عبد حامد
سقط والى غير رجعة، عهد تعطيل تأليف الحكومات المتعاقبة وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين الحكومة اللبنانية، على مدى عقود طويلة، عهد طغيان سلطة الميليشيا وتغييب سلطة الدولة، عهد خطف لبنان دولة وحكومة وشعبا، سقط ذلك العهد الذي قلب مكانة لبنان من سويسرا الشرق الأوسط إلى دولة فاشلة، وحرم شعبة من أبسط الحاجات الضرورية لحياته.
نعم سقط والى غير رجعة، ذلك العهد الذي باتت في زمانة الكلمة في لبنان لطرف غريب عن لبنان، معاد له ولكل العرب، طرف خاضع لقوى تضمر حقد دفين على كل ما هو عربي، وعلى كل ما يرفع من مكانة لبنان، ووجهه المشرق، وموقفه العربي الأصيل، لقد عرف العرب والعالم، الموقف المشرق والمشرف لأهلنا اللبنانيين، الكرام الغوالي، على مدى تاريخهم كله، ولم، ولن يغير موقفهم النبيل والكريم هذا طرف حاقد، حاول تشويهه وتغييبه.
بقيت نظرة العرب والعالم لأهلنا اللبنانيين على حالها المبهج، وستبقى إلى الأبد. وها هي اليوم تسطع بأزهى وأشرق صورها، نعم، سقط عهد التعطيل والتخريب والتدمير، وانطلق عهد البناء وبسط سلطة الدولة، واستقلال وسيادة لبنان، وحفظ حقوقه وكرامة مواطنية وحرياتهم، بما يضمن العدالة للجميع. وكنا نأمل من كل محب للبنان وشعبة أن يسخر كل قواه، وقدراته وإمكاناته، لتحقيق ذلك، لا الوقوف بوجهة، ومحاولة التشبث بذلك العهد الذي أسقط لبنان في القاع السحيق، الذي يتفجر قيحًا وصديدًا، لا يطاق، وقد سبق وكتبت عشرات المقالات تصف ذلك الحال المقيت، ومنها - انهم يقتلون المستقبل، وعندما تقلب الحقيقة، ولبنان..
الكلمة للقضاء لا للميليشيا، وبريمر اللبناني، واحرقوا البلد بلا محروقات، ولبنان.. الكلمة للدولة لا للميليشيا، ومقام لبنان يتحلل والأمم المتحدة تحذر، واليوم كل من يقف بوجه انطلاق عهد البناء والتنمية، والنهضة والإصلاح، وحفظ كرامة الوطن والمواطن اللبناني، يقف ضد مصالح لبنان وشعبة، ومن يفعل ذلك، ليس سوى أداة رخيصة، سخر نفسه لخدمة مصالح أعداء شعبة ووطنه، ويرغم الدولة اللبنانية على التصدي له، وردعة بكل قوة، وشجاعة وصلابة، هذا هو واجب الدولة، وهذه هي مهمتها الاولى، والأهم والأنبل، وهذا ما يقضي به الواجب الوطني، والأخلاقي، والسياسي والإنساني.
لقد عرف اهلنا اللبنانيين والعرب والعالم شجاعة ووطنية وبسالة الجيش اللبناني، عبر تاريخه كله، واليوم باتت كل الابواب مشرعة أمامه لتحقيق كل ما يحلم به لبنان، وشعبة وأمته، وأحرار العالم ومنصفيه، بعد أن اجتمع لبنان على موقف واحد، دولة وحكومة وجيشا ووطنا وشعبا، ومعه امته وكل احرار العالم ومحبيه، والمملكة تدعم ومعها كل العرب والشرفاء في العالم، كل الإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة كل محاولات العبث بأمن المواطنين، مقرونة بأشد عبارات الفخر والإعجاب، والتقدير والاعتزاز.
أن الاعتداء على قوى الجيش سور الوطن الحصين هو اعتداء على الشعب والأمة، ثم أن الكل يعلم جيدا أن خلاص لبنان مما هو فيه، يشكل دافعا قويا، لسلامة أمن وأستقرار العرب كلهم، وحين ترتفع مكانة لبنان المعروفة، ودورة المجيد والمشهود، في محيطة العربي والإقليمي والدولي، ترتفع معه مكانة العرب كلهم، ويرسخ حالة الأمن والاستقرار الدولي ايضًا.
Comments