية، إضافةً إلى ماجستير في علوم المختبرات الطبية وماجستير آخر في الإدارة. حاليًا، هو طالب دكتوراه ويعمل على أطروحته التي تتناول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في المختبرات الطبية.

طالب دكتوراه في جامعة باريس للخريجين ومعهد المعرفة والابتكار في فرنسا، محاضر في جامعة البلمند كلية العلوم الصحية، ومساعد باحث في الجامعة الأمريكية في بيروت.

وفي حواره مع "بيروت تايمز "حذر الدكتور احمد الريّس من أن الذين يرفضون تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي أو يستهينون بأهميته، قد يجدون أنفسهم خارج دائرة التطور في هذا العالم السريع. وقال: أن قطر قد تلعب دوراً مهماً في دعم لبنان في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يعزز التنمية.

وفيما يلي نص الحوار:

•< ما هو تفسير الذكاء الاصطناعي في الحقل الطبي و ما أهميته ؟

يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي في القطاعات الطبية إلى استخدام أنظمة الكمبيوتر والخوارزميات لمحاكاة الذكاء البشري في أداء مهام مثل تشخيص الأمراض، تحليل البيانات الطبية، التنبؤ بنتائج العلاجات، أو مساعدة الأطباء في اتخاذ القرارات. يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية بجعلها أسرع وأكثر دقة وتخصيصاً لكل مريض. كما يدعم الذكاء الاصطناعي التطبيقات الصحية التي تراقب الأعراض الصحية، وتتابع المؤشرات الحيوية مثل عدد دقات القلب وضغط الدم، وتذكّر المرضى بتناول أدويتهم. وفي حالات الطوارئ، يتنبأ بالنتائج ويحدد أولويات الرعاية، بينما يساعد في إدارة الأمراض المزمنة عبر اكتشاف المشكلات مبكراً.

• < كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تشخيص الأمراض وعلاج المرضى؟

-بعض الأمثلة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي:

•  تشخيص الأمراض: مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة لاكتشاف الأورام أو كسور العظام. على سبيل المثال، في مجال تشخيص الأمراض باستخدام صور الأشعة، أظهرت أنظمة الذكاء الاصطناعي دقة تصل إلى 95% في اكتشاف سرطان الثدي من خلال صور الأشعة السينية (الماموغرام)، مما يجعلها أداة مكملة فعالة لدعم الأطباء في اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة

• التنبؤ بالمخاطر الصحية: توقع احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري أو أمراض القلب بناءً على البيانات الطبية. إن التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، بشكل مبكر للغاية. وفقًا لدراسة حديثة عُرضت في مؤتمرات الجمعية الأمريكية للقلب عام 2024، أظهرت تقنية تعتمد على تحليل تخطيطات القلب الكهربائية (ECGs) قدرتها على التنبؤ بمخاطر الإصابة بالسكري قبل ظهور المرض بما يصل إلى 10 سنوات، بدقة تصل إلى حوالي 70%. هذه التقنية تتفوق في الكشف عن التغيرات الدقيقة التي لا تُلاحظ بالطرق التقليدية، مما يسمح بالتدخل المبكر للوقاية من المرض ومضاعفاته، مثل مشاكل القلب والكلى

•  مساعدة الأطباء في العمليات: روبوتات ذكية تساعد في إجراء العمليات الجراحية بدقة عالية. مثال حقيقي على مساعدة الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية هو استخدام روبوت "دافنشي" في جراحة القلب. هذا الروبوت يتيح للأطباء إجراء عمليات دقيقة باستخدام أدوات صغيرة وأجهزة استشعار متطورة، مما يقلل من المخاطر ويوفر وقت التعافي للمرضى. في بعض الحالات، قد يكون الطبيب الجراح بعيدًا عن المريض ولكن يمكنه التحكم في الروبوت عن طريق جهاز تحكم متطور. أظهرت الدراسات أن استخدام هذه الروبوتات يمكن أن يحسن نتائج العمليات الجراحية ويقلل من المضاعفات.

•  تحليل العينات: مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الدم أو الأنسجة للكشف عن الأمراض بسرعة.

• تصميم خطط علاج مخصصة: اقتراح علاجات مناسبة لكل مريض بناءً على حالته الصحية الفردية.

 

• <هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر في مجال الرعاية الصحية؟ ولماذا؟

-عندما يسألني طلابي عن مستقبل الذكاء الاصطناعي وما إذا كان سيحل محل البشر، أبتسم وأقول لهم: "الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا لنا، بل هو أداة نستخدمها لصالحنا." دائمًا ما أؤكد لهم أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قوته في تحليل البيانات بسرعة ودقة، يفتقر إلى جوهر الإنسانية. أسألهم: "هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُظهر تعاطفًا حقيقيًا؟ أو أن يفهم سياقًا ثقافيًا معقدًا؟ أو أن يتخذ قرارًا أخلاقيًا صعبًا بناءً على مشاعر إنسانية؟" بالطبع، الإجابة دائمًا لا.

أتذكر يومًا عندما ناقشت هذا الموضوع مع طلابي في إحدى المحاضرات، قلت لهم: "تصوروا مريضًا يجلس أمامكم ليس فقط بحاجة إلى علاج طبي، بل إلى كلمة تُطمئنه أو نظرة مليئة بالتفهم. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يفعل ذلك؟" هنا يأتي دورنا كأطباء وكمهنيين في مجال الرعاية الصحية، فنحن لسنا فقط مفسرين للنتائج الطبية، بل نحن رواة قصص الرحمة والأمل في حياة مرضانا.

وأنا كوني باحثًا في مجال الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي، دائمًا أشجع طلابي وزملائي على التكيف مع هذه الحقبة الجديدة. أقول لهم: "إن الذكاء الاصطناعي ليس ليحل مكانكم، بل ليكون شريكًا يُسهّل عملكم ويزيد من دقته. أولئك الذين يرحبون به ويدمجونه في ممارساتهم سيجدون أنفسهم متقدمين بخطوات نحو مستقبل أكثر إشراقًا." لكن، أحذرهم من أن الذين يرفضون تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي أو يستهينون بأهميته، قد يجدون أنفسهم خارج دائرة التطور في هذا العالم السريع.

في النهاية، أقول دائمًا لطلابي: "تذكروا أن الذكاء الاصطناعي ليس منافسًا لنا، بل هو أداة نُشكّلها بخبراتنا الإنسانية وقيمنا الأخلاقية، لنُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة من نخدمهم."

 

• < ما هو الدور الإيجابي الذي تلعبه دولة قطر بالنسبة للجمهورية اللبنانية ؟ و بما أن قطر تلعب حاليا دورا رائدا في استثمارات الذكاء الاصطناعي كيف ترى من وجهة نظرك يمكن للبنان أن يستفيد من هذه الفرصة؟ 

< لطالما كانت دولة قطر حجر زاوية في دعمها للبنان، حيث قدمت مساعدات سياسية واقتصادية كبيرة. ساهمت قطر بشكل فعال في إعادة إعمار لبنان بعد الحروب التي شهدها، ولا سيما بعد حرب 2006، كما لعبت دوراً محورياً بعد الانفجار المدمر لمرفأ بيروت، حيث أعلنت قطر التبرع بمبلغ 50 مليون دولار في مؤتمر المانحين لإعادة إعمار بيروت، مؤكدة بذلك التزامها بدعم الشعب اللبناني في محنته. علاوة على ذلك، قدمت استثمارات كبيرة في البنية التحتية اللبنانية وقطاعات حيوية أخرى، مما ساهم في تنمية الاقتصاد اللبناني وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين.

وفي سياق آخر، تُعد دولة قطر واحدة من الدول الرائدة في استثمار وتطوير الذكاء الاصطناعي (AI) في المنطقة، حيث تسعى بجدية إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا.

فيما يلي بعض الأدوار والمبادرات التي تقوم بها قطر في هذا المجال:

•  التخطيط الاستراتيجي والحوكمة - إطلاق رؤية قطر الوطنية 2030

تقوم رؤية قطر الوطنية 2030 على أربع ركائز أساسية، هي التنمية البشرية، التنمية الاجتماعية، التنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية. وهي مقسمة إلى ثلاث فترات زمنية متعاقبة، بدأت باستراتيجية التنمية الوطنية الأولى، ثم الثانية، وحاليًا بالمرحلة الثالثة، وهي استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030. تستكمل هذه الاستراتيجية ما حققته الاستراتيجيتين الأولى والثانية، ومع اكتمالها تكون الدولة قد حققت رؤيتها وكرست جهودها بنجاح.

• تأسيس لجنة الذكاء الاصطناعي:

تهدف اللجنة إلى قيادة جهود تعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الدولة، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 والأجندة الرقمية 2030، وذلك لتسريع وتيرة التحول الرقمي وتحقيق تطور مستدام في المجالات التقنية.

•  مشروع "فنار":

قطر تقود تطوير الذكاء الاصطناعي باللغة العربية من خلال مشروع "فنار" الذي يهدف إلى تحسين تمثيل اللغة والثقافة العربية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون بين وزارة الاتصالات وجامعة حمد بن خليفة، وبما يتماشى مع رؤية قطر 2030.

ومن هذا المنطلق وبما ان قطر تعتبر من الدول التي تتمتع بعلاقات قوية مع لبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكما أن العلاقات بين البلدين تاريخية، وتستند إلى الروابط المشتركة في عدة مجالات، خصوصاً في إطار التعاون الاقتصادي والدبلوماسي قد تلعب قطر دوراً مهماً في دعم لبنان في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مما يعزز التنمية المستدامة في لبنان ويعزز موقعه في هذا المجال. على سبيل المثال 

يمكن لقطر دعم تطوير البنية التحتية التكنولوجية في لبنان من خلال الاستثمار في شبكات الجيل الخامس (5G) وتوسيع الإنترنت عالي السرعة، إضافة إلى دعم مراكز البيانات وتقنيات الحوسبة السحابية. كما يمكن لقطر تسهيل شراكات مع شركات تكنولوجية عالمية مثل Google و IBM لإنشاء مراكز أبحاث وتطوير في لبنان، واستقطاب الشركات الناشئة عبر توفير دعم مالي وصناديق استثمارية. علاوة على ذلك، تستطيع قطر دعم الابتكار اللبناني عبر تمويل الشركات الناشئة ومشاركة خبراتها في إدارة الابتكار وتسريع نمو الشركات من خلال حاضنات الأعمال ومسرعات الابتكار.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment