تحذير أمني من السفارة الأمريكية في بيروت
اجتماع استثنائي للرئيس عون مع الرئيسين بري وسلام عرض للمستجدات جنوبا وقرار بمطالبة مجلس الأمن بمعالجة الخروق
حق لبنان باعتماد كل الوسائل لذلك: استمرار الوجود الإسرائيلي احتلال
رئيس الجمهورية امام وفد "نادي الصحافة": الدولة باتت مسؤولة عن ضبط الأمن والحدود بعدما استعادت قرارها
ابناء القرى الحدودية الجنوبية يعودون الى منازلهم المهدمة بمؤزارة الجيش اللبناني سننصب خيمة ونفترش الأرض
بيروت - بيروت تايمز – تحقيق الاعلامية منى حسن
مع انتهاء مهلة التمديد الثاني لاتفاق وقف إطلاق النار فجر اليوم اكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من القرى الجنوبية التي احتلها في العدوان الأخير بإستثناء خمسة مواقع احتفظ بها، اما خروقات العدو الإسرائيلي مستمرة وجديدها بأن قوات الجيش الإسرائيلي نفذت تفجيرا كبيرا في خراج بلدة كفرشوبا وهو الثاني في اقل من ٧٢ ساعة.
الجيش في الجنوب
انتشرت وحدات من الجيش اللبناني منذ ساعات الليل في القرى والبلدات المحررة وأكد الجيش اللبناني، صباح الثلاثاء في بيان، أن وحدات عسكرية انتشرت في 11 قرية بينها كفركلا و "مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني.. ذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي". في المقابل أكدت إسرائيل الثلاثاء بقاءها في "خمس نقاط" في جنوب لبنان التي دخلها الأهالي صباح اليوم لتفقد بيوتهم المدمرة والبحث عن أبنائهم المفقودين.
الجنوبيون يعودون الى قراهم رغم التهديدات الإسرائيلية
وبدأ ابناء الجنوب منذ صباح اليوم الثلاثاء، العودة إلى قراهم الحدودية المدمرة برفقة الجيش اللبناني، بعدما سحبت إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، مبقية سيطرتها على خمس نقاط استراتيجية.
وفي الطريق إلى كفركلا الحدودية التي تعرّضت لدمار هائل، سار العشرات من الأهالي منذ الصباح بين حقول الزيتون متوجهين نحو قريتهم التي غادروها منذ أشهر طويلة ليعاينوا تباعًا منازل مدمّرة بالكامل.
وشبه بعض العائدين، قراهم المدمرة "بهيروشيما فيما قال بعضهم في قرية كفركلا الحدودية و"كأن حربًا نووية شنّت علىها". وعلى الرغم من الدمار الهائل، "سكّان القرية جميعهم عائدون" بفرح وسعادة وكرامة ورغم البيوت المهدمة قالوا "سننصب خيمة ونفترش الأرض".
ورغم الدمار الهائل وغياب مقوّمات الحياة من بنى تحتية وخدمات أساسية، يتلهّف النازحون للعودة لمعاينة ممتلكاتهم وانتشال جثث من أبنائهم، بعدما منعت القوات الإسرائيلية عودتهم طيلة الأشهر الماضية. واضطر بعض العائدين للانتظار ساعات في الطريق قبل أن يسمح لهم الجيش بالتقدم ودخول البلدات، في ظل استمرار تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي بشكل مكثف فوق المنطقة، وامام الانتهاكات وتمادي إسرائيل في تنصليها من التزاماتها.
اجتماع ثلاثي استثنائي في بعبدا
و أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، "ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزاما بالمواثيق والشرع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701"، وشددوا على "دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لاستلام مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها، والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى هذه الحدود"، معتبرين أن "استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية هو احتلال مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية"، مؤكدين "تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها وحق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي".
الناطقة باسم رئاسة الجمهورية السيدة نجاة شرف الدين
وجاءت هذه المواقف بعد اجتماع استثنائي عقده رئيس الجمهورية مع الرئيسين بري وسلام قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري. بعد الاجتماع، صدر عن المجتمعين البيان التالي الذي أذاعته الناطقة باسم رئاسة الجمهورية السيدة نجاة شرف الدين:
"عقد رئيس الجمهورية جوزاف عون اجتماعا استثنائيا في القصر الجمهوري في بعبدا، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام جرى خلاله البحث في المستجدات المتعلقة بالوضع على الحدود الجنوبية والتطورات الناجمة عن استمرار الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية.
وقد أكد المجتمعون على الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية، مشددين على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزاما بالمواثيق والشرع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701.
كما جددوا تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده.
كما أكد المجتمعون على دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لاستلام مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها بما يحفظ السيادة الوطنية ويحمي أبناء الجنوب اللبنانيين، ويضمن أمنهم واستقرارهم.
كما ذكر المجتمعون بالبيان المشترك الصادر عن رئيسي كل من الولايات المتحدة وفرنسا، عشية إعلان "وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701" في 26 تشرين الثاني 2024، خصوصا لجهة تأكيد الرئيسين حرفيا على التالي: "ستعمل الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان، لضمان تنفيذ هذا الترتيب وتطبيقه بالكامل".
كما بالفقرة 12 من الإعلان نفسه، التي أكدت بوضوح تام، على "تنفيذ خطة مفصلة للانسحاب التدريجي والنشر بين قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية، على أن لا يتجاوز ذلك 60 يومًا".
وأيضا الفقرة 13 التي نصت على أن "الولايات المتحدة وفرنسا تتفهمان أن إسرائيل ولبنان سيقبلان الالتزامات الواردة أعلاه بالتزامن مع هذا الإعلان"، وبناء عليه، وإزاء تمادي اسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون ما يلي:
التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقا لما يقتضيه القرار الأممي، كما "الإعلان" ذو الصلة.
اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالا، مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية.
استكمال العمل والمطالبة، عبر "اللجنة التقنية العسكرية للبنان"، و"الآلية الثلاثية"، اللتين نص عليهما "إعلان 27 تشرين الثاني 2024"، من أجل تطبيق الإعلان كاملا.
متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.
ختاما يؤكد المجتمعون، تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي.
مصادر دبلوماسية وصفت لـ "بيروت تايمز" اجتماع الرؤساء بقصر بعبدا بالاستثنائي والمهم والمفصلي وأظهر وحدة وتماسك الدولة اللبنانية في جميع قراراتها. وهذا التماسك والتناغم يعطي دفع وقوة للبنان داخليا وخارجيُا. ويحافظ على وحدة لبنان وشعبه في ظل المستجدات الأمنية والسياسية التي شهدتها الساحة اللبنانية مؤخرًا.
وأعلن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، امام وفد من "نادي الصحافة"، ان "لبنان يواصل اتصالاته الديبلوماسية مع أميركا وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة، والقرار اللبناني موحد في اعتماد الخيار الديبلوماسي، لأن لا أحد يريد الحرب، بل الدولة".
وأكد ان "ليس هناك حصار على الطائفة الشيعية كما يروج البعض، والإجراءات المتّخذة في حق شركات الطيران الإيرانية مرتبطة بالعقوبات المفروضة عليها، والطائفة الشيعية جزء أساسي من الجسم اللبناني وليست غريبة عنه".
وأوضح ان "عملية الإعمار لن تكون بين ليلة وضحاها، وهي مرتبطة بشكل أو بآخر بالإصلاحات ومحاربة الفساد"، وقال :" من الضروري إعادة بناء جسر الثقة بين اللبنانيين، وأرفض أن يستقوي أحد بالخارج".
وشدد انه "علينا مقاربة التطورات بروية من دون تشنج ولا تخوين، واللبنانيون سئموا العيش بين المتاريس بعدما دفعوا الثمن غاليا"، وقال :"الدولة باتت مسؤولةً عن ضبط الأمن والحدود بعدما استعادت قرارها، وهو قرار اللبنانيين وحدهم".
السفارة الأمريكية
من جهة أخرى دعت السفارة الأمريكية في بيروت مواطنيها إلى تجنب منطقة بئر حسن، بما في ذلك مطار بيروت يوم الأحد 23 شباط 2025 بالتزامن مع تشييع السيد حسن نصر الله.
وحثت السفارة على توخي الحذر بالقرب من أي تجمعات كبيرة ومتابعة الأخبار المحلية للحصول على التحديثات.
Comments